الأطفال هم أشخاص مميزون ولهم سمات شخصية مختلفة، لا يوجد طفل مثل الآخر حتى وإن تشابهت سلوكيات بعض الأطفال. الكثير من الآباء والأمهات يجدون أن العناد من الصفات غير المحببة في الأطفال وأن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الطفل العنيد هو كسر عناده وتحويله لطفل مطيع. العناد ليس صفة سلبية دائما ولكن له مميزات أحيانا، على سبيل المثال الطفل العنيد قادر على اكتشاف ذاته ولديه القدرة على فهم شخصيته وتحقيق الاستقلال. الطفل العنيد ينمو ليصبح بالغ لا ييأس بسهولة ولديه مثابرة على تحقيق النجاح. إذا فإن التخلص من العناد وكسر إرادة الطفل قوى الشخصية ليس الهدف من هذا المقال. نهدف لمساعدتكم في التعرف على آليات التعامل مع الطفل العنيد والتوصل لأفضل الحلول والحد من المشاكل. لا بد أنك تتسأل ما السبب وراء عناد الأطفال؟ يوجد العديد من الأسباب وراء عناد الأطفال حتى أننا أحيانا نتسبب في عناد أطفالنا دون أن ندري. عندما نتصلب ونرفض النقاش ونتمسك برأينا بعناد فأننا نغذي عناد الطفل وندفعه للتصرف بندية. وجود مشاكل أسرية تؤدى لإهمال الطفل تدفع الطفل للعناد أيضا ليشعر أنه محور الاهتمام، التناقض في تربية الطفل بين الوالدين أيضا يخلق طفلا عنيدا. تدليل الطفل ومقارنته بالأطفال الأخريين يزيد من عناد الطفل أيضا. بعض الأطفال لديه شخصية قوية وبالتالي، لا يحتاج لتأثيرات خارجية ليصبح عنيد. التعامل بذكاء مع الطفل العنيد سوف يقلل من حدة العناد ويجعله يتوصل لما يريده بطريقة صحية. سوف تساعدكم النصائح على على حياة أكثر سلاسة مع الطفل العنيد.

1-تقديم الخيارات

صورة من unsplash
صورة من unsplash

يحب الطفل العنيد أن يشعر أنه مسؤول عن نفسه وبالتالي، إجباره على الأشياء ليس بالأمر المناسب. أردت الخروج مع طفلك ولكن دائما ما تتشاجرون بسبب تصميم الطفل على ملابس معينة وأنت لا ترى أنها مناسبة، أعطه بعض الخيارات. قل لطفلك سوف أساعدك ولكن أنت من سيقوم بالاختيار، قدم له 3 اقتراحات من الملابس المناسبة وقل له ماذا تختار؟ لقد حققت ما تريد وأعطيته الفرصة ليقوم بالاختيار لنفسه أيضا وتجنبت الصراع. طبق مثل هذا المثال على الخيارات الأخرى مثل الطعام وأماكن الخروج وغيرها من المواقف اليومية.

ADVERTISEMENT

ماذا إذا لم يوجد خيارات؟ مثلا أردت أن يقوم طفلك بأداء الواجب المنزلي ولكنه مصمم على اللعب أو مشاهدة التلفاز؟ قل له سوف نقم بعمل الواجب المنزلي أولا لكن بعدها ستختار أنت الفيلم الذي تشاهده ولكن إن اخترت مشاهدة الفيلم أولا إذا سأقوم أنا باختيار الفيلم أو ستشاهد لمدة قصيرة فقط. تذكر أنه كلما فرضت على طفلك اختيارا بعينه كلما غذيت عناده وأصبته بالغضب والآن سوف يرفض أي اقتراح فقط ليتحداك.

2-وضع القواعد

على عكس ما يظن الكثير من البالغين فإن الأطفال يجدون الراحة والطمأنينة في وجود النظام والروتين اليومي ويضطربون عندما يختل النظام اليومي. لوحظ ذلك بصفة خاصة وقت جائحة كورونا. سوف تمنح طفلك الخيارات ولكن سيكون هناك بعض القواعد غير المسموح بخرقها. ستشرح لطفلك عواقب خرق تلك القواعد وستلتزم بالقواعد حتى يعتاد الطفل.

