الصورة عبر envato
الصورة عبر envato

الأحلام سواء ما تراه خلال نومك أو ما تراه أثناء اليقظة وهي ما نسميه بأحلام اليقظة، يمكنها أن تكون المفتاح الذي تفتح به باب داخل مشاعرك الداخلية بصفة خاصة المشاعر المكبوتة التي لم تستطع التعبير عنها وعلميا الأحلام تعتبر نشاطا يحدث بداخل عقلك أثناء النوم. ويمكن أن يكون حلمك أفكارا أو مجرد صور بسيطة أو حتى قصة طويلة مفعمة بالأحداث حتى أنه يصعب أحيانا أن تفرق بينها وبين الحقيقة. أحيانا يحتوي حلمك على حركة للجسد أيضا، مثل الحلم بأنك تقع من الدرج أو بداخل هوة فيتحرك جسمك لمحاولة تفادى السقوط. أو أن تحلم بالعراك والتشابك بالأيدي وتتحرك يدك في وضع دفاعي وغيرها من الحركات.

رؤيتك للأحلام هي في الحقيقة شيء صحي، حيث يحافظ عقلك على لياقته بديلا عن التكاسل أثناء النوم. لكن هل ترتبط أحلامنا بصحتنا النفسية وجودتها؟ أو هل تؤثر الصحة النفسية للفرد على ما يراه من أحلام؟ يعتبر هذا موضوع هذا المقال وسنشرحه بوضوح أكثر.

يري الأطباء النفسيين أن الأحلام مرتبطة بالحالة النفسية للمرضى والأصحاء على حد سواء. وكذلك أن الأحلام التي يراها الشخص أثناء نومه أو يقظته أو حتى أحلامه وأمنياته المستقبلية هي طريقة لفهم ما يدور في العقل الباطن للأشخاص.

هل تعرف أنك ترى أكثر من حلم أثناء النوم؟ ولكنك في الأغلب سوف تتذكر أخرها فقط. أجري العلماء تجربة لمعرفة مدة الحلم وتوقيته أثناء النوم واكتشفوا أن الأحلام تحدث في وقت معين عند حركة العين السريعة والتي تحدث كل 90 دقيقة ويستمر ذلك لمدة 10 دقائق. على الرغم من أن بعض الأحلام تبدو لك طويلة جدا لكنها في الحقيقة تستغرق 10 دقائق أو أقل أحيانا.

1- كيف يحدث الحلم؟

الصورة عبر unsplash
الصورة عبر unsplash

تخيل أن حلمك هو فيلم يتم إنتاجه بطريقتين. في الطريقة الأولى يستدعى عقلك الأحداث التي مرت في يومك، مثل الخلافات أو المواقف أو اللقاءات أو تفاصيل العمل. ويمكن أن يستدعى عقلك موضوع شغل بالك التفكير به خصوصا قبل النوم. على سبيل المثال قد يكون قرار تحتاج أن تتخذه أو مشكله تفكر في حلها أو حتى موقف مررت به ولم تفهمه بشكل جيد. ويمكنك أعتبار هذه الطريقة مثل السيناريو الذى تمت كتابته من قبل بالفعل.

أما الطريقة الثانية فهى أعمق حيث تتضمن أفكار ورغبات مكبوته لم تقوم بالتعبير عنها أو قمت بإخفائها عن الأخريين. يمكن أن تكون تلك الرغبات او الأفكار ضد قيم مجتمعك أو معتقاداتك، ومن الممكن ببساطه أنك تخجل من التعبير عنها لأى سبب أو تعتبر انها تطلعات تفوق قدراتك أو مواهبك وإمكانياتك.

كثيرا ما تكون الأحلام ناتجه عن تلك الرغبات المكبوتة التى لم تستطيع التعبير عنها وقمت بكتمها. من خلال نومك تقوم بالتنفيس عن تلك الرغبات وإشباع أحساسك من خلال الأحلام والتعويض عما لا تستطيع تحقيقه أثناء اليقظة.

