في قلب الغابات الكثيفة، تبرز طيور الرفراف بريشها الزاهي وألوانها المتنوعة، التي لا تقتصر على الجمال البصري فحسب، بل تؤدي وظيفة بيولوجية حيوية. ألوان ريش طائر الرفراف وسيلة جذب فعالة خلال موسم التزاوج، إذ يعمد الذكور إلى إبراز ألوانهم الزاهية لإثبات جاهزيتهم ومكانتهم بين أقرانهم. التألق اللوني يسهم في تعزيز الصفات الجينية وتشكيل سلوك التزاوج لدى الطيور.
يُعرف الرفراف الشائع بعدة أسماء مثل صياد السمك وطائر الزمرد، ويعيش في أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويفضل المواطن المائية مثل الأنهار والبرك والجداول الصافية. يميزه الريش الأزرق والبرتقالي والياقوتي، ولديه قدرات بصرية فريدة تسمح له برؤية الفريسة تحت الماء، حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة. الرفراف أصغر أفراد فصيلته، ويتكيف جيداً في الغوص وصيد الأسماك، التي تشكل أكثر من 60٪ من غذائه اليومي.
قراءة مقترحة
يستخدم الريش أيضاً كأداة تمويه، فطائر الرفراف يتنقل بحذر، خصوصاً في الغابات حيث الأعداء كثر. يتغذى على الأسماك الصغيرة والقشريات والحشرات المائية، ويعتمد على تقنيات صيد دقيقة، منها الغوص المفاجئ بهدف تقليل مقاومة الماء واصطياد الفرائس بفعالية. بعد الصيد، يقف الطائر على الأغصان ليبتلع الفريسة، أحياناً بعد ضربها لإفقادها الوعي.
تواجه طيور الرفراف تهديدات متعددة أبرزها الطقس القاسي، تلوث المياه، وتغييرات البيئة المائية الناتجة عن الأنشطة البشرية. البرد القارس يعرضها لخطر الانقراض المحلي، خصوصاً في الشتاء حين تتجمد المياه السطحية. تتراكم في أجسادها ملوثات مثل الزئبق ومركبات PCB. التدخلات البشرية مثل الاصطدام بالنوافذ وتعديلات الأنهار أسباب إضافية لتراجع أعدادها.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الريش الملوّن يلعب دوراً بيئياً وتكاثرياً مهماً، ويعد مؤشراً حيوياً لصحة النظام الإيكولوجي. دراسة تأثير ألوان ريش طيور الرفراف على السلوك والنجاة تفتح آفاقاً أوسع لفهم التنوع البيولوجي وأهمية الحفاظ عليه.
