عاداتك تكشف الكثير عن شكل واقعك

قد يظن البعض أن واقعهم مفروض عليهم وأن الصعاب التي يمرون بها في مراحل معينة هي أشياء لا يمكن تغييرها. لكن علم النفس الحديث يكشف أن الواقع انعكاس للعادات، والعادات هي نتيجة أفكار ومعتقدات. أي أن مجرد تغيير المعتقدات والأفكار الناتجة عنها سيؤدي إلى تغيير العادات، وبالتالي سيتغير شكل واقعك.

كيف تتشكّل العادات؟

كثيرًا ما نسمع شخصًا يتحدث عن نفسه قائلًا: "من عاداتي أن أفعل كذا...". ويثير هذا التساؤل: متى يدرك الإنسان أن أمرًا ما قد أصبح جزءًا من عاداته؟ عندما يتكرر سلوكه حتى يصبح تلقائيًا، يتحول إلى عادة. قد تكون العادة سلوكًا جسديًا أو عقليًا، وقد تكون إيجابية أو سلبية. ويذكر علماء النفس أن هناك عناصر أساسية لتكوين العادة، وهي: المعرفة، والرغبة الناتجة عن الدوافع والمحفزات، والمهارة أو القدرة على فعل الشيء.

قوة العادة

يمكن القول إن العادات هي التي تشكل حياتنا وواقعنا. فمثلا، شرب القهوة في الصباح سلوك بشري اختياري يقوم به الإنسان عن وعي وإدراك كاملين، ثم يتكرر هذا السلوك ليصبح عادة يومية تؤثر على سلوكه، سواء بجعله أكثر نشاطًا وتيقظًا للتفاصيل. وهكذا، تشكل العادات يومك بكل تفاصيله، وهذه قوة العادة، والتي بإدراكها يمكن تغيير شكل الواقع.

غيّر عاداتك تتغير حياتك

قد يبدو أن الناجحين يتصرفون بوعي وإدراك في كل جوانب حياتهم، سواء في الدراسة، أو في العمل، أو حتى على المستوى الشخصي. فترى أداءهم قويًا وواقعيًا. فالشخص الذي اعتاد النوم والاستيقاظ مبكرًا، من المتوقع أن يشعر بالنشاط، مما يؤثر إيجابًا على أدائه في عمله وغيره، على عكس من اعتاد السهر الذي غالبًا ما يكون أقل نشاطًا ويشعر بالإجهاد. ولكن كيف نغير عادة سلبية ونستبدلها بأخرى إيجابية؟

العقل البشري ذكي جدًا، وليس من السهل إقناعه بالتخلي عن سلوك متكرر بشكل نهائي. ولكن يمكن التحايل عليه واستبدال هذا السلوك المتكرر الذي أصبح عادة بسلوك آخر متكرر، حتى يعتاد العقل على العمل الجديد ويصدر منك السلوك الإيجابي الذي تريده بشكل تلقائي.

يرى علماء النفس أن اكتساب أي عادة جديدة يتطلب تكرارها لمدة 21 يومًا عند غالبية الناس. فإذا تناولت القهوة في الصباح دون انقطاع لمدة 21 يومًا، سيطلب عقلك وجسدك القهوة بشكل تلقائي. وبعد 90 يومًا من الاستمرار على سلوك معين، يصبح هذا السلوك أسلوب حياة. وبالتالي، يصبح صباحك مختلفًا، بل ويومك بالكامل، وإن خالفت عادتك، سيؤثر ذلك على واقعك بشكل أو بآخر.

هل عاداتك تجعلك تعيسا؟

نعم، قد تكون العادة إيجابية مثل ممارسة الرياضة والقراءة، أو سلبية مثل التدخين والنوم غير الصحي والتغذية السيئة. ولكن في كلا الحالتين تتغير العادة سواء  كانت ايجابية او  سلبية كما  ذكرنا  باستبدالها  بعادة اخرى.

يمكن لعاداتك أن تجعلك إنساناً تعيساً أو سعيداً. فمثلاً، هناك بعض العادات التي قد يلجأ إليها الكثيرون كنوع من الهروب من الواقع، مثل التدخين أو فرط التفكير الذي أصبح سمة العصر. ومن العادات الشائعة أيضاً عدم النوم بشكل كافٍ، والإفراط في استخدام المنبهات والمنشطات، والتسويف. لذلك، عليك فقط تغيير عاداتك حتى تشعر بسعادة أكبر، وما عليك سوى أن تبدأ بخطوة ثم تواصل المحاولة وحافظ على الاستمرار.

أكثر المقالات

    toTop