طرابزون مدينة تركية تختلف بشكل كبير عن إسطنبول ومعظم المدن التي ستقوم بزيارتها، أنها مدينة طبيعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. هواء نقي، غابات وغطاء أخضر وجبال وهضاب وبحيرات وينابيع ذات مياه صافية. إنها مدينة الباحثين عن هجر صخب المدن وازدحامها وتلوثها والعودة للطبيعة الأم والغوص في أسرارها. وتطل المدينة على البحر الأسود لذا؛ تسمى المدينة بلؤلؤة البحر الأسود. تعتبر المدينة من أجمل المدن التركية وتقترب من الحدود مع دولة جورجيا وكذلك مدينة ريزا التي تعتبر أشهر مصدرا للشاي الأخضر في العالم. وجو المدينة المعتدل صيفا والرطب البارد شتاء يجعلها جاذبة للسياح طوال العام وعند زيارة طرابزون ستجد أنك أمام رحلة مميزة في أحضان الطبيعة ولديك خيارات متعددة للزيارة سنعرفك على بعضها فقط في السطور التالية. وننصحك ألا تفوت زيارة أحد مصانع الشاي الذي تشتهر به تركيا ومراقبة خطوات تحضير أنواعه المختلفة.

دير وسوميلا يبدو كقلعة وسط السحاب، جمالا حابسا للأنفاس بلا منازع لذا؛ يعتبر الدير أبرز معالم طرابزون. أنت لست في موقع ديني فقط ولكن في مكان حفر مكانه وسط طبيعة باهرة وسط جبال بونتيك الشهيرة. على جانبي الطريق من الدير شلالات المياه ويمكنك رؤية الأنهار وإن كنت ممن سافروا لجبال القلب فإنك ستشعر أن وسميلا تشبهها بشكل كبير. الدير المنحوت في الجرف الجبلي يجذب السياح العرب والأجانب سنويا لزيارته والاستمتاع ببهاء الطبيعة وسحرها. إنها إطلالة ليس لها مثيل.

يمكنك دائما حجز فندق في المنطقة والتي تحتوي أكثر من أربعين فندقا وقضاء رحلة وسط الطبيعة والتمتع بالغابات ومرتفعات زيجانا والشلالات وقضاء وقت في المنطقة التي تعد من أقدم الوجبات التاريخية والحضارية في تركيا. يتكون دير وسوميلا من 72 غرفة مقسمة على 5 طوابق ويضم الدير مكتبة وعينا مقدسة. مبني الدير على الطراز المعماري التركي العثماني، يتميز الدير باللون الأبيض الممزوج بالقرميد الأحمر. يزين الجدران الداخلية لوحات تعود إلى عصر أليكسوس الثالث بالقرن الرابع عشر. لا تفوت الجلوس بمقهى القمة ومشاهدة الإطلالة الساحرة وبالطبع التقاط الصور لتخليد زياراتك التي ستترك في نفسك الرغبة في العودة الثانية في أقرب فرصة.

تضم أونجول بحيرات رائعة وهضابا ويعتبر الكثير من الناس أوزونجول أجمل بقاع طرابزون. وبحيرة أوزونجول محاطة بالجبال بطريقة تجعلك تشعر أن الجبال محتضنة البحيرة لتخفيها عن العيون. يغطى الضباب المنطقة معظم الوقت مما يعطى أوزونجول مظهر أسطوريا يجعلك تشعر أنك بداخل حكاية خيالية. تغطى الثلوج المنطقة في فصل الشتاء وهو جمال لا يجب أن تفوته إذا كنت من محبي الشتاء وأجواء الأساطير. يمكنك ممارسة التزلج وصنع تماثيل الثلج. أما إذا كنت من محبي الصيف فإن أوزجول تبدو كلوحة فنية في فصل الصيف حيث يغطى الغطاء الأخضر سفوح الهضاب وتصفو مياه البحيرة. ويمكنك في الصيف القيام بالتخييم في المنطقة والاستمتاع بالشواء وجولات المشي بين الطبيعة الساحرة.

