الصورة عبر Wikimedia Commons
الصورة عبر Wikimedia Commons

واحدة من أقدم المدن المصرية تقع غرب وادي النيل بالتحديد في محافظة سوهاج وتسمى المنطقة التي تقع فيها باسم العرابة المدفونة وفيها أجمل معابد الدولة الحديثة وفيها قائمة بأسماء ملوك تعدى عددهم السبعين ملك وتعتبر واحدة من أهم وأدق القوائم الملكية التي استند إليها المؤرخين والعلماء لتقسيم التاريخ المصري حيث ورد فيها أسماء ٧٣ ملك مصري وكتب فيها أسماء كل من الملك نعرمر والملك منتوحتب الثاني (نب حبت رع) والملك أحمس الأول (نب بحتي رع) بالحبر الأحمر فاعتبرها العلماء أنها دلالة على بدايات الدول الملكية الثلاثة الموجودة في التاريخ المصري القديم -الدولة القديمة والدولة الوسطى وأخيراً الدولة الحديثة- وجود تلك القائمة واحدة من أسباب أهمية أبيدوس لكن هناك جوانب أخرى تجعل من أبيدوس مدينة ذاخرة بالحكايات والقصص التاريخية المؤثرة في التاريخ المصري القديم.

أبيدوس على مر التاريخ

الصورة عبر independentarabia
الصورة عبر independentarabia

لطالما كانت مدينة أبيدوس ذات مكانة كبيرة وهامة في مصر القديمة وذلك بسبب أن حتى منذ توحيد القطرين الشمالي والجنوبي على يد الملك نعرمر كان ملوك الأسرات في الدولة القديمة يقومون ببناء مقبرة لهم فيها غير المقبرة الموجودة في منف على الرغم من أن العاصمة كانت منف ومن الطبيعي أن يتم بناء مقبرة واحدة لكل ملك لكن لأهمية مدينة أبيدوس أصبح من الطبيعي أن يتم إنشاء مقبرتين بدلا من واحدة فقط.

غالبا ما يعيد العلماء ذلك إلى أن رغبة الملوك في التواجد في الحياة والموت في أبيدوس لأنهم يظنون أن الإله أوزيريس مدفون فيها أو على الأقل جزء منه مدفون هناك .

أبيدوس حيث دفن أوزيريس

الصورة عبر youm7
الصورة عبر youm7

حسب ما ورد في بعض الأساطير المصرية القديمة أن الإله أوزيريس إله البعث والخلود ملك الأخر الذي يحيا في حقول اليارو دفن في أبيدوس بعد ما قتله أخوه إله الشر والصحاري الإله ست بعد ما دبر له مكيدة في حفل وألقاه في النيل .. وبعد تطورات في تلك الأسطورة سيعيد الإله ست إخراج الإله أوزيريس من النيل ويقطع جسده إلى ٤٢ قطعة ويجعل كل قطعة منهم في مدينة في مصر والتي كان عددهم ٤٢ وهذا ما جعل زوجة أوزيريس الإلهة إيزيس ربة الأمومة والسحر تكثف من محاولاتها في البحث عنه وإيجاده وجمع أجزاء جسده التي فرقها الإله ست.

أطيب التمنيات

ويقال أن واحدة من تلك القطع والتي كانت رأسه دفنت في أبيدوس وقيل أجزاء أخرى من جسده هي التي دفنت هناك، لكن في واحدة من الروايات لهذه الأسطورة كانت أن الإلهة إيزيس تمكنت بالفعل من جمع أجزاء جسده كلها بعد رحلة طويلة صعبة من البحث ساعدها فيها كل من جحوتي وحتحور وغيرهم أعادت جمع جسد أوزيريس الضائع إلى كيان واحد بعد لفه في الرداء الخاص بالمومياوات ووضعه في تابوت بمساعدة أنوبيس إله التحنيط والموت. وتمكنت أخيرا من دفنه بعد إعادة جسده كاملا برحلتها وسحرها ليدفن في أبيدوس في المكان الذي أصبح بيته إلى الأبد وهو الأوزيريون.

ذلك واحد من أهم الأسباب التي جعلت الملوك في مصر القديمة يختارون التواجد إلى جانب الإله أوزيريس إله الخير والخصوبة والحساب والحياة الأخرى.

أوزيريس الذي يرى كل شيء

الصورة عبر wikipedia
الصورة عبر wikipedia

أوزيريس بعدما مر بكل تلك الصعوبات وأخيراً تمكن بمساعدة زوجته الوفية من الوصول للخلود وأصبح ملك للعالم الآخر وهو من يجلس على كرسي الحكم ليكون الحاكم الأول والأهم في محاكمة الموتى بعد بعثهم ومرورهم بمراحل كثيرة في تلك المحاكمة منها وزن القلب أمام ريشة العدالة والاعتراف الانكاري أمام الإله أوزير بأن المتوفى لم يقم بعمل الشرور في حياته منها تلويث مياه النيل وغيرها من الأفعال التي يعترف المتوفي بأنه تجنبها طوال حياته ولم يفعل أي منها أمام الإله أوزيريس الذي يقرر حسب ما رأى وعلم لأنه هو الذي يرى كل شيء يقرر مصير ذلك المتوفى إما بأنه يكذب فيلقى للوحوش تأكله وإما أنه صادق فيدخل معه الجنة حقول اليارو الخضراء ويحيى الحياة الأبدية.

المزيد من المقالات