أدوارها أثناء الصيد، فيزداد احتمال النجاح.
الحواس الفائقة لدى الفهود تُسهم في إصابة الهدف من أول محاولة. يملك الفهد بصرًا حادًا يلتقط أدنى حركة على بُعد مئات الأمتار، وأذنًا تسمع أصواتًا لا يدركها الإنسان، وأنفًا يتبع خط الفريسة من مسافة بعيدة. حين تندمج الحواس الثلاث، يخرج صياد محترف يعرف كيف يتحرك في بيئته دون أن يُفقد فريسه.
ما يميز الفهود الصامتة هو الصيد الجماعي المنظم. يوزع القطيع المهام: فريق يُحيط بالفريسة، وفريق يقطع عليها طريق الهروب، وفريق يقفز للإمساك بها. يراقبون تحركاتها ويختبرون ردود فعلها قبل الهجوم، ثم يُطلقون العنان للهجوم بخطوة واحدة متزامنة، فيقللون بذلك الجهد ويضمنون سقوط الفريسة.
تُراكم الفهود خبرة عملية مع كل محاولة. إذا فشلت الخطة، تُعدلها في المرة التالية، فتستغيل المنخفضات الأرضية، تختبئ بين الأشجار، تقترب خطوة خطوة حتى تكون في المكان المثالي، ثم تُطلق الضربة القاضية. حين تكون الفريسة كبيرة الحجم أو سريعة، يزداد التعاون داخل المجموعة، فيُسقطونها معًا.
التغيرات البيئية تُجبر الفهود على تبديل أسلوبها. انكماش الغابات وتراجع أعداد الفرائس يدفع القطيع إلى تعلم طرق جديدة. تُحسن الفهود من حواسها، تتوسع في مساحة البحث عن الطعام، وتزيد عدد أفرادها في كل مطاردة، فتُصبح قادرة على اصطياد حيوانات لم تكن ضمن قائمتها من قبل.
رغم التحديات، تُثبت الفهود الصامتة مرونة عالية، فتحافظ على توازن السلسلة الغذائية. يبقى دعم الدراسات العلمية وتأمين الحماية لمواطنها أمرًا ضروريًا لضمان بقائها ومقدرتها على الصيد في بيئات تتغير يومًا بعد يوم.
دانييل فوستر
· 13/10/2025