تونس دولة مهمة في زراعة الزيتون، وزيت الزيتون جزء لا يتجزأ من فن الطهي والثقافة فيها. زيت الزيتون التونسي، الذي يعود إنتاجه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، كان منتجًا رئيسًا مُعدًا للتصدير لعقود من الزمن. في الآونة الأخيرة، تحول المنتجون التونسيون إلى إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز الذي يُسوّق تحت أسماء تجارية محلية ويقدره الذواقة لجودته الاستثنائية. نستعرض في هذه المقالة زراعة الزيتون في تونس، وميزات زيت الزيتون التونسي.

تونس مصدّر قديم:

صورة من pixabay
صورة من pixabay

تتناقض التلال الخضراء المتدحرجة في شمال غرب تونس بشكل حاد مع المناظر الطبيعية الصحراوية القاحلة في الجنوب. ولكن شجرة الزيتون موجودة في كل مكان من الشمال إلى الجنوب. في الواقع، تغطي بساتين الزيتون ثلث هذه البلد الجميل، وتغطي مساحة 1.3 مليون هكتار (3.2 مليون فدان). يرتبط التونسيون بهذه الشجرة السحرية والمقدسة تقريبًا، والتي تعدّ رمزًا للبحر الأبيض المتوسط.

تختلف أرقام الإنتاج من عام إلى آخر، ولكن في السنوات الثلاث الماضية كانت تونس واحدة من أكبر خمس دول منتجة للزيتون إلى جانب إسبانية وإيطالية واليونان وتركية. يمثل زيت الزيتون حوالي 10% من إجمالي الإنتاج الزراعي في تونس و40% من الصادرات الزراعية. كما تعد تونس من بين أكبر مصدري زيت الزيتون في العالم، وثاني أكبر مصدر إفريقي للسلع الزراعية، وبخاصة زيت الزيتون. في الواقع، يتم تصدير 80% إلى 90% من زيت الزيتون التونسي، إذ يُشحن معظمه إلى الاتحاد الأوروبي، وخاصة إيطالية وإسبانية، حيث يمزَج بزيوت الزيتون المحلية، وبيعه تحت الأسماء التجارية الإيطالية والإسبانية الشهيرة. وبهذه الطريقة، يعوض زيت الزيتون التونسي عن النقص في المخزون الذي تعاني منه هذه البلدان، وبخاصة في السنوات الأخيرة عندما أثرت الظروف الجوية السيئة سلبًا على الإنتاج. يسعى المنتجون التونسيون إلى إعادة هيكلة القطاع لتعزيز الصادرات المعبأة بشكل فردي، لأنها ذات قيمة أعلى.

بلد أشجار الزيتون:

صورة من wikimedia
صورة من wikimedia

تتكون تونس من ثلاث مناطق رئيسة لزراعة الزيتون مقسّمة بين الشمال والوسط والجنوب، مع وجود 85% من البساتين في وسط البلاد حول مدينة صفاقس، وكذلك الجنوب. تشمل الأصناف السائدة هنا الشملالي الذي يوجد في بساتين وسط وجنوب تونس ويمثل 80% من إجمالي إنتاج البلاد. يُعطي هذا الزيتون زيتًا خفيفًا فاكهيًا يروق للعديد من الأذواق وهو مثالي للمزج مع أنواع أخرى، ومن هنا جاءت شعبيته كمنتج للتصدير. ينمو صنف الشتوي بشكل أساسي في شمال تونس ولكن يمكن العثور عليه أيضًا في الجنوب. يمثل هذا الصنف ما يقرب من 20٪ من زيت الزيتون المنتج في البلاد، وهو مفضل لدى محبي زيت الزيتون لنكهته الحارة القوية ومحتواه العالي من البوليفينول، (وهي مضادات الأكسدة التي تشكّل الجزء الأكبر من نكهة الزيتون، وفوائده الصحيّة). تشمل بعض أصناف الزيتون التونسية الأخرى الصيالي والأوسلاتي والجربوعي والزلماطي والزرازي والباروني والشمشالي وزيتون قفصة.

بلد أشجار الزيتون:

تتكون تونس من ثلاث مناطق رئيسة لزراعة الزيتون مقسّمة بين الشمال والوسط والجنوب، مع وجود 85% من البساتين في وسط البلاد حول مدينة صفاقس، وكذلك الجنوب. تشمل الأصناف السائدة هنا الشملالي الذي يوجد في بساتين وسط وجنوب تونس ويمثل 80% من إجمالي إنتاج البلاد. يُعطي هذا الزيتون زيتًا خفيفًا فاكهيًا يروق للعديد من الأذواق وهو مثالي للمزج مع أنواع أخرى، ومن هنا جاءت شعبيته كمنتج للتصدير. ينمو صنف الشتوي بشكل أساسي في شمال تونس ولكن يمكن العثور عليه أيضًا في الجنوب. يمثل هذا الصنف ما يقرب من 20٪ من زيت الزيتون المنتج في البلاد، وهو مفضل لدى محبي زيت الزيتون لنكهته الحارة القوية ومحتواه العالي من البوليفينول، (وهي مضادات الأكسدة التي تشكّل الجزء الأكبر من نكهة الزيتون، وفوائده الصحيّة). تشمل بعض أصناف الزيتون التونسية الأخرى الصيالي والأوسلاتي والجربوعي والزلماطي والزرازي والباروني والشمشالي وزيتون قفصة.

