إلى ساحة صراع طائفي؛ فمنعت السلطات الشيعة من الوصول إليها أحيانًا، خشية أن تُستخدم المناسبات الدينية في تحريض الناس على التمرد، خصوصًا مع وجود توتر دائم مع الدولة الصفوية.
بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، عادت حركة الزيارة إلى كربلاء بقوة. سُمح للشيعة من دول متعددة بالقدوم بحرية، فوصل عددهم إلى ملايين في كل عام خلال موسم الأربعين، ليصبح التجمع الأكبر من نوعه في العالم.
نمّت الحكومة العراقية والمؤسسات الدينية البنية التحتية للمدينة: وسّعت الطرق، زوّدت أماكن إقامة، ورتّبت خطوط نقل رغم التهديدات الأمنية. أدّت الزيارات إلى دخول أموال ثابتة للمحلات والأسر، فانتعش الاقتصاد المحلي.
توسّطت السياحة في كربلاء مجالات جديدة؛ فبدأ زوّار غير مسلمين في التوجه إلى الآثار والتراث. وضعت إدارة المدينة خططًا تهدف إلى سياحة مستدامة تحفظ طابع كربلاء الديني وتدرّ أموالًا في آنٍ واحد.
رغم الانقلابات السياسية وضعف بعض الخدمات، تملك كربلاء فرصة كبيرة للتقدم إذا ما استُثمرت أموال في تسهيلات الزوار وطبّقت إدارة رشيدة، ما يعزز مكانتها في الخريطة السياحية الدينية والثقافية العالمية.
أشهر معالم المدينة: ضريح الإمام الحسين عليه السلام الذي يدخله ملايين الحجاج كل عام، ومقام الشهداء الذي يُقام فيه مجالس عاشوراء تكريمًا لمن قُتل في المعركة.
يقع متحف كربلاء التراثي قرب نهر الفرات، فيعرض أدوات وأوراقًا نادرة توضّح تفاصيل المعركة والحياة اليومية للناس قبل أربعة عشر قرنًا، ليكون محطة أساسية لكل من يريد فهم التاريخ والثقافة الشيعية.