وتُعد من أبرز المواقع التاريخية في الجزائر.
تاريخيًا، كانت تيمغاد مركزًا عسكريًا ودينيًا وثقافيًا. بدأت كحصن يحمي من هجمات البربر، ثم أصبحت مدينة مسيحية نشطة في القرنين الثالث والرابع، قبل أن يغزوها الفندال ثم البربر. أعاد البيزنطيون بناء جزء منها، لكن مكانتها تراجعت تدريجيًا حتى أُهملت تمامًا في القرن الثامن. عاد اكتشافها في القرن الثامن عشر، وبدأ الفرنسيون حفرها في القرن التاسع عشر، فظهر مجدها المعماري والفكري من جديد.
أبرز معالمها "قوس تراجان"، وهو مدخل ضخم يقف في منتصف الشارع الرئيسي كاردو ماكسيموس، ويُظهر قوة الرومان وزخرفتهم الدقيقة. يبرز أيضًا "المسرح الروماني" الذي يحتفظ بجماله وسعته الكبيرة، ويُستخدم أحيانًا لعروض ثقافية.
في وسط المدينة يوجد معبد الكابيتول المخصص للآلهة جوبيتر وجونو ومينيرفا، وهو نموذج واضح للعمارة الدينية الرومانية. تقابله مكتبة تيمغاد، التي اندثرت معالمها لكنها تُثبت أهمية المعرفة والتعليم، إذ كانت تحتوي على آلاف المخطوطات.
يشكل شارع كاردو ماكسيموس العمود الفقري للمدينة، حيث كانت تدور الحياة اليومية بين الأسواق والمباني العامة. يمتد لأكثر من كيلومتر ويحتفظ بطابعه الأصلي، من أعمدة وفسيفساء ونقوش ترسم الحياة اليومية في تيمغاد.
زيارة تيمغاد كأنك تسافر عبر الزمن، تتيح لك رؤية العمارة الرومانية في الجزائر، من قوس تراجان إلى المكتبة والمدرج، وهي مكان مثالي لمحبي التاريخ والآثار.