يُعد الكرواسون أشهر ما يُعرف به المطبخ الفرنسي، وقد انتشر في كل بلدان العالم بفضل شكله الهلالي وقشرة تتفتت تحت الأسنان وطعم دهني يشبع. يحتاج تحضيره إلى يد ماهرة وانتباه دقيق؛ تُعجن العجينة مثل عجينة الورق، ثم تُدخل إليها زبدة باردة بين طبقاتها ليخرج الكرواسون بعد الخبز هشًّا وذو مذاق زبدي واضح.
ظهر الكرواسون في فرنسا أوائل القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك اليوم صار عنصرًا ثقافيًا عالميًا يباع في المقاهي والمخابز من طوكيو إلى ريو. يتكوّن من دقيق وزبدة وماء وملح وسكر وخميرة، لكن نجاحه يعتمد على ترتيب الخطوات وضبط الوقت والحرارة.
قراءة مقترحة
يبدأ العمل بعجينة سادة تُعجن حتى تصبح ناعمة وطرية، ثم تُبرد لتتشبع بالزبدة الباردة التي تُطوى داخلها مرارًا حتى تتكوّن طبقات رقيقة. يُترك الكرواسون بعد التشكيل من اثنتي عشرة إلى أربع وعشرين ساعة حتى تتفاعل الخميرة وتنمو الطبقات. يُخبز بعدها على حرارة عالية فيُنتفخ من الداخل ويتحمر قشرته بلون ذهبي لامع.
للحصول على كرواسون مثالي يُنتقى دقيق قوي يحتوي على نسبة عالية من الجلوتين ليعطي بناءً متينًا، وزبدة باردة ذات جودة عالية تمنح القشرة الت crunch ورائحة الزبد، وخميرة حية فعالة ترفع العجينة دون أن تُكسر الطبقات. كل عنصر يؤدي دورًا محددًا لينتج كرواسون ذا طبقات متباعدة وهشة ونكهة غنية.
سواء كنت تمشي في شارع سان جيرمان في باريس أو تأخذ فطورك في مقهى بنيويورك أو تتناول وجبتك الصباحية في فيينا، ستجد الكرواسون الفرنسي الأصلي أصبح جزءًا من يوم الناس. يكفي وضعه في السلّة ليضفي على المائدة طابعًا أنيقًا، سواء أُكل وحده أو إلى جانب مربى أو زبدة أو قهوة.
الكرواسون ليس مجرد خبز محلى، بل قطعة حرفية تعبّر عن براعة الطهي الفرنسي، تجمع بين طعم الزبدة الغني وهشاشة الطبقات لتترك انطباعًا لا يُمحى بعد كل قضمة.

