بئر زمزم: ماء لا ينضب وبركة لا تنتهي

بئر زمزم أو زمزم، بئر ماء في الحرم المكي بمدينة مكة المكرمة، تقع على بعد 21 مترًا شرقي الكعبة، لها تاريخ قديم، ويرجعه المؤرخون إلى 2000 قبل الميلاد كحد أقصى، من عهد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل، يبلغ عُمقها 30 مترًا وتصب فيها عدد من عيون الماء قديمة قِدم البئر نفسها، وأجمع المسلمون وغير المسلمين على أن ماءها مبارك، وفيه شفاء للأسقام، وعلى ذلك فلها خصوصية بالغة عند المسلمين.

أسماء زمزم

لبئر زمزم ومائها أسماء عديدة، فقد ذكر ابن منظور في لسان العرب عن ابن بري اثني عشر اسمًا لزمزم، وهي: زمزم، مكتومة، مضنونة، شباعة، سقيا الرواء، ركضة جبريل، هزمة جبريل، شفاء سقم، طعام طعم، حفيرة عبد المطلب,وذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن لها أسماء أخرى، وهي: زمزم، وزمم، وزمزم، وزمازم، وركضة جبرائيل، وهزمة جبرائيل، وهزمة الملك، والهزمة (بمعنى المنخفض من الأرض، والغمزة بالعقب في الأرض يقال لها هزمة)، وسقيا الله لإسماعيل عليه السلام، والشباعة، وشباعة، وبرة، ومضنونة، وتكتم، وشفاء سقم، وطعام طعم، وشراب الأبرار، وطعام الأبرار، وطيبة.

من اين جاءت زمزم؟

عندما نفد ما لدى النبي إسماعيل (صغيرًا) وأمه هاجر من ماء وزاد، بعد أن تركهما النبي إبراهيم بأمر من الله في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء، نبش الملك جبريل الأرض بعقبه أو بجناحه، فظهر الماء. وقد جهدت هاجر وأتعبها البحث سعيًا، وهذه القصة يقبلها اليهود والمسيحيون والمسلمون على حد سواء.

أهمية بئر زمزم التاريخية والدينية

تُعدّ بئر زمزم رمزًا من رموز الإسلام وعنصرًا مهمًا في المسجد الحرام، وهي أشهر بئر على وجه الأرض لما لها من مكانة روحية متميزة وارتباط وثيق بوجدان المسلمين عامةً، والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصةً. وقد أظهرت الدراسات أن العيون المغذية للبئر تضخ ما بين 11 إلى 18.5 لترًا من الماء في الثانية.

خير ماء على وجه الارض

أظهرت الدراسات العلمية أن ماء زمزم يختلف عن الماء العادي من حيث التركيب الكيميائي والخواص الفيزيائية. فماء زمزم غني بالمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفلورايد، بالإضافة إلى بعض المعادن كما يمتاز ماء زمزم بخصائص معينة تجعله فريدًا، مثل مقاومته للنمو الميكروبي وتركيب بلوراته المزدوجةوتُظهر رواسبه المعدنية أنه قلوي، ولا يحتوي على أي نمو حيوي بيولوجي، ولا يُظهر أي علامات سمية وقيل انه بعد شربه تتغير خواصه فيصبح كانه لبن أو عسل مصفى.

زمزم معجزة إلهية

يحمل منبعه الأساسي سرًا غامضًا يعتبره علماء الجيولوجيا كنزًا دفينًا، ربما يستعصي كشف رموزه إلى الأبد. فكل قطرة ماء تصل إلى هذا النبع تكتسب خواص ماء زمزم، نقاءه وطهارته. هذه النتيجة ليست مجرد نظرية أو ضربًا من الغيب أو حكاية منقولة من الكتب القديمة، بل هي خلاصة أبحاث علمية معمقة شملت البئر وماءه ودرجة نقائه، ومقارنتها بمياه آبار أخرى قريبة، ليتبين أنها لا تتمتع بالخواص ذاتها. يفيض الماء من هذا البئر منذ آلاف السنين دون أن ينضب أو ينقص حجمه. وقد كانت مفاجأة مدهشة للعلماء أثناء توسعة الحرم المكي وتشغيل مضخات ضخمة لشفط المياه من بئر زمزم لوضع الأساسات، أن غزارة المياه المسحوبة كانت تقابلها زيادة مستمرة في تدفق الماء الذي يتدفق كأمواج البحر.

حقائق علمية حول زمزم

في محاولة للكشف عن لغز ماء زمزم الذي حير العلماء، أجرى محمد الصالحي، الباحث المغربي وأستاذ علوم الحياة والأرض بجرسيف، أبحاثًا شخصية خلص من خلالها إلى أن ماء زمزم يقوي ضربات القلب ويمكن استخدامه كحافظ للخلايا والأنسجة. وقد قام الصالحي، المهتم بعلم "البوندول" la radiesthésie، ببحثين: الأول قاس فيه نسبة الطاقة الحيوية لماء زمزم، ووجد أنها تبلغ 200 درجة، متجاوزة بذلك جميع المواد الموجودة على الكرة الأرضية التي لا تتعدى طاقتها الحيوية 130 درجة. وذكر الباحث، وفقًا لملخص بحثه الذي أرسله إلى هسبريس، أن الطاقة الحيوية لماء زمزم تفوق قياسات الطاقة الحيوية لبعض مياه العيون في المغرب، مثل: ماء عين الرحمة أو عين الحمراء بأكنول (100 درجة)، وماء سيدي شافي (110 درجة)، وهي عين معدنية تقع بين تاوريرت وجرسيف، والماء الصالح للشرب بالرباط (70 درجة)، وماء عين فيتيل (90 درجة)، وماء مولاي يعقوب بين أوطاط الحاج وميسور (110 درجة)، وماء عين اسبيليا بدبدو نواحي تاوريرت (90 درجة)، وماء ذو 65 درجة ترتفع طاقته إلى 90 درجة عند قراءة القرآن عليه. ويضيف الباحث أنه "لو مزجنا ماء عين فيتيل وماء مدينة الرباط، فإن الطاقة الحيوية للخليط الناتج ستكون 80 درجة أي (70+90)÷2." وأردف أنه عند مزج ماء زمزم مع ماء آخر، فإن الطاقة الحيوية للخليط الناتج تكون 200 درجة، مما يعني أن ماء زمزم هو السائد، وهو ما يتفق مع أفكار الباحث الياباني إيموتو ماسارو. وتؤكد أبحاث العالم الياباني أن بلورات ماء زمزم تختلف عن بلورات مياه العالم الأخرى، وأنه ماء مُحوِّل لا مُتحوَّل؛ فإذا أُضيفت قطرة منه إلى ألف قطرة من ماء آخر، فإن الماء الآخر يكتسب خواصه.

ختامًا عزيزي القارئ، إذا كنت من المحظوظين بزيارة السعودية، وتحديدًا مكة المكرمة، فلا تفوّت عليك تجربة أفضل ماء على وجه الأرض، واحرص على أخذ بعض القنينات الصغيرة كهدايا.

أكثر المقالات

toTop