ADVERTISEMENT

القواعد تساعد الطفل على تعلم احترام القوانين، تبدأ في المنزل وتمتد للمجتمع بعدها. عندما يكبر طفلك قليلا مثل بداية سن المراهقة أشرك طفلك في وضع القواعد بالمنزل ليشعر بدوره ويسهل عليه إتباعها.

في إحدى دور رعاية الأطفال كان الأطفال دائمي الشكوى من القواعد والقوانين بالملجأ وطلبوا تخفيف القواعد. قامت المشرفة بعمل نشاط للأطفال بحيث طلبت من كل الأطفال تخيل أنهم مديرو دور الرعاية وطلبت منهم وضع القوانين التي تضمن النظام. كانت المفاجأة أن الأطفال قاموا بوضع نفس القوانين المطلوب منهم إتباعها حتى أن بعضهم وضع قوانين أكثر صرامة. يدرك الأطفال أهمية القوانين حتى وإن قاوموها.

3-التحلي بالصبر

تربية طفل ليست بالأمر الهين بصفة خاصة في مجتمع أصبح فيه الأطفال استقلاليين وملتصقين بأجهزة حديثة ويتطورون بسرعة كبيرة يصعب على بعض الآباء اللحاق بها. إذا كان طفلك عنيدا فستحتاج لقدر مضاعف من الصبر.

ADVERTISEMENT

إذا قام الطفل بنقر أصابعه بغضب على الطاولة ليحصل على ما يريد على الرغم من رفضك فإن قمت بتجاهله أو إبداء الغضب، فأنه سيفعل ما يثير غضبك بشكل أكبر. غادر المكان أو أنشغل بشيء آخر بمنتهى الهدوء ولا تزيد من غضبه. قل له "حبيبي أعطني القليل من الوقت ثم يمكننا التكلم في الأمر" ثم تناقش معه بهدوء ووضح أسباب رفضك أو تأجيلك للأمر. يميل بعض الأطفال للعند لجذب الاهتمام، تحل بالصبر ولا تغذي عناده بالاهتمام.

4-التواصل الناجح

صورة من unsplash
صورة من unsplash

كما ذكرنا فإن الطفل العنيد لن يقبل أن تملي عليه ما تريده دون أن يكون له رأى في الأمر. والتواصل الناجح هو تواصل من اتجاهين. بادر أنت بسماعه أولا ثم قل له رأيك، إذا أنفعل الطفل أو بدأ في البكاء أطلب منه أن يهدأ حتى يمكنك أن تفهمه وتجاوبه. التواصل الناجح لا يعنى تلبية طلبات الطفل طوال الوقت وإنما يعنى بأنك مهتم برأيه وتحترمه ولكنك أيضا مسؤول أن توجهه.

ADVERTISEMENT

أردت الخروج مع طفلك وكان الجو باردا جدا طلبت منه لبس معطف لكنه رفض وصمم على رأيه أن الجو حار. أحضر معطفين مختلفين وقل له "حبيبي أعرف أنك لا تشعر بالبرد الآن لأننا بداخل المنزل ولكن الجو بارد بالخارج سنأخذ المعطف وإذا شعرت بالحر يمكننا خلعه، ماذا تفضل؟ الأزرق أم الأسود؟"

أحيانا يكون رفض الطفل القيام بأشياء معينة غير راجع للعند وإنما لأسباب أخرى يمكن التعامل معها ولكننا لن نعرف أبدا دون سماع الطفل. على سبيل المثال يرفض بعض الأطفال الذهاب للمدرسة أو التمرين وقد يدعون المرض للتهرب من الذهاب. لكن ربما يكون السبب تعرضهم للتنمر أو أسباب أخرى. تحدث مع الطفل ولا تتهمه وأسأله بهدوء إذا كانت لديه مشكلة وعده أنك ستساعده إذا ما أفصح عنها.

المزيد من المقالات