هل لديك طعام مريح مفضل أحببته منذ الطفولة؟ ربما يتبادر إلى ذهنك حساء المعكرونة بالدجاج، المعكرونة بالجبن، أو الأسماك والبطاطا. في اليابان، يعدّ الكاري (Curry) أحد الأطباق المحبوبة لكثير من الناس. ما الذي يجعل الكاري الياباني مميزًا جدًا؟ لقد جعلته نكهته الدافئة والمريحة وملمسه الفريد من نوعه مفضلة على طاولات العشاء في جميع أنحاء البلاد. نستكشف في هذه المقالة تاريخ تطور الكاري الياباني

التطور الفريد للكاري الياباني:

الصورة عبر Weronika Krztoń على unsplash
الصورة عبر Weronika Krztoń على unsplash

يختلف الكاري الياباني اختلافًا كبيرًا عن الكاري الهندي الأصلي، وخاصة في سُمكه المميز. أصبح سُمكه هذا مألوفًا للأذواق اليابانية، ويُستمتع به على نطاق واسع في الأسر في جميع أنحاء البلاد. يمكن إرجاع أصل هذا الملمس المتميز إلى جذوره التاريخية؛ فالكاري الذي وصل إلى اليابان لم يأت مباشرة من الهند ولكن عن طريق بريطانية. أثناء فترة الاستعمار البريطاني للهند، اعتمد الجيش البريطاني الكاري الهندي لتناسب احتياجاتهم خلال رحلات البحر الطويلة، مضيفًا الدقيق لخلق تناسق أكثر سمكا وأثر شبهًا بالحساء. في نهاية المطاف، وصلت هذه النسخة المعدّلة من الكاري إلى اليابان خلال فترة حُكم ميجي (1868-1912)، عندما أنهت البلاد سياستها المتمثلة في العزلة، وبدأت في تبني العادات الغربية. وانتهى الأمر باليابانيين إلى تكثيفه قليلاً وتقديمه مع الرز لتلبية الذوق الياباني أكثر، وهكذا ولد الرز بالكاري. وعلى الرغم من أن الكاري قد لا يكون أقدم طبق في اليابان، وأن اسمه يكتَب باستخدام الأبجدية المخصّصة للكلمات الأجنبية (Katakana)، لأنه كان يعتمد في الأصل على ما جلبته اللغة الإنكليزية، نستطيع أن نقول إنه اليوم طبق ياباني فريد من نوعه. يتم تناول الكاري اليوم في كل مكان، وهو من أكثر الأطباق شعبية في اليابان. واستنادًا إلى الأبحاث التي أجرتها الحكومة اليابانية، أُنتاج نحو 13.898 طن من مسحوق الكاري في عام 2015 والتي تبلغ حوالي 10 مليارات طبق من الكاري! مقسومًا على عدد سكان اليابان في ذلك العام، فإن هذا يصل إلى 79.1 طبق في السنة للشخص الواحد، وهذا أكثر من مرة في الأسبوع. علاوة على ذلك، في استطلاع آخر شمل أكثر من 60,000 شخص كان الرز بالكاري ثاني الأطباق شعبية بعد السوشي فقط.

ADVERTISEMENT

ولا تزال البحرية اليابانية حتى اليوم تحافظ على تقليد تقديم الكاري كل يوم جمعة، ما يساعد الطاقم على الحفاظ على شعور الروتين الأسبوعي في البحر.

التغييرات في الأطباق الشعبية:

الصورة عبر Tom Dillon على unsplash
الصورة عبر Tom Dillon على unsplash

على مدار عقدَي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كان السوشي يعتبر ترفًا تستمتع به العائلات فقط في المناسبات الخاصة. في ذلك الوقت، كانت الأطباق الأكثر شعبية بين الأطفال هي الرز بالكاري، يليه الدجاج المقلي، ثمّ شرائح اللحم. في السنوات الأخيرة، ولأن السوشي والرامين أصبحا بأسعار معقولة، أصبح السوشي الطبق الأكثر شعبية، يليه الرز بالكاري والرامين. يعكس هذا التحول العادات الغذائية المتغيرة، حيث تفضّل المزيد من العائلات خيارات مريحة مثل تناول الطعام أو الوجبات الجاهزة على الأطباق التقليدية المطبوخة في المنزل.

