مدينتا البحر الأحمر: الغردقة وشرم الشيخ، تتصدران قائمة أفضل الوجهات السياحية العالمية في الصيف

صُنفت مدينتا الغردقة وشرم الشيخ على البحر الأحمر ضمن أفضل 15 وجهة صيفية عالمية رائجة في تقرير ماستركارد "اتجاهات السفر 2025"، مما يعزز مكانة مصر كقوة صاعدة في أسواق السفر الترفيهي والتجريبي. تتتبع الدراسة السنوية، التي ينشرها معهد ماستركارد للاقتصاد (MEI)، أنماط الإنفاق الاستهلاكي العالمي وأنماط التنقل، وتقدم لمحة آنية عن وجهات المسافرين وأسباب سفرهم ووفقًا للتقرير، يسعى المسافرون الآن إلى رحلات هادفة وغنية بالذاكرة، تُولي الأولوية للطبيعة، والعافية، والطعام، والتواصل الإقليمي.

صورة بواسطة Karim على wikipedia

مصر

تقع مدنها الساحلية عند ملتقى العديد من اتجاهات السفر عالية النمو التي حددها معهد السياحة في الشرق الأوسط، بما في ذلك:

· الرحلات العلاجية، التي يفضلها بشكل خاص المسافرون الأثرياء من الخليج وأوروبا الذين يبحثون عن ملاذات صديقة للبيئة، وتجارب منتجعات صحية، وأنشطة بحرية.

· الوجهات التي تُولي اهتمامًا خاصًا للطبيعة، مع الشعاب المرجانية والمناظر الطبيعية الصحراوية والنزل المستدامة، تجذب الزوار المهتمين بالبيئة.

· سياحة تذوق الطعام، حيث يتجه الاهتمام العالمي نحو تطور هويات الطهي في المنطقة.

أصبحت الغردقة منذ سنوات من أهم المراكز السياحية المطلة على البحر الأحمر.

موقع الغردقة

تتمتع الغردقة بموقع مثالي في جنوب مصر، على ساحل البحر الأحمر الخلاب، وتتميز بتنوعها السياحي.

بدأت الغردقة تتطور في ثمانينيات القرن الماضي، وتوسعت معالمها السياحية باستمرار بفضل المستثمرين المصريين والأجانب، لتصبح المنتجع الساحلي الرئيسي للبحر الأحمر. توفر المنتجعات السياحية والفنادق مرافق للرياضات المائية لهواة ركوب الأمواج الشراعية، وركوب الأمواج الشراعية، والبحارة، والغواصين، والغطس السطحي. تشتهر الغردقة بأنشطتها الرياضية المائية، وحياتها الليلية، ومناخها الدافئ. يقصدها العديد من الأوروبيين لقضاء عطلاتهم المنتظمة، تشتهر الغردقة بشكل خاص بالتطور الاستثنائي للتكوينات المرجانية والعديد من الجزر الساحرة التي تميز هذه المنطقة. مقابل الغردقة، ستجدون محمية جزيرة الجفتون الوطنية، وعددًا من الجزر الصحراوية والصغيرة : جزر أبو رمادة، ومجاويش، ومنقر. تنقسم الغردقة إلى ثلاث قرى رئيسية: الدهار، أقدمها، وسقالة، أحدثها، وطريق القرى، أحدثها عمرانًا. تضم سقالة فنادق متوسطة المستوى، بينما تضم الدهار البازار ومكتب البريد ومحطة الحافلات.

صورة بواسطة Hatem Moushir على wikipedia

ما يمكن رؤيته والقيام به في الغردقة

تُعد الغردقة الآن مركزًا دوليًا للرياضات المائية، مثل ركوب الأمواج، والإبحار، وصيد الأسماك في أعماق البحار، والسباحة، والغطس، والغوص. بفضل شعابها المرجانية الزاهية وعجائبها البحرية، تُعرف الغردقة بكونها جنةً فريدةً للغواصين.

