النجاح الحقيقي: ما معناه وهل يختلف من شخص لأخر؟

يمكننا القول أن النقطة الوحيدة التي يتفق عليها الجميع هي أن الجميع يبحث عن تحقيق النجاح وقد ربط الكثير من الناس النجاح بتحقيق الثراء لكن هل يقتصر النجاح فعلا على تحقيق الثراء؟ إذا كانت الأجابة نعم إذا لماذا نجد الكثير من الشخصيات الثرية الفاشلة؟ وإذا ولدت ثريا علي يعني ذلك أنك شخص ناجح بلا حاجة للقيام بأى مجهود؟ دعنا نقفز للنقطة التالية، من المفترض أن يحقق النجاح السعادة لصاحبه فهل كل الأثرياء يشعرون بالسعادة؟

أعتقد من إجابتنا على تلك الأسئلة يمكننا أن نصل إلي أن الثراء يعتبر نجاح للبعض من الناس وللبعض الأخر فهو ليس إنجازا علي الأطلاق بصفة خاصة إذا لم تقم أنت نفسك بكسب المال من خلال براعتك أو مجهودك. يتضح الأمر الأن أن للنجاح مفهوم مختلف بين البشر. دعنا نعرف المزيد عن النجاح من خلال السطور التالية ونجد وصفة ربما تضعنا على طريق النجاح.

ما هو المعنى الحقيقي للنجاح؟

وضع تعريف محدد للنجاح يضع الكثير من القيود على مفهوم التفرد، لكن يمكننا رسم الخطوط العريضة للنجاح عندما نقول أنه تحقيق الإنسان لإنجاز في حياته والوصول لهدف طالما سعى لتحقيقه. بالتالي، إن كان هدف الإنسان الحصول على شهادة علمية بذاتها أو تحقيق الثراء من خلال الوصول للمليون الأولي من مدخراته أو حتى تعلم أحد فنون الطهي وقد حقق هذا فهو بكل ما للكلمة من معنى قد حقق نجاحا حقيقيا.

ستجد أن البعض يذهبون للميل الأخر من خلال السعي وراء تحقيق فائدة للنفس وللآخرين أيضا. فعندما يحلم شخص ليكون طبيب ناجح يمكنك أن تعتبره حلما وطموحا مشروعا ولكن هناك من يطمح ليصبح طبيب ناجح بما يكفي لدعم المرضى من محدودي ومعدومي الدخل وهو ما نعتبره الميل الثانى. لم يقتصر الإنجاز هنا على منفعة شخصية ولكن منفعة عامة أيضا وهو ما يعتبره هذا الشخص النجاح الحقيقي.

صورة geralt من Pixabay

كيف نحقق النجاح الحقيقي؟

دعنا نقدم وصفة هي نتاج تجارب ناجحة للعديد من الناس، يمكنك أيضا إضافة خلاصة تجاربك الخاصة إليها.

1- الإلتزام:

هل تعرف عدد من يحلمون يوميا بتحقيق النجاح؟ أنهم ملايين ولكن الكثير منهم لا يصل حتى لمنتصف الطريق. كم مرة وضعت هدفا ثم توقفت؟ وضع الأهداف هو بداية الطريق والخطوة الأولى نحو النجاح ولكن تكمن المشكلة في الالتزام نحو الهدف الذي وضعته. هل تخصص وقت يوميا لوضع الخطة لتحقيق هدفك؟ هل تلتزم بتلك الخطة؟

النجاح هو مزيج من الوقت والمجهود التراكمي. الأمر أكثر من مجهود كبير في عدة أيام. تحتاج لأربع سنوات للحصول على شهادة جامعية وأحيانا أكثر، إذا قمت بالالتزام الشديد في عام واحد أو حتى عامين فقط فإنك لن تحقق النجاح بالنهاية.

