button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

واحات السياحة الاستشفائية الطبيعية في مصر

تزخر مصر بالعديد من الواحات الطبيعية التي تجمع بين جمال الطبيعة وأسباب الشفاء الكامنة في مواردها البيئية. من الصحراء الغربية إلى شبه جزيرة سيناء، تنتشر واحات ومناطق علاجية تمتاز بآبارها الكبريتية، ورمالها الغنية بالمعادن، ومياهها الطبيعية الدافئة التي أثبتت فعاليتها في علاج العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزمية. في هذا المقال، نستعرض أبرز الواحات والمواقع الطبيعية في مصر التي توفر تجارب علاجية فريدة تجمع بين الاسترخاء والاستشفاء. من الواحات الخارجة ذات الآبار العميقة، إلى سحر واحة سيوة العريق، وصولاً إلى ينابيع رأس سدر وحمامات فرعون الشهيرة، سنأخذك في جولة عبر أكثر الأماكن التي جعلت من مصر وجهة رائدة في السياحة العلاجية الطبيعية، حيث يتكامل العلاج بالجمال الطبيعي مع الهدوء النفسي، لتقديم تجربة شاملة للباحثين عن الشفاء الجسدي والنفسي.

تصوير مو ويلي

1- الواحات الخارجة

تقع الواحات الخارجة في جنوب أسيوط، وتحتوي على أفضل الآبار العميقة التي تتمتع بفوائد علاجية عديدة، بما في ذلك آبار ناصر وآبار بُلّاق، وهي آبار عميقة تتدفق ذاتياً بعمق 1000 متر ودرجة حرارة 28 درجة مئوية، ومحاطة بمناطق خضراء. أثبتت التحاليل المخبرية أن هذه الآبار تحتوي على مياه معدنية ذات فوائد علاجية عالية. ستتمكن من الحصول على علاج هناك لآلام المزمنة، حصوات الكلى، الأمراض الروماتيزمية، الصدفية، واضطرابات الجهاز الهضمي. واحة الخارجة ليست مجرد معجزة جغرافية؛ بل هي شهادة على قوة الشفاء الطبيعية. يتوافد الزوار إلى هنا ليس فقط من أجل المناظر الخلابة، بل أيضًا للاستفادة من الفوائد المنشطة والمجددة التي تقدمها هذه الآبار العميقة المعجزة. الجو الهادئ، جنبًا إلى جنب مع الخصائص العلاجية لهذه المياه، يخلق تجربة غامرة ومجددة، مما يجعلها وجهة مرغوبة للباحثين عن العافية والمستكشفين على حد سواء.

2. الواحات البحرية

هي من أشهر الواحات في مصر التي تقع في الصحراء الغربية. الواحات البحرية هي مجموعة من الواحات المصرية الواقعة في الصحراء الغربية على بعد 350 كم جنوب غرب الإسكندرية، و370 كم من القاهرة، حيث تنتمي إلى محافظة الجيزة، ويمتد الوادي البيضاوي الذي تقع فيه الواحات من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بطول 94 كم وعرض 42 كم. بمساحة تبلغ حوالي 2000 كيلومتر مربع ومحاطة بالجبال والعديد من الينابيع المائية. هناك مكان هناك مشهور بالشفاء ويسمى "جبل الدكرور". يحتوي على حوالي 400 ينبوع من المياه الكبريتية والمعدنية. هناك، ستجد أفضل الوسائل الطبيعية لعلاج الخصائص المناخية، خاصة للمرضى الذين يعانون من مشاكل روماتيزمية، وأمراض جلدية، والتهاب المعدة من بيسمو الشهير.