المناخ في الغردقة

تتمتع الغردقة بمناخ صحراوي شبه استوائي، مع شتاء معتدل إلى حار وصيف حار أو شديد الحرارة. تكون درجات الحرارة مرتفعة خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، ولكن قد تنخفض في المساء من 20 إلى 10 درجات مئوية في المتوسط. أما نوفمبر ومارس وأبريل، فهي دافئة بشكل مريح. أما مايو وأكتوبر، فهما الأشهر الأكثر حرارة، بينما تكون الفترة من يونيو إلى سبتمبر شديدة الحرارة. تقوا الدكتورة رنا الخولي، مستشارة السياحة الإقليمية في المركز المصري للسياسات والاستراتيجية: "لطالما جذبت الغردقة وشرم الشيخ الباحثين عن الشمس، لكننا نشهد الآن تحولًا أعمق نحو السفر الهادف". وأضافت: "ينجذب الزوار بشكل متزايد إلى الوجهات التي توفر تجديدًا للنشاط، وأصالة، وقيمة مراعية للمناخ". تعمل وزارة السياحة المصرية حاليًا على تسريع تراخيص النزل البيئية والمنتجعات الصحية وجولات الطهي على طول ساحل البحر الأحمر لمواكبة الطلب العالمي المتزايد. يسلط تقرير ماستركارد الضوء على طفرة في السفر داخل المنطقة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. فعلى سبيل المثال، تشهد المملكة العربية السعودية صعودًا سريعًا كوجهة ترفيهية بحد ذاتها، مما يعكس إقبالًا أوسع على "الرحلات الإقليمية السهلة الوصول".

بوابة السياحة الإقليمية وصياغة مستقبل السفر في الشرق الأوسط

يرى المسؤولون المصريون في هذا فرصة، لا تهديدًا. صرح عمر سليم، مستشار وزارة الطيران المدني: "تمتلك مصر البنية التحتية والعمق الثقافي والموارد الطبيعية التي لا تقتصر على استقطاب السياح فحسب، بل تُصبح أيضًا ركيزة أساسية لدوائر السفر متعددة البلدان في الشرق الأوسط". فمع خطوط مباشرة جديدة إلى مدن الخليج، وسياسات منح التأشيرة عند الوصول لجنسيات مختارة، واتفاقيات سياحية استراتيجية قيد التفاوض مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تعمل مصر بنشاط على إعادة تموضعها كبوابة إقليمية للمسافرين بغرض الترفيه والعمل على حد سواء. بينما لا تزال ركائز السياحة التقليدية قوية، تتوسع مصر الآن في قطاعات جديدة:

· يشهد سفر رجال الأعمال داخل منطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا ازدهارًا مع تحول الشركات عن الرحلات الطويلة. وتزيد البنية التحتية الرقمية المُحسّنة في مصر، وقاعات المؤتمرات، وموقعها الجغرافي المركزي، من جاذبيتها للمؤتمرات ولقاءات العمل المختلطة.

صورة بواسطة Tanya Dedyukhina على wikipedia

· يُعيد طهاة مصريون شباب صياغة هوية جديدة للسياحة الطهوية، يمزجون فيها التراث بالابتكار. ورغم أن إسطنبول تصدّرت قائمة معهد الشرق الأوسط لـ"مدن الطعام العالمية"، إلا أن مشهد الطعام الناشئ في مصر يجذب الانتباه في جميع أنحاء المنطقة.

صرحت ياسمين فاروق، عالمة أنثروبولوجيا الطعام المقيمة في القاهرة والمساهمة في منتدى فن الطهو العربي: "الطعام هوية، ولدى مصر فرصة لقيادة نهضة طهي تُكمّل قطاع الضيافة فيها". وأكدت خديجة حق، كبيرة الاقتصاديين في معهد الشرق الأوسط لمنطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا، على الاتجاهات السلوكية الأعمق قائلةً: "في حين تلعب الأحداث العالمية وتقلبات أسعار العملات دورًا، فإن ما يبرز هو أن الناس لا يزالون يستثمرون في تجارب تُثري حياتهم". يتماشى هذا مع أجندة مصر لتنويع السياحة واستدامتها 2030، التي تُعطي الأولوية للفنادق المعتمدة بيئيًا، والحفاظ على التراث الثقافي، والتنمية الاقتصادية الشاملة، لا سيما في المناطق الساحلية والصحراوية. مع صعود منتجعاتها على البحر الأحمر في تصنيفات السفر العالمية، وتحول الديناميكيات الإقليمية لصالحها، تتمتع مصر بمكانة تؤهلها لقيادة نهضة سياحية ما بعد الجائحة، تُوازن بين الترفيه والصحة والأعمال والأصالة الثقافية. مع توجه العالم نحو السفر القائم على التجارب، قد لا يكون ماضي مصر هو أعظم أصولها، بل قدرتها على صياغة مستقبل السياحة في الشرق الأوسط.

أكثر المقالات

toTop