2- هل الأحلام شكل من أشكال الأمراض النفسية؟

الصورة عبر envato
الصورة عبر envato

الأحلام ليست مرضا على الإطلاق إنها المتنفس كما ذكرنا الذي يمكنه أن يحقق التوازن في مشاعرك ولكن هذا ينطبق على الأشخاص الأسوياء. في حالة المرضى بأمراض نفسية أو عقلية فإن الأحلام تمثل معاناة المريض وكأنها الوحش الذي يسعى ليصطاده ويعذبه ليلا.

أطيب التمنيات

على سبيل المثال مرضى الفصام أو الاكتئاب والقلق يعانون من كوابيس تجعل النوم رحلة من المعاناة بالنسبة لهم. مخاوفهم تتجسد في أحلام مزعجة تطاردهم أثناء الليل. مريض الاكتئاب يرى أحلاما تزيد من انزعاجه وحزنه وبالتالي، يستيقظ في وضع نفسي سيء. أما مريض الفصام فيرى في أحلامه أشباح ويسمع أصواتا مخيفة ومزعجة ولا يتوقف الأمر على أحلامه أثناء النوم فقط بل أحلام اليقظة أيضا.

إن كنت شخصا سويا ولكنك تمر بظروف سيئة وتعاني من نفسية مضطربة، مثل شعورك بالضيق أو القلق أو الانزعاج أو الضيق فقد تحلم بأحلام سيئة وهي ما نطلق عليها الكوابيس. والكوابيس شائعة بشكل أكبر بين الأطفال ولكن يمكن أن يصاب بها الإنسان في أي مرحلة عمرية. الكوابيس أحيانا تكون لفترات قصيرة جدا مثل لحظات ولكننا نشعر بأنها طويلة ومخيفة وقد تصيب الفرد بالذعر والخوف من النوم. ستلاحظ أن معظم الكوابيس مرتبط بفكرة السلامة أو البقاء على قيد الحياة أو أحداث مزعجة أخرى.

تتحول كوابيسك إلى اضطراب نفسي يحتاج لتدخل متخصص إذا ما تكررت مرات عديدة وجعلتك شخصا غير قادر على القيام بمهامه اليومية. كذلك إذا كانت الكوابيس مصحوبة بمشكلات في التركيز والذاكرة والشعور الدائم بالنعاس أو مشاكل في العلاقات والسلوكيات. اللجوء إلى متخصص سوف يساعدك على التعامل مع مشاكلك التي تؤثر على جودة نومك.

3- تفسير الأحلام علميا

الصورة عبر envato
الصورة عبر envato

معظم الحضارات القديمة حاولت تفسير الأحلام ولعب الدجل والشعوذة دورا كبيرا في محاولات البعض لتفسير الأحلام. من وجهة نظر دينية رأى البعض الأحلام كرسائل من الله وآخرين رأو أنها من فعل الشيطان. ما يهمنا هنا هو الرأي العلمي لتفسير الأحلام ويوجد مدرستين لتفسير الأحلام، أحدهم مدرسة فرويد وهي بشكل كبير ما ناقشناه وهي أن الأحلام أفكار ورغبات موجودة بالفعل في العقل الباطن. أما المدرسة الأخرى فهي للعالم كالفن هال الذي يرى أن الأحلام أفكار تظهر أثناء النوم وهي انعكاسات من حياتنا الشخصية. وبالتالي، يرى كالفين هال أن أحلامك هي انعكاس لفكرتك عن نفسك أو عن الآخرين أو عن بيئتك أو حتى طريقة لمواجهة التحديات اليومية. مثلا عندما يحلم شخص أنه أصبح رجل أعمال قوي ثم خسر كل أمواله، يرى هال أن ذلك يعني أن هذا الشخص قوى ولكنه يخشى ألا يستطيع الاحتفاظ بقوته.

المزيد من المقالات