الترتيبات المختلفة والخصائص الإقليمية:

الصورة عبر ERIC ZHU على unsplash
الصورة عبر ERIC ZHU على unsplash

عزّزت فترة العزلة الممتدة في اليابان خلال فترة إيدو (1603-1867) ثقافة إعداد مكونات محدودة بشكل خلاق. أدت روح الطهي المبتكر هذه إلى تعديلات فريدة للكاري، بما في ذلك: كاري أودون: شعيرية أودون سميكة تقدم في مرق بنكهة الكاري المصنوعة من داشي ياباني تقليدي،

ADVERTISEMENT

خبز الكاري: لفة خبز مليئة بالكاري، مغلف في فتات البانكو ومقلية حتى يصبح لونها بنيًا ذهبيًا،

كاري على الطراز الصيني: طبق مصنوع عن طريق إضافة مسحوق الكاري إلى مرق الدجاج أو مرق رامين ويسمّك باستعمال نشاء البطاطس.

في المنزل، غالبًا ما يضيف الطهاة الإبداعيون لمستهم إلى الكاري، حيث يدمجون مكونات مثل صلصة الصويا أو الكاتشب أو القهوة الفورية أو حتى الشوكولاتة لتطوير نكهات فريدة. تتضمن المكونات القياسية عادة اللحوم (البقر أو الدجاج)، والبطاطا، والبصل، والجزر.

جهود المصنّعين:

حتى فترة حُكم تايشو (1912-1926)، لم يسبق أن أنتجت اليابان مسحوق الكاري المحلي الخاص بها، عندما أُنتج لأول مرة في عام 1923 من قبل Minejiro Yamazaki ، الذي أسّس لاحقًا شركة S&B Foods. وخلال فترة حُكم شوا (1926-1989)، بدأ مسحوق الكاري المحلي الجيد الرخيص في اليابان.

ADVERTISEMENT

اليوم، يستثمر مصنعو الكاري في أبحاث كبيرة لإتقان منتجاتهم، مع التركيز على تقنيات المكونات المقلية، والتحكم في مستويات الحدّة، وتحقيق أوقات غليان مثالية. ويطبعون وصفات مفصلة على عبواتهم، ما يساعد الطهاة المنزليين على تحقيق النتائج المثلى. يدلّ هذا الاهتمام باحتياجات المستهلك التزام الصناعة بالتطور مع أنماط الحياة الحديثة. يوجد حتى مركز أبحاث الكاري الذي يضم حوالي 10 "باحثين" وظيفتهم هي بالطبع البحث عن طعوم جديدة وأصناف جديدة من الكاري.

الكاري - الوجهة النهائية للبقايا:

الصورة عبر Motokoka على commons.wikimedia.org
الصورة عبر Motokoka على commons.wikimedia.org

هل سبق لك أن طهي الكثير من الطبق وتعبت من تناوله؟ عندما يكون لديك شيء من القدر الساخن أو الأطباق المطهية أو حساء الخضار، يمكن تحويلها إلى كاري لذيذ. حتى الشواء المتبقي يمكن أن يغلي في كاري لذيذ. بمجرد أن يصبح شيء ما كاري، سيكون دائمًا كاري، ما يجعله الوجهة النهائية المثالية للبقايا!

ADVERTISEMENT

الخاتمة - اكتشف دفء الكاري الياباني:

الصورة عبر Raman على unsplash
الصورة عبر Raman على unsplash

الكاري الياباني هو أكثر من مجرد وجبة؛ إنه انعكاس لتاريخ اليابان الغني والإبداع الطهي. هل سبق لك أن تساءلت كيف يمكن لطبق من جزء آخر من العالم أن يتحول إلى طعام مريح في الأمة؟ ربما حان الوقت للشروع في هذه الرحلة اللذيذة بنفسك. لماذا لا تحاول صنع الكاري الياباني في المنزل؟ يمكنك متابعة وصفة تقليدية أو إضافة التحولات الفريدة الخاصة بك مع مكونات مختلفة.

المزيد من المقالات