ما يجعل فكرة العودة إلى الماضي غير منطقية من الناحية الفيزيائية. الأمر يشبه محاولة إعادة البيض المسلوق إلى حالته قبل الطهي.
لكن نظرية النسبية الخاصة لأينشتاين تُظهر أن الزمن ليس ثابتًا، بل يتغير حسب سرعة الحركة. عندما يسير شخص بسرعة قريبة من سرعة الضوء، يمر الوقت لديه ببطء. رائد الفضاء سكوت كيلي قضى 520 يومًا في الفضاء، وعاد أصغر من شقيقه التوأم مارك، بسبب اختلاف السرعة بينهما.
من النظريات الأخرى، الثقوب الدودية، التي تُفترض كأنفاق تربط بين نقاط مختلفة في الزمكان، وقد تسمح بالانتقال إلى زمن آخر إذا تحرك أحد طرفي الثقب بسرعة قريبة من الضوء. لكن الثقوب الدودية تبقى نظرية حتى الآن، ولم تُرصد، ونقل البشر عبرها يبدو شبه مستحيل حتى لو أُثبت وجودها.
يطرح السفر عبر الزمن تساؤلات منطقية، منها "مفارقة الجد"، التي تتساءل عن تأثير تغيير الماضي على المستقبل. الفيزيائي ستيفن هوكينغ اختبر الفكرة بإقامة "حفلة زمنية" دون إرسال دعوات مسبقة، ليرى إن كان سيأتي أحد من المستقبل، لكن لم يحضر أحد، ما يدل على أن السفر إلى الماضي ربما يستحيل.
مع ذلك، نمارس نوعًا من السفر عبر الزمن عند استخدام التلسكوبات. عند النظر إلى النجوم والمجرات، نرى ضوئها الذي انطلق قبل ملايين أو مليارات السنين. تلسكوب جيمس ويب الفضائي يرى مجرات ظهرت في بداية الكون قبل 13.7 مليار سنة، ما يمنحنا صورة مباشرة عن الماضي البعيد.
رغم أن آلات الزمن تبقى حتى اليوم في إطار الخيال، يواصل العلماء أبحاثهم لفهم طبيعة الزمن وإمكانية التنقل خلاله.
غريغوري فاولر
· 20/10/2025