لا تفوت زيارة معالم أوزوجول مثل مرتفعات السلطان مراد والتمتع بالبحيرة وممارسة صيد الغزلان أو التزلج في الشتاء. كذلك زيارة شلال أتاكوي الذي يقع على نفس الطريق. أما إذا رغبت في التمتع بإطلالة مميزة على البحيرة من الأعلى فننصحك بزيارة مرتفعات كارستر. يمكنكم أيضا التخييم في مرتفعات ديمير كابي حيث البيوت الخشبية والطبيعة ذات الألوان الخلابة والعواء النقي وممارسة صيد السمك في بحيرة السمك. وإن كنت من محبي الفنون فإن زيارة متحف أتاتورك تتيح لك مشاهدة قطع فنية وأثرية مميزة ويحيط بالمتحف من الخارج الأشجار والنباتات التي تمنح المكان طابعا فنيا يشبه القصور التي تحتضنها الطبيعة.

من الزيارات المميزة أيضا في أوزجول مراعي جورجيت والتي ترعى فيها الحيوانات وتتغذى على أعشاب المنطقة. كما يوجد العديد من البحيرات التي تصب مياهها في بحيرة أوزجول مثل باليكي وبيرومير وأيجير وديبسيز ويمكنك ممارسة الصيد في جداول المياه مع التمتع بجمال الهضاب ذات المروج الخضراء والقمم الشاهقة على مرمى بصرك.

تتميز أوزجول بالعديد من القرى المحببة مثل سورميني التي تشتهر بالصناعات اليدوية مثل السكاكين والمعجنات والفطائر والعديد من الحرف اليدوية. وقرية دمر كابا التي تشتهر بالصيد وقرية تشاي كارا وتشتهر القرية بركوب الخيل وتعتبر الوجهة المفضلة لمحبي الخيول.

أما بحيرة فوهة البركان فتشتهر بثلاث بحيرات تتغير ألوانها وهي محاطة بالضباب بشكل ساحر ويطلق المحليون عليها الأساطير حيث يظنون أن تغير لون مياه البحيرة يعود لدوران أرواح الموتى حولها واستقرارهم في البحيرة مما يغير لونها. وبما أن أوزجول ريفية طبيعية بشكل كبير فإن زيارتها لا تكلفك الكثير.

حالما تطئ قدمك الجامع ستلاحظ أنه يبدو كالكنيسة التي تأخذ الطابع البيزنطي ولكنك ستسمع تردد الآيات القرآنية والصلوات الإسلامية بوضوح. كان الجامع كنيسة في بداية الأمر وتحول بعدها لمتحف ثم جامع لذا؛ ستجد أن المبني يغلب عليه الطابع الكنسي حتى أن بعض الجداريات المسيحية لا يزال بعضها متبقيا.

تعد المغارة ثاني أطول مغارة عالميا وتلقب المغارة بالجنة المخفية تحت الأرض. يقابلك شلال عند مدخل المغارة وخلفية المغارة جبال طرابزون ذات القمم التي تغطيها الثلوج أثناء الشتاء. تعتبر المغارة متعددة النوازل والصواعد وتتميز بالصخور الكلسية لذا؛ فالمغارة بهجة لمحبي الجيولوجيا وعلم الأرض. وتتميز المغارة بالممرات المائية وجداول الماء والشلالات. ويقع فوق المغارة قلعة ومقهى ومطعم يقدم أشهر أكلات منطقة البحر الأسود.

يمكنكم أيضا زيارة مغارة كاراجا في قرية جبلي والتي تسمى بالعالم الغامض تحت الأرض وإن كنت من محبي الشتاء فإن المغارة تحتفظ بدرجة حرارة تتراوح بين 12 و17 درجة طوال العام.