سيوة: البحرالميت في مصر

تقع واحة سيوة في الصحراء الغربية، وهي إحدى منخفضاتها التي شكلت واحة خضراء على مساحة 1088 كيلومترًا مربعًا. تبلغ مساحة سيوة 94263 مترًا مربعًا، وهي تابعة لمحافظة مطروح وتبعد عن القاهرة 820 كيلومترًا، كما أنها أقرب إلى الحدود الليبية حيث يفصلها عنها 65 كيلومترًا فقط..

سكان سيوة وتنوعهم:

يقطن واحة سيوة قبائل قدمت من ليبيا، بالإضافة إلى قبائل من الصحراء الغربية مثل، العدادسة والحدادين والبعاكرة وغيرهم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 36 ألف نسمة. تتكون الواحة من عدة قبائل، ولكل قبيلة شيوخ يرأسونها، وتتألف من عوائل، وعادةً ما تكون المشيخة متوارثة. يتميز سكان سيوة بحسن الخلق والسيرة، وغالبًا ما ترجع أصولهم إلى الأمازيغ ذوي الأصول الأفريقية الذين دخلوا مصر وانحصروا في  واحة سيوة. هذه القبائل تختلف ما بين الأمازيغ والعرب والبدو. ويتحدث حوالي 20 إلى 25 ألف نسمة من أهالي سيوة اللغة الأمازيغية.

عادات وتقاليد أهل سيوة:

تتميز احتفالات أهل سيوة، وخاصة حفلات الأفراح والمناسبات، بعادات وتقاليد خاصة. ففي يوم العرس، ترتدي العروس فستانًا أبيض ليلة الزفاف ثم الفستان الأسود المطرز بعد زفافها، وذلك خلال انتقالها إلى منزل العريس. ويعتبر ذلك تعبيرًا عن الحزن لتركها منزل والدها الذي نشأت وترعرعت فيه منذ صغرها.

أكلات في سيوة:

تشتهر سيوة بأكلة "الأشنجوط"، وتقدّم هذه الأكلة في مختلف المناسبات. وهي في الأساس بطة أو دجاجة مشوية مغطاة بالرقاق، وتقدّم هذه الوجبة في مناسبات مثل الأعراس للمدعوين. و"الأدشيش": وهي القمح المطحون والمطبوخ في الحساء، ويقدم في آخر أيام حفلات الزفاف. و"البسيس": وهي الحلوى المصنوعة من التمر، ويوجد منها نوعان: أبيض وأسود.و"أبو مردم": وهي أكلة هي أكلة لحوم يرجع أصلها إلى المطبخ الليبي، وتُطهى في حفرة تحت الأرض، وهي عبارة عن لحم خروف صغير. وتوجد أيضًا بعض الأكلات الأخرى، وتتميز سيوة ومطبخها بالتنوع، حيث يضم أكلات أمازيغية وليبية ومصرية وغيرها، وذلك يعود لتنوع السكان وأصولهم.

أهم معالم سيوة:

كانت سيوة تُسمى في الماضي "شالي"، وتضم العديد من الأماكن الأثرية والطبيعية من أهمها :

بحيرات الملح في سيوة: البحر الذي لا يغرق فيه أحد:

تشتهر سيوة بآبار الملح التي تستخدم في الاستشفاء، مما يجذب إليها العديد من السياح. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الواحة بجمالها الخلاب. يعتبر فصل الشتاء والخريف أفضل أوقات زيارة سيوة، ولكن يفضل بعض السياح زيارتها في الصيف للاستفادة من الرمال والآبار المالحة.، كما أنه خارج مدينة سيوة، يوجد مقلع ملح، وتتميز مياهه بنسبة ملوحة عالية جدًا. ونتيجة لهذه النسبة العالية من الملح، يستحيل الغرق في هذه المياه، كما لا يمكن لأي مخلوقات مائية أن تعيش فيها، مما يزيل أي مخاوف بشأنها.

معبد آمون:

الذي يعود تاريخه إلى عصر الفراعنة وهو من أبرز المعابد في مصر القديمة. يقع المعبد على هضبة الإرغومي، ويضم معبد وحي آمون، وهو المكان الذي كانت تُقدم فيه التنبؤات والإرشادات باسم الإله آمون. وقد زار الإسكندر الأكبر المعبد عام 331 قبل الميلاد، وهناك لُقب بابن آمون.

معبد الخزانة:

وهو جزء من معبد رمسيس الثالث. كانت هذه الخزانة تتألف من خمس حجرات داخل المعبد، ويُعتقد أنها استُخدمت لتخزين الذهب والفضة والمعادن النفيسة، بالإضافة إلى الأدوات الطقسية المصنوعة من هذه المواد.

جبل الموتى:

الذي يضم مقابر فرعونية وهو جبانة أثرية تقع على بعد 2 كيلومتر من واحة سيوة، ويحتوي على آلاف المقابر المنقورة في الصخر، يعود تاريخها إلى العصر الفرعوني. تم اكتشافه عن طريق الصدفة عام 1944 أثناء الحرب العالمية الثانية. يُعد جبل الموتى من أهم المعالم السياحية في سيوة.،

القاعدة التي تُوّج فيها الإسكندر الأكبر:

والتي تُعد من أهم الأماكن في العالم. ومن ضمن مميزات سيوة أيضًا أنها مركز للسياحة العلاجية؛ لاحتوائها على الآبار التي تُستخدم في الاستشفاء. وتتميز سيوة بالمناظر الطبيعية الخلابة، وتنتشر فيها الآبار والعيون، ويعمل سكانها في الزراعة، ومن أهم محاصيلها التمر والزيتون.

ختامًا، ومما تحدثنا عنه بشأن واحة سيوة، يجب أن نعلم أنها من أجمل الأماكن في العالم؛ نظرًا لما تتميز به من مناظر طبيعية خلابة، وآبار مياه مالحة، وتنوع أهلها. وأيضًا، يوجد بها أهم المعالم التاريخية التي تميزها عن الأماكن الأخرى.

أكثر المقالات

toTop