2- التخطيط بجدول زمني محدد:

لا تكتفي بوضع خطة ولكن حدد خطواتها زمنيا. علي سبيل المثال، إذا كنت تفكر في إدخار مبلغ مالي حدد المدة الزمنية والمبلغ المطلوب في كل خطوة. أو إذا كنت تسعى لتحقيق إنجاز رياضي، ضع أهداف محددة بتواريخ وقم بتعديل وإعادة تقييم الخطة في حالة عدم جدواها.

صورة Monoar_CGI_Artist من Pixabay

3- النجاح رحلة وليس نتيجة نهائية:

أكبر خطأ هو التركيز على النتيجة النهائية فقط وتجاهل الطريق المؤدي إليها. استمتع وتعلم من الرحلة في طريقك للنجاح. احتفل بالنجاحات الصغيرة وتعلم من السقطات في الطريق. أنها فرصة للاستمتاع بالرحلة وكذلك تخزين الخبرات التي ستساعد على تقصير الطريق نحو نجاحات أخرى في المستقبل.

4- لا تستهن بالتفكير الإيجابي:

النجاح أمر يتطلب المرور بسلسلة من التحديات، تذكر أن صورتك عن نفسك هي سلاحك الأساسي لتخطي التحديات في الطريق للنجاح. إذا كنت ترى نفسك في صورة الإنسان الضعيف الفاشل والغير قادر على الوصول لأي إنجاز فقد خسرت المعركة من البداية.

تحلي بعقلية إيجابية و ثق في قدرتك على النجاح. تذكر أن معظم الناجحين لم يكونوا من بين صفوف الأكثر ذكاء ومهارة ولكن الأكثر التزاما ومثابرة. أنت متميز ومتفرد ولديك مواهب ومميزات تميزك عن الآخرين. ذكر نفسك بتلك المهارات وتخلص من الأفكار السلبية، تحلي بالثقة لأنها سلاحك السري الذي سيأخذك إلى الأعلى.

5- كن أمينا مع نفسك وأطلب المساعدة عند الحاجة:

كثيرا ما نفقد الشغف في وسط الطريق، الأمر طبيعي. إذا شعرت أنك فاقد للشغف أو مشتت، أعترف لنفسك بذلك وتوقف قليلا. قم بمراجعة الأحداث الأخيرة وفتش عن السبب. إذا كنت تشعر بالضغط أو التعب، حدد وقت للراحة وتجديد النشاط وعد بعدها بطاقة مجددة لتكمل الطريق. لا تخجل أو تتردد من طلب المساعدة من المشرف أو القائد أو صديق موثوق. لا تتردد في ذلك لأننا جميعا نمر بسقطات وأحيانا نحتاج للدعم لنتمكن من إستكمال الرحلة.

صورة stevedimatteo من Pixabay

6- تخلص من عوامل التشتيت:

يقول المثل الشعبي "صاحب بالين كداب" ببساطة لا يمكنك أن تنخرط في العديد من الأنشطة والالتزامات وتتوقع الوصول للنجاح في كل تلك الأنشطة في نفس الوقت. ضع قائمة بكل ما تقوم به من أنشطة والتزامات، أضف المشتتات لقائمتك أيضا. مثل المحادثات الهاتفية وتفقد وسائل التواصل الاجتماعي أو الانخراط في مواقف لا تخصك.

قم بترتيب أولوياتك وأختار ما يمكنك تأجيله لما بعد الإنتهاء لهدفك الحالي وما يمكنك التخلص منه تماما من القائمة. ضع قوانين صارمة لنفسك فيما يخص المشتتات. مثلا تخصيص ساعة واحدة من اليوم لتفقد وسائل التواصل أو وضع الهاتف على الوضع الصامت أثناء العمل.

7- تجنب الاحتراق أو الانهيار:

لا تضع نفسك على حافة الإنهيار لتحقيق النجاح. ينخرط الكثير من الناس في رغبة محمومة لتحقيق النجاح بشكل يضر بهم صحيا ونفسيا، أحترس من أن تكون واحدا منهم. خصص وقت للراحة واستمتع بالرحلة.

صورة Elisa Ventur من Unsplash

أكثر المقالات

toTop