أطيب التمنيات

فوائد زيت الزيتون:

صورة من wikimedia
صورة من wikimedia

إنه غني بالمواد المضادة للسرطان. الدهون الحقيقية التي يحتوي عليها هي الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي يعتبرها الخبراء دهونًا منعشة. من جهة ثانية، قد تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في زيت الزيتون في حماية الجسم من تلف الخلايا الذي قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية والأمراض.

من التصدير بالجملة إلى الزجاجات الممتازة:

على الرغم من أن تونس كانت مصدّرًا لزيت الزيتون منذ فترة طويلة، فإن المنتجين التونسيين يطلقون اليوم بشكل متزايد علامات تجارية لزيت الزيتون البكر الممتاز، الذي يخرج من البلاد في زجاجات جذابة بدلاً من حاويات الجملة. يوجد 300000 منتج لزيت الزيتون في تونس، 95 في المئة منهم مؤسسات عائلية صغيرة. وينتشر في أنحاء البلاد ما يقرب من 1600 معصرة، وهو رقم ازداد في السنوات الأخيرة، حيث اختار صانعو زيت الزيتون الاستثمار في معاصرهم الحديثة المكونة من مرحلتين لضمان عملية عصر فعالة وعالية الجودة.

تُعرض زيوت الزيتون التونسية في مسابقات زيت الزيتون في جميع أنحاء العالم، وقد فازت العديد من العلامات التجارية بمجموعة من الجوائز الدولية في العقد الماضي، ما أعطى اعترافًا بزيت الزيتون البكر الممتاز عالي الجودة في البلاد.

الميزة العضوية:

حقيقة أخرى تجعل زيت الزيتون في تونس استثنائيًا، وهي أن أكثر من ثلثي بساتينها عضوية، وهو ما يمثل 20٪ من بساتين الزيتون العضوية في العالم. تقريبًا، جميع الزيت العضوي المستورد إلى الاتحاد الأوروبي يأتي من تونس، ويمثل هذا 37000 طن متري، و20٪ من إجمالي واردات زيت الزيتون في عام 2022. يعد مناخ شمال إفريقية نعمة لمزارعي الزيتون الذين لا يتعين عليهم مواجهة خطر الآفات أو اللجوء إلى استخدام المبيدات الحشرية. يتزايد عدد المنتجين العضويين المعتمدين، في حين يتبع العديد منهم ممارسات الزراعة والإنتاج العضوية دون شهادة منشأ، وهي عملية يمكن أن تكون مكلفة وشاقة. تشير هذه الحقيقة إلى نسبة فعلية أكبر من الإنتاج العضوي.

في بساتين الزيتون:

صورة من wikimedia
صورة من wikimedia

لطالما كانت تونس نقطة جذب للسياح الباحثين عن عطلة شاطئية مشمسة. مع الاهتمام المتزايد بالسفر التجريبي، أصبح لدى الزوار الآن الفرصة لاستكشاف البلاد خارج شواطئها، والمغامرة في بساتين الزيتون وكروم العنب لاكتشاف التراث الطهوي الغني في تونس عن قرب. وكجزء من مبادرة السياحة الثقافية على مستوى البلاد والتي تسمى "الطريق الطهوي لتونس"، ُصمّمت سلسلة من المسارات الطهوية الإقليمية للاحتفال بزيت الزيتون التونسي بالإضافة إلى التخصصات الطهوية الأخرى. كما يرحب العديد من صناع زيت الزيتون بالزوار في بساتينهم حيث يمكنهم التعرف على إنتاج زيت الزيتون وتذوق الزيوت عالية الجودة.

يعتقد المنتجون أن نقص الري وارتفاع متوسط ​​عمر أشجار الزيتون التونسية هما سببان لعدم إنتاج البلاد باستمرار 300 ألف طن سنويًا، وهو ما يعتقد العديد من الخبراء أنه إمكاناتها الحقيقية. ولهذه الغاية، هناك خطط لزيادة إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز عن طريق زراعة المزيد من البساتين المروية عالية الكثافة، وبناء معاصر جديدة والاستثمار في تحديث المعاصر القائمة. وبهذا تبقى تونس تونس الخضراء.

المزيد من المقالات