عصر أنشيلوتي تحت التهديد بعد الخسارة أمام أرسنال

قبل المواجهة في الذهاب على ملعب سانتياغو برنابيو، كان التفاؤل نادرًا بين جماهير ريال مدريد، رغم الإشاعات عن احتمال حدوث "ريمونتادا" – ذلك الانعطاف الدراماتيكي الذي اشتهر به النادي. ومع ذلك، تبخرت أي آمال في ليلة سحرية أخرى أمام أرسنال، الذي ظهر حادًا ومنظمًا للغاية.

جاء الفريق الإسباني إلى المباراة وهو متأخر بنتيجة 3-0 من مباراة الذهاب في لندن، مما جعل المهمة شبه مستحيلة. وحتى عندما ألغى فينيسيوس جونيور هدف بوكايو ساكا في الشوط الثاني، فشل الفريق المضيف في بناء زخم. رد أرسنال بالانضباط والبراعة في الدقائق الأخيرة، حيث سجل غابرييل مارتينيلي في الوقت الإضافي ليحسم الفوز 2-1 في المباراة و5-1 في المجموع.

هذه النتيجة مثلت علامة تاريخية للضيوف، الذين أصبحوا أول فريق يفوز في زيارتيه الأولتين لملعب ريال مدريد. أما بالنسبة للعملاق الإسباني، فإن هذه الهزيمة تعني غيابه عن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة فقط في 12 عامًا.

أنشيلوتي تحت الضغط وريال مدريد أمام قرارات صيفية

اعترف كارلو أنشيلوتي بأن التدقيق حول منصبه أمر لا مفر منه. المدرب الإيطالي، الذي يعيش فترة ثانية مع النادي منذ 2021، أشار إلى أن ريال مدريد لا يزال يتنافس في ثلاث بطولات أخرى، لكنه أكد عدم اليقين حول مستقبله. وقال إن أي تغيير قد يحصل في أي لحظة، وسيحترم قرار النادي.

رغم فوزه بـ11 لقبًا في هذه الفترة – بما في ذلك ألقاب الدوري ودوري الأبطال وكأس العالم للأندية – إلا أن التكهنات حول مستقبله استمرت. ومع اهتمام البرازيل المزعوم بضمه، قد يكون نهاية عهده في مدريد قريبة.

سارع الخبراء والمحللون إلى التعليق. وصف جوليان لورانس الخسارة أمام أرسنال بالمذلة لفريق مليء بالنجوم، بينما لاحظ ماثيو أبسون أن الفريق لم يلبِ توقعات الجماهير. أما غيليم بالاج، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن هذه الحملة كشفت عن ثغرات في فلسفة أنشيلوتي، التي تعتمد على المواهب المخضرمة بدلًا من التغييرات التكتيكية أو التناوب العميق بين اللاعبين.

أثار الموسم مخاوف حول هيكل ريال مدريد داخل الملعب وخارجه. لاعبو مثل أردا جولر وبراهيم دياز وإندريك حظوا بدقائق محدودة، بينما أدى الاعتماد على مجموعة أساسية إلى ظهور علامات الإرهاق.

في المستقبل، يبدو أن التغييرات حتمية. هناك بالفعل علامات على مرحلة انتقالية، مع توقع انضمام ترنت ألكسندر-أرنولد ورحيل عدة نجوم بارزين. قد لا يُعرض على لوكا مودريتش ولوكاس فاسكيز تجديد عقدهما، بينما قد يغادر آخرون مثل ديفيد ألابا في حال تلقيهم عروضًا مناسبة. كما قال بالاج، فإن خط الوسط يفتقر إلى التوازن منذ رحيل توني كروس، ويجب على ريال مدريد ضخ طاقة جديدة لاستعادة القدرة على المنافسة على أعلى المستويات.

أكثر المقالات

toTop