3. واحة سيوة

واحة سيوة تحتوي على عوامل التعرية الطبيعية الأكثر التي تمكنها من أن تكون أكثر وجهات العلاج الطبيعي زيارة في مصر. يحتوي على حوالي 230 نبعًا طبيعيًا للمياه العذبة وأكثر من 1000 بئر تتدفق بشكل طبيعي. الزراعة هي النشاط الرئيسي في الواحة، وتعتمد بشكل أساسي على المياه الجوفية التي تتدفق من هذه الآبار والعيون، مما يعطي تصريفًا سنويًا إجماليًا يبلغ حوالي 255 مليون متر مكعب من المياه الطبيعية، بينما يذهب الباقي إلى البحيرات الطبيعية في واحة سيوة. تشمل هذه الينابيع عين أبو شروف، عين صافي، وعين زيتون. في واحة سيوة يوجد حمام كليوباترا المعروف باسم عين الشمس؛ والمعروف أيضًا باسم "عين الحمام" ويقع على بعد 700 متر جنوبًا على الطريق المؤدي إلى معبد أم عبيدة. إنه بركة حجرية تتغذى بمياه الينابيع الطبيعية؛ جاءت كليوباترا السابعة إلى سيوة لزيارة العرافة والاستحمام في الينبوع الذي يحمل الآن اسمها. هناك العديد من الينابيع المائية هناك، بالإضافة إلى البحيرات المالحة، التي تساعد في علاج العديد من الأمراض. يقع جبل الدكرور على بعد 3 كم southeast من واحة سيوة، وهو معروف بخصائصه المناخية العلاجية. يشتهر بخصائصه العلاجية لرماله الساخنة منذ العصور القديمة، وخاصة لمرضى الروماتيزم.

تصوير ماتيو رومان

4. رأس سدر في سيناء

تعتبر رأس سدر مركزًا سياحيًّا ساحرًا يقع في محافظة سيناء على طول خليج السويس الخلاب، يجذب المسافرين بسحره. الموقع الشهير "عيون موسى" أو آبار موسى، يقف كأثر عزيز يعود إلى عظمة مصر القديمة، شاهداً على وصول النبي موسى، واليونانيين، والرومان، وحتى المسيح عليه السلام نفسه. لقد اكتسبت هذه المدينة الرائعة شهرة واسعة بفضل سواحلها الرملية الشاسعة، حيث تقدم ملاذًا مثاليًا لعشاق الشاطئ الذين يبحثون عن الراحة في تلاطم الأمواج اللطيف على الشاطئ. تميزها لا يكمن فقط في الرمال الذهبية التي تمتد لأميال، بل أيضًا في نقاء ملح البحر، وهو سمة من سمات بيئتها البحرية النقية التي تتميز بوجود طحالب بحرية قليلة جدًا.

5. حمام الفرعون

حمام الفرعون هو جوهرة طبيعية مخفية تقع على بعد حوالي 250 كيلومترًا من القاهرة على طول خليج السويس الخلاب، ويعتبر أعجوبة طبيعية مبهرة. تكمن جاذبية هذا المكان في ينابيعه الكبريتية الدافئة، التي تحافظ على درجة حرارة ثابتة تبلغ 27 درجة مئوية على مدار السنة. لطالما كانت هذه الينابيع تُعتبر ذات خصائص علاجية، مما يجذب السكان المحليين والسياح على حد سواء بحثًا عن الاسترخاء والتجديد. بجوار هذه الينابيع المهدئة يقع معلم رائع، وهو كهف محفور بدقة داخل جانب الجبل. تعمل هذه الزاوية الكهفية كساونا صخرية فريدة، حيث تستغل الانبعاث الطبيعي للحرارة الناتجة عن المياه الكبريتية الساخنة التي تتدفق من أعماق الكهف. التآزر بين الماء الدافئ الغني بالمعادن وتأثير الساونا الطبيعي يخلق تجربة غامرة تكون كل من الشافية والممتعة بشكل عميق للزوار.

6- السياحة الاستشفائية في سفاجا

تُعد مدينة سفاجا واحدة من أهم وجهات السياحة العلاجية في مصر والعالم، بفضل خصائصها الطبيعية الفريدة التي تجعلها مثالية لعلاج العديد من الأمراض. تشتهر سفاجا برمالها السوداء الغنية بالمعادن النادرة، مثل اليورانيوم والكالسيوم وأملاح الذهب، والتي أظهرت الدراسات فعاليتها الكبيرة في علاج أمراض الجلد مثل الصدفية والبهاق، إلى جانب فعاليتها في تخفيف آلام المفاصل والروماتيزم.
تساهم مياه سفاجا الغنية بالكبريت والمعادن الطبيعية في تعزيز فعالية العلاج، حيث تساعد على تحسين الدورة الدموية وتجديد خلايا الجلد. يقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستفادة من جلسات الدفن في الرمال الساخنة، إلى جانب السباحة في مياه البحر الغنية بالأملاح والعناصر النادرة.
يتميّز مناخ سفاجا بجفافه ونسبة الرطوبة المنخفضة، ما يوفر بيئة مثالية لعلاج أمراض الجهاز التنفسي أيضًا. المراكز العلاجية هناك تقدم برامج متكاملة تجمع بين العلاج الطبيعي، والراحة النفسية، والعناية الطبية المتخصصة. تجربة السياحة الاستشفائية في سفاجا لا تقتصر على العلاج فحسب، بل تمتد إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة والهدوء الذي يساعد المرضى على الشفاء الكامل الجسدي والنفسي.

