button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

الصويرة: مدينة الرياح بالمغرب

المغرب أحد الوجهات الرائعة، تلهم المغرب العديد من زائريها بتفاصيلها التراثية والتاريخية والجمالية أيضا. ليس من الصعب فهم قيمة المغرب وسط الدول عند زيارة مدنها المختلفة وأولهم العاصمة الرباط. يوجد العديد من المدن المغربية التي تستحق الزيارة مثل الرباط ومراكش و أغادير والدار البيضاء وشفشاون وطنجة وفاس والصويرة وغيرها من المدن التي تعتبر جواهر تزين تاج المغرب.

زيارة المغرب تحتاج أسبوع وحتى 10 أيام إذا كنتم تتمنون التمتع بخبرات أصلية ومتنوعة. أفضل وقت لزيارة المغرب يكون بين شهر مارس وحتى شهر مايو حيث يكون الطقس دافئ ومعتدل وربما تسقط أمطار إلا أنها تكون في العادة أمطار خفيفة. سطور هذا المقال تتناول أحد جواهر تاج المغرب وهي مدينة الصويرة أو كمان سميت مدينة الرياح.

1- مدينة الرياح :

سميت الصويرة مدينة الرياح بسبب هبوب مياه الساحل فيها. الصويرة من أعرق مدن المغرب التي تطل على المحيط الأطلسي لذا؛ تشتهر الصويرة بالميناء الذي تزينه طيور النورس التي تطير في منظر مريح ومبهج. عند زيارة الصويرة ستلاحظ بوضوح طابع المديني المعماري المميز. تجول بين طرقاتها التي تشبه المتاهة حيث تتداخل شوارعها وتلتف بشكل يجعل من السهل أن تشعر أنك داخل متاهة تبحث عن خطوطها الأساسية. أكثر ما يجذب الزائرين للصويرة إلي جانب الميناء هو ساحاتها وأسوارها وأثارها التاريخية التي تسرد قصص تاريخية ثرية بالتفاصيل. إذا كنت قد قمت بزيارة مدينة أفينيون الفرنسية فإنك ستشعر على الفور التشابه الكبير بينها وبين مدينة الصويرة.

صورة Trapuzarra من Pixabay

2- تاريخ وثقافة عريقة:

إذا كنت من عاشقي التاريخ والتراث وثقافات الشعوب فإن الصويرة المدينة الأنسب لزيارتك. معمار المدينة يعكس التداخل الثقافي الفرنسي والبرتغالي والبربري. تعود المدينة لزمن الأغريق والفينيقيين حيث أحد مرافق الميناء يعود لتلك الحقبة وكانت تسمى وقتها موكادور أو ميكدول والتي تترجم للحصن الصغير. ويرجح أن التجار كانوا يقصدونها للحصول علي الصباغ الأزرق.

إلا أن زمن بناء المدينة نفسها وقع عام 1760 علي يد السلطان محمد أبن عبد الله الذي ينتمي للأسرة العلوية. الأن أدعوك أن تغلق عينيك وتتخيل عبور سفن قوافل التجار بميناء المدينة للتبادل التجاري ، يمكن لصوت مياه الميناء أن يحملك لتلك الحقبة. بنى السلطان محمد المدينة مستمدا إلهامه من المدن الفرنسية لتبدو كحصن بأبراج وأسوار تضم المدينة لتوفر الحماية وهو الطراز الشائع في فرنسا وقتها.

3- الأحياء:

تضم المدينة 3 أحياء وهم القصبة والملاح والمدينة العتيقة. يعتبر القصبة الحي القديم أما المدينة العتيقة فتنقسم لشقين، الشق الأول يربط الميناء بباب دكالة أما الثاني فيربط باب مراكش بمنطقة البحر. وتم تخصيص الملاح لسكن اليهود الذين كانوا من طبقة الأشراف حينها ووضع لهم الملك لقب تجار الملك. سكان المدينة الحاليين يقترب عددهم من 500 ألف ويعمل معظمهم في الصيد والتجارة ويعمل قسم بتقديم خدمات السياحة بالمدينة التي يقصدها الكثير من الزائرين.

