B، وهو نظام كتابة مقطعي استُخدم في اليونان القديمة. سمح البرنامج باكتشاف أنماط نحوية جديدة، وتسليط الضوء على تفاصيل دقيقة حول الحضارات المينوية والميسينية.
رغم أن محاولات كينيدي واجهت نقصًا في البيانات والعتاد، إلا أن التقدم التكنولوجي لاحقًا فتح آفاقًا أوسع. خوارزميات الذكاء الاصطناعي اليوم أصبحت أداة أساسية في تحليل النصوص الغامضة مثل مخطوطة فوينيتش، التي ظلت معناها غير معروف لقرون. استخدم الباحثون شبكات عصبونية لتحديد أنماط لغوية داخلها، واقترحوا ارتباطها باللغات الرومانسية واحتمال أن تحتوي على نصوص طبية أو علم نبات.
تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في تحليل مخطوطات المايا، أحد أندر النصوص المتبقية من حضارة أمريكا الوسطى. ساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد الهياكل النحوية داخل الكتابة الهيروغليفية وتفسير الحسابات الزمنية وطقوس المايا المعقدة، بالإضافة إلى تسجيل الأنساب الملكية والأحداث التاريخية.
في مثال آخر، استعان باحثو شركة IBM بخوارزميات تعلم عميق لتحليل رموز حضارة وادي السند، فكشفوا عن صلة محتملة باللغة الدرافيدية، ما يعارض النظريات السابقة حول أصول لغتهم. كما استفاد علماء في جامعة بازل من الذكاء الاصطناعي في ترميم أوراق بردي مصرية، فتمكنوا من اكتشاف أجزاء مفقودة من نصوص طبية قديمة.
وفي العمل على الألواح البابلية، كشفت أدوات الذكاء الاصطناعي تعديلات رقابية على نصوص أدبية، ما يدل على أن أجندات سياسية فرضت تغييرات على النصوص الأصلية. يُظهر ذلك قدرة التكنولوجيا على تحليل المعاني العميقة والمخفية.
تستند هذه الإنجازات إلى أرشيفات رقمية ضخمة ونماذج حسابية متطورة تتيح للذكاء الاصطناعي فك الأنماط وتحليل اللغات القديمة بدقة غير مسبوقة. من خلال التعاون بين علماء اللغة وعلماء الحوسبة، يواصل الذكاء الاصطناعي إعادة كتابة تاريخ اللغات والنصوص القديمة.
بنجامين كارتر
· 17/10/2025