بالسيليكا تُشبه الجرانيت، وهي ظاهرة تُشاهد عادة على الأرض نتيجة النشاط التكتوني. النشاط الجوفي أدى أيضًا إلى تكوين خزانات مياه جوفية عميقة وثابتة أسفل طبقة صقيعية، ما يغير من الصورة التقليدية للمريخ ككوكب صحراوي متجمد.
استخدم الباحثون نماذج حرارية متقدمة شملت تدفق الحرارة وسُمك القشرة وتأثير النشاط الإشعاعي، وأظهرت النتائج أن حرارة باطن الكوكب خلقت بيئة مستقرة شجعت تراكم المياه الجوفية على أعماق عدة كيلومترات، مما يُعيد النظر في فرضيات جفاف المريخ ويُرجح وجود بيئة أكثر ترحيبًا بالحياة في ماضيه.
تبرز الدراسة احتمال وجود صخور جرانيتية مدفونة أسفل تدفقات البازلت الجنوبية، وتعكس قدرة النشاط الإشعاعي الطبيعي وحده على تحفيز عمليات صخرية معقدة مشابهة لتلك التي نشهدها على الأرض. تُبين أيضًا أن حرارة السطح خففت من التربة المجمدة، مما سمح للمياه الجوفية بالبقاء في حالتها السائلة لفترات طويلة نسبيًا، وقد أُفرغت مؤقتًا عبر نشاط بركاني أو اصطدام نيازك، ما أدى لتغيّرات شكلت سطح الكوكب.
توصل الباحثون إلى أن هناك نحو 500 بحيرة قديمة موثقة على المريخ، معظمها أكبر من 100 كيلومتر مربع، لكنهم يرجحون أن 70 % من البحيرات كانت صغيرة الحجم ولم تُرصد بعد، ما يجعلها مصدرًا غنيًا لفهم مناخ المريخ سابقًا. يُعتقد أن البحيرات تكوّنت خلال فترات دفء قصيرة، تراوحت أعمارها بين 10,000 و100,000 سنة.
الاكتشاف يُعزز فرص العثور على أدلة للحياة القديمة، إذ إن الجرانيت غني بالعناصر الحيوية، والماء السائل يُعد عاملًا رئيسًا في نشوء الحياة. ترشح الدراسة المرتفعات الجنوبية كهدف واعد للبعثات المستقبلية لكشف التاريخ الجيولوجي والهيدرولوجي للمريخ.
كريستوفر هايس
· 20/10/2025