صورة Louis Hansel من Unsplash

4- أماكن الزيارة:

عند زيارة مدينة الصويرة يمكنك رؤية الأسوار الحصينة التي تظل شامخة حتى الأن والتي تم دعمها بأبراج وخمسة أبواب لتوفر الحماية للمدينة كحصن منيع ضد الغزاة. ولا تفوت باب البحر وهو المدخل الرئيسي ويأخذ شكل مثلث. الباب ليس مجرد مدخل وإنما تحفة فنية وقطعة رائعة تتميز بزخارفها ذو تصميم مميز جدا. كذلك قم بزيارة حصن باب مراكش الصلب والذي بني بالحجارة المنجورة. الحجارة المنجورة هي نفس الحجارة التي كان يتم استخدامها لبناء الحصون والقلاع الأوروبية. يزين رأس الحصن 3 قباب يظهر فيهم التأثر بالهندسة المعمارية البرتغالية حيث بنيت بالحجارة ذات اللون الأسود.

أما قبالة المحيط فيمكنك زيارة صقالة المدينة حيث يقع الحصن الرئيسي. الحصن الرئيسي مكون من طابقين، أولهم يقع تحت الأرض حيث كان يستخدم كمخزن الأسلحة والمعدات العسكرية والتي كانت تستخدم في الحماية والقتال. أما الطابق الثاني فكان يلعب دور برج المراقبة وهو الآن موقع للفنادق والشاليهات وأماكن التنزه.

تتوفر خدمات سياحية عن طريق سفاري ديانا وسفاري عيسي. يمكنك من خلال سفاري ديانا حجز مركبات الدفع الرباعي لرحلات على رمال شاطئ الصويرة وتتمتع بمنظر مياه الشاطئ. أما سفاري عيسى فيمكنك من خلالها حجز جولات الشاطئ علي ظهر الخيل أو الجمال، كما يمكنك ركوب الدراجات الجبلية.

صورة rigel من Unsplash

5- مهرجان كناوة:

تنظم الصويرة سنويا المهرجان الموسيقي العالمي مهرجان كناوة "قناوة" ويتضمن المهرجان عروض موسيقية مميزة من موسيقى كناوة والموسيقى المحلية والعالمية. المهرجان تراثي من الطراز الأول، حيث يمزج المهرجان الموسيقى التراثية من كل أنحاء العالم. يزور المهرجان عدد كبير جدا من السائحين والمشاركين حتى أن عددهم يقترب من عدد سكان المدينة أنفسهم حيث يصل عددهم لحوالي 400 ألف زائر. يستمر المهرجان لثلاثة أيام ويتضمن العديد من العروض الموسيقية الرائعة.

موسيقى كناوة مغربية الأصل تتضمن رقصات و موسيقى أفريقية وعلى الرغم من أنها بدأت في الصويرة إلا أنها امتدت لمناطق أخرى من دول شمال أفريقيا. من ربع قرن كانت كناوة مجرد موسيقى الشارع إلا أنها الآن تعتبر موسيقى عالمية حيث حظيت باعتراف دولي كنوع مميز من الموسيقي. وارتبطت موسيقى كناوة بالفنون العلاجية الأفريقية القديمة.

تضم فعاليات المهرجان عروض تجري على عدة منصات بالمدينة مثل منصة الشاطئ وباب مراكش ومولاي الحسن ودار الصويري والتي تم تخصيصها للأنشطة الثقافية بالمدينة.

6- أشهر أكلات الصويرة:

أنت في مدينة ساحلية وبالتالي على رأس القائمة المأكولات البحرية، جرب سمك الكلامار والكروفيت أو الكامبا أو أي مأكولات بحرية تفضلها. يمكنك أيضا تجربة البسطيلة وهو خبز ذو حشوات مختلفة مثل اللحم أو الكبد أو الدجاج أو الجبن. ولا تنسي شرب شاي منعنع.

صورة armennano من Pixabay

المزيد من المقالات