button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

ماذا تقترح دراسة التوْءَم الفنلندي بشأن الصحة وطول العمر؟

ADVERTISEMENT
الصورة عبر unsplash

تُظهر الدراسات الاستقصائية حول نمط الحياة وطول العمر باستمرار أن الأشخاص الذين يمارسون المزيد من التمارين يعيشون لفترة أطول. لذلك من المدهش أن نرى تقريرًا من دراسة مجموعة التوائم الفنلندية يشير إلى أن هناك تأثيرًا مباشرًا ضئيلًا لـ "النشاط البدني في أوقات الفراغ" على العمر. ما الذي يجعل هذه الدراسة مختلفة عن غيرها – وهل هي صحيحة؟

دراسة التوائم الفنلندية

الصورة عبر unsplash

السلوك البشري والبيولوجيا معقدان ويتفاعلان مع المجتمع والبيئة على نطاق أوسع. يمكن ربطُ مقدار التمارين التي يمارسها الشخص بعلم الوراثة، أو النظام الغذائي، أو الإعاقة، أو التعليم، أو الثروة، أو ما إذا كان لديه ما يكفي من وقت الفراغ ومساحة خضراء آمنة. ويمكن أيضًا ربطُ كلِّ عاملٍ من هذه العوامل بعمر الإنسان بطرق مختلفة.

ربما يمكنك التفكير في عشرات الأشياء الأخرى التي قد ترتبط بصحة الشخص وكمية التمارين التي يمارسها. لن يكون اتجاه السببية واضحًا دائمًا. على الرغم من أنه من المؤكد أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل أكبر سيعيشون لفترة أطول في المتوسط، إلا أنه من الأصعب بكثير معرفة مقدار ما يسببه التمرين نفسه، مقارنة بهذه العوامل الأخرى.

كيف يمكننا أن نأمل في عزل هذا التأثير السببي الوحيد عن تعقيد حياة الناس؟

ADVERTISEMENT

يمكن أن تساعدَنا دراساتُ التوائم هنا. تتمتّع التوائم بجينات وراثية وتجارب حياة مبكرة متشابهة أو متطابقة، لذا يمكننا اختبار مدى تأثير الاختلافات في سلوكها في وقت لاحق من حياتها بشكل مباشر على عمرها.

وهذا هو بالضبط النهج الذي اتبعه الباحثون في جامعة يوفاسكولا في فنلندا، حيث استخدموا استبياناتِ تمرينٍ أُعطيت لـ 11 ألف زوج من التوائم البالغين ومن الجنس نفسِه في أعوام 1975 و1981 و1990، وربطوا ذلك بسجلات الوفيات حتى عام 2020.

المجموعات الأقل والأكثر نشاطًا هي الأكبر سنًا بيولوجيًا

الصورة عبر unsplash

وجد مؤلِّفو الدراسة، كما هو متوقع، أن معدَّل الوفيات لدى الأشخاص الأكثر نشاطًا كان أقل بنسبة 24% مقارنةً بالأقل نشاطًا. وهذا التأثير أصغر مما اقترحته الدراسات السابقة، واقتصرت معظم المخاطر الزائدة على نسبة 10% الأقل نشاطًا من المشاركين في الدراسة.

كما نظروا أيضًا إلى العمر البيولوجي، الذي تم قياسه بدرجة تلف الحمض النووي (مَثْيَلة)، ومن المثير للدهشة أنهم وجدوا أن كلّا من المجموعتَين الأكثر نشاطًا والأقل نشاطًا بدت أكبر سنًا بيولوجيًا من المجموعات الأخرى.

تتعلّق المقارنةُ بين التوائم بالجينات والاختلافات في الحياة المبكرة، ولكن ماذا عن الجوانب الأخرى من السلوك الصحي؟

ADVERTISEMENT

عندما تم أخذ التدخين واستهلاك الكحول ومؤشر كتلة الجسم (BMI) في الاعتبار في التحليل، انخفض الارتباطُ بين ممارسة الرياضة وطول العمر بشكل كبير، مع وجود فرق بنسبة 9٪ فقط في معدل الوفيات بين المجموعة الأقل نشاطًا وغيرها – بينما لا يوجد فرق بين مجموعة النشطين للغاية والمجموعة متوسطة النشاط. بمعنى آخر، بالنسبة لزوج توْءَم افتراضي لهما مستويات نشاط مختلفة تمامًا ولكنهما يتطابقان بتاريخ التدخين وتعاطي الكحول ومؤشر كتلة الجسم، سيكون هناك اختلاف بسيط جدًا في متوسط العمر المتوقَّع.

ولكن ماذا يعني تغييرُ مستويات التمارين الرياضية بينما تظل جميع الجوانب الصحية الأخرى ثابتة؟ على سبيل المثال، إذا كان تأثيرُ التمارين الرياضية على الوفاة يتجلّى في فقدان الوزن، فإن هذا التحليلَ لن يكشف عن هذا الارتباط. وإذا زادت التمارين ولكن الوزنَ لم يتغيّر فهل يجب التعويض بشيء آخر؟

وكانت هناك أيضًا بعض الأدلة على أن تأثير التمارين الرياضية كان أقوى في السنوات العشرين الأولى بعد التقييم مقارنة بالعقد اللاحق. لذلك فمن الممكن أن تكون هناك حاجةٌ إلى الإبقاء على ممارسة التمارين الرياضية من أجل الحفاظ على فوائد طول العمر في وقت لاحق من الحياة.

ADVERTISEMENT

وهذا من شأنه أن يتفق مع الأدلة المستمَدّة من التجارب السريرية التي تُظهر فوائد فورية أكثر لمُداخلات التمارين الرياضية على الصحة لدى الأشخاص الذين يعانون من الظروف القائمة.

دور أصغر مما كان يُعتقَد سابقًا

الصورة عبر unsplash

إذن، ما الذي يمكننا أن نستنتجه بأمان من هذه النتائج الجديدة - التي فازت بجائزة الطب الرياضي الوطنية في فنلندا، ولكنها لم تخضع للتحكيم بعد؟

من الواضح أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل أكبر يعيشون لفترة أطول في المتوسط. تُفسِّر الوراثةُ والعوامل الاجتماعية والصحة الحالية والجوانب الأخرى لنمط الحياة بعضاً من هذا الارتباط. لا ينبغي لنا أن نستبعد وجودَ صلة مباشرة بين ممارسة الرياضة وطول العمر، ولكن هذه الدراسة تشير إلى أنه قد يكون لها دور أصغر مما كان يُعتقد سابقا.

ومع ذلك، تظهر الأدلة التجريبية أن التمارين الرياضية يمكن أن تمنع المرض والإعاقة، وتُحسِّن المزاج ونوعية الحياة بشكل عام، وهو ما قد يعتبره الكثيرون نتائجَ ذات معنى أكثر من العمر وحده.

قد يكون من الصعب على الناس الحفاظُ على تغييراتٍ في نمط الحياة، وبالتالي فإن الجهودَ الاجتماعية والبيئية، مثل الحفاظ على مساحات خضراء عالية الجودة، لدعم أنماط الحياة الصحية أمرٌ مهم.

ADVERTISEMENT

إن التفاوتات الاجتماعية في الصحة وطول العمر موجودة وتتزايد، لذا من الضروري أن نستمر في تحسين فهمنا للأسباب ولِما يجب علينا فعلُه حيال ذلك.

الصورة عبر unsplash

جورج إم سافا، عالم أبحاث كبير، معهد كوادرام

تمّت إعادةُ نشر هذه المقالة من The Conversation بموجب ترخيص المشاع الإبداعي. اقرأ المقالَ الأصلي.

المزيد من المقالات