7- جبل الدكرور

يُعد جبل الدكرور، الواقع بالقرب من واحة سيوة، واحدًا من أشهر مواقع العلاج الطبيعي في مصر والعالم العربي. اكتسب الجبل شهرته الواسعة بفضل طريقة العلاج الفريدة التي تعتمد على الدفن في الرمال الساخنة، وهي تقنية معروفة منذ العصور القديمة لعلاج أمراض الروماتيزم، التهاب المفاصل، وبعض أمراض الجهاز العصبي.
مستشفى جبل الدكرور يوفر خدمات علاجية طبيعية متكاملة، حيث يتم دفن المريض حتى الرقبة داخل الرمال الساخنة لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة يوميًا، لمدة تتحدد بناءً على حالة المريض ونوع المرض. حرارة الرمال العالية تُحفز الدورة الدموية وتساعد على إزالة السموم من الجسم وتخفيف التهابات المفاصل.
بالإضافة إلى العلاج بالدفن، يقدم المستشفى برامج دعم تشمل تناول الأعشاب الطبيعية، وجلسات استرخاء، وعلاجات تكاملية تهدف إلى تعزيز صحة الجسم والروح. المناخ الجاف والمشمس للمنطقة يعزز من فاعلية العلاجات، كما أن الجو العام المحيط بالجبل يبعث على الهدوء والسكينة، ما يساعد المرضى في تحقيق الشفاء بشكل أسرع.
جبل الدكرور يُعتبر من الكنوز الطبية الطبيعية، ويستقطب الزوار من أنحاء العالم للبحث عن علاج فعال بطرق طبيعية وآمنة تمامًا.

تصوير ياسمين عبدالعزيز

8- بئر سيتة بواحة الفرافرة

بئر سيتة، أو ما يُعرف بالبئر السادس، هو أحد الكنوز الطبيعية النادرة الواقعة في واحة الفرافرة بالوادي الجديد. يتميّز البئر بمياهه الدافئة الغنية بالكبريت والمعادن الطبيعية، مما يجعله مقصدًا مميزًا لعشاق السياحة العلاجية الباحثين عن الشفاء الطبيعي.
تبلغ درجة حرارة مياه بئر سيتة حوالي 24 درجة مئوية على مدار العام، مما يوفر بيئة مثالية للاسترخاء والعلاج. يعتبر البئر منتجعًا طبيعيًا متكاملاً، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بالاستحمام في مياهه الغنية بالعناصر المفيدة لعلاج أمراض الجلد مثل الإكزيما والصدفية، وأيضًا للمساعدة في تخفيف آلام المفاصل والعضلات.
إضافة إلى فوائده الطبية، يتمتع بئر سيتة بمحيط طبيعي هادئ بعيد عن صخب المدن، مما يمنح الزوار تجربة استشفاء شاملة تجمع بين العلاج الجسدي والراحة النفسية. تنتشر حول البئر المساحات الخضراء وأجواء الصحراء الهادئة، ما يضفي طابعًا خاصًا على تجربة الزائرين.
تحرص الجهات السياحية في مصر على تطوير هذه المنطقة بشكل مستدام مع الحفاظ على طابعها الطبيعي، لتظل بئر سيتة واحدًا من أجمل وأصفى الأماكن المخصصة للعلاج الطبيعي والاسترخاء الكامل في قلب الصحراء المصرية.

تصوير عمرو بابولي

سجلت مصر عدد 12000 سائح في عام 2024 جاءوا خصيصًا بغرض الاستشفاء مما يدل على ازدياد أهمية ذلك النوع من السياحة وازدياد الإقبال عليه من شتى أنحاء العالم.

toTop