القاحلة. 
  تتميز واحة الحسي ببيئتها المتنوعة، حيث تنتشر أشجار النخيل، وتحيط بها النباتات الصحراوية التي تعكس قدرتها على التكيف مع قسوة المناخ. عند زيارة الواحة صباحًا، يمتزج نور الشمس مع خضرة النخيل في لوحة طبيعية ساحرة، أما في المساء، فترافقك النجوم في مشهد سماوي نادر. 
  الواحة ليست ملاذًا طبيعيًا فقط، بل كانت أيضًا محطة رئيسية للقوافل التجارية تاريخيًا بين شمال وجنوب الجزيرة. ولا تزال بعض آثار تلك الحقبة حاضرة، مثل البيوت التقليدية المبنية من الطين والحجر، والتي تروي قصصًا من حياة الأجداد، إلى جانب الحرف اليدوية مثل حياكة السجاد والفخار، والتي لا تزال تمثل جزءًا من الثقافة المحلية. 
  توفر واحة الحسي العديد من الأنشطة، منها التنزه في المسارات الطبيعية، ركوب الدراجات، التخييم تحت النجوم، التزلج على الرمال، أو مراقبة الحياة البرية. ويُمكن الوصول إلى الواحة من تبوك عبر طريق معبّد يستغرق قرابة ساعتين بالسيارة، مما يجعلها مثالية للرحلات اليومية. 
  أفضل وقت لزيارة واحة الحسي هو في فصلي الخريف والربيع، حيث يكون الطقس معتدلًا. أما في الصيف، فيُنصح بأخذ الاحتياطات لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة. وينبغي على الزوار حمل الطعام والماء الكافي، ارتداء ملابس مناسبة، واحترام الطبيعة بعدم ترك أي نفايات. 
  زيارة واحة الحسي تجربة يستعيد فيها المسافر توازنه، ويتأمل الجمال الطبيعي في أنقى صوره، بعيدًا عن صخب المدن واكتظاظ الوجهات السياحية التقليدية. 
         ناتالي كولينز
 · 22/10/2025