الصورة عبر envato
الصورة عبر envato

المبالغة في تناول السكريات لها أضرار عديدة على جسم الإنسان والصحة العامة ومستويات الطاقة لديه. والسكر يعتبر من الكربوهيدرات البسيطة ويوجد في الخضراوات والفاكهة بشكل طبيعي ولكنه يوجد بشكل مضاف في بعض المشروبات والأطعمة أثناء مرحلة تصنيعها. يعتبر السكر الذي يدخل في عملية التصنيع من أكثر العوامل وراء جذب الكثير لتناول تلك الأطعمة والمشروبات بل وإدمانها أيضا. ستجد أن الكثير من الناس تفضل شرب العصائر المصنعة عن العصائر الطبيعية المحضرة في المنزل وكذلك الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة من المقرمشات وغيرها. تميت إضافة نسب كبيرة جدا من السكريات لتلك الأطعمة بهدف تحسن طعمها وجعلها محببة بحيث تجد أنك متلهف لشرائها بشكل مستمر ولا تخلو عربيات التسوق لأمعظم المشتريين من تلك المشروبات والمأكولات.

ADVERTISEMENT

السكريات الطبيعية في الخضراوات والفاكهة مهمة جدا لجسمك لذا؛ فالسكر في حد ذاته لا يسبب الضرر إذا تم تناوله بشكل طبيعي وبكميات معقولة إلا أن السكر المضاف يعتبر ضارا جدا. توجد العديد من الأبحاث التي تتناول السكر المضاف كواحد من أهم أسباب الإصابة بالسمنة. يتم هضم الوجبات المصنعة باستخدام السكر المضاف سريعا وبالتالي، تجعلك تشعر بالجوع كثيرا فتميل لتناول كميات أكبر من الطعام. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما يعبث السكر المضاف بهرمونات جسمك المسؤولة عن شعورك بالجوع. يتسبب السكر المضاف في تعطيل عمل هرمون جسمك المسؤول عن شعورك بالجوع، فبديلا عن أن تشعر بالجوع عندما يحتاج جسمك للطعام فقط فإنه يشعر بالجوع عدد مرات أكبر حتى وإن كان ليس في حاجة للطعام مما يتسبب في النهاية للإصابة بالسمنة نتيجة للإفراط في تناول الطعام.

ADVERTISEMENT

تتسبب السكريات المضافة أيضا في الأضرار بصحة قلبك وأسنانك وضغط الدم في جسمك، حتى أنها تسبب أضرارا بالبشرة، مثل التهابات البشرة وزيادة حب الشباب وظهور علامات الشيخوخة على البشرة بشكل أسرع أيضا فهى تتلف الكولاجين والإيلاستين وهما المسؤولان عن تمدد الجلد والحفاظ على مظهر شاب لمدة أطول.

لكن الأسباب التي تدفعنا لتناول المزيد من السكريات ليست أسبابا عضوية فقط وإنما بعضها أسباب نفسية أيضا وهو موضوع هذا المقال حيث نناقش بين سطوره العلاقة بين إقبالك على تناول السكريات وشعورك بالوحدة.

لماذا نشعر بالوحدة؟

الصورة عبر envato
الصورة عبر envato

يوجد العديد من الأسباب التي تتسبب في شعورك بالوحدة. إذا كنت تعيش وحيدا أو بدأت في وظيفة جديدة أو دراسة جديدة فأنك قد تشعر بالوحدة. أيضا إذا كنت تعيش وسط أسرة غير محبة أو مهتمة فأنك ستشعر بالوحدة أيضا. إذا كنت في مجتمع غريب ومختلف عنك ويصعب عليك تكوين الأصدقاء فأنك ستشعر بالوحدة أيضا. وكلها عوامل خارجية تتسبب في هذا الشعور.

ADVERTISEMENT

لكن يوجد عوامل تنبع من داخلك أيضا، مثلا تدني احترامك لذاتك وهو يسبب الشعور بالوحدة. أيضا عدم قدرتك على التواصل مع الأخريين أو فقدك لإنسان عزيز سواء بسبب الافتراق أو الموت يسبب الشعور بالوحدة. انعزالك حتى في وجود أخريين لأنك لا تشعر بأنهم