أن التربية في القديم كانت قاسية، ثم تحولت لاحقًا لتُعنى بالتعليم وبناء العلاقات الاجتماعية. مع انتشار العولمة والانتقال إلى المدن، برزت حاجة ماسة إلى أساليب تُعلّم الطفل الاعتماد على النفس وتُوفر له دعمًا نفسيًا. أجهزة الحاسوب والهواتف أتت بتحديات جديدة، لكنها فتحت أبوابًا أيضًا للتواصل والتعلم.
تقوم النظريات السلوكية على فكرة بسيطة: نكافئ السلوك الحسن ونوقف السلوك السيئ بعواقب واضحة. علم النفس التطوري يساعدنا على فهم لماذا يتصرف الطفل بهذه الطريقة في كل مرحلة عمرية، فيُسهل دعم نموه النفسي والاجتماعي.
التكنولوجيا تقدم برامج ومواد تعليمية تُغذي الخيال وتوسع المعرفة، لكن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى تشتت الانتباه وقلة الحركة. الحل يكون في وضع جدول زمني ثابت للشاشة، وتشجيع الطفل على اللعب خارج البيت والاختلاط بأقرانه.
الانضباط الإيجابي يعني أن نشرح للطفل خطأه بهدوء ونُظهر له البديل، بدل ضربه أو إهانته. نمنحه خيارات بسيطة ليختار بنفسه، فتنمو لديه ثقة بنفسه ويُصبح مسؤولًا عن قراراته.
البيت يزرع القيم الأولى، والمدرسة تُكمل المهمة بتعليم العلوم وبناء العلاقات مع الآخرين. الثقافة التي يعيشها الطفل تُحدد ملامح التربية، لذا من الضروري احترام عادات الآخرين والتعامل مع التنوع بانفتاح.
في النهاية، تربية الطفل اليوم تتطلب مزج فهم احتياجاته مع استخدام أدوات العصر، دون التخلي عن تقاليدنا، لنخرج جيلاً يواجه الغد بثقة وابتكار.
أميليا باترسون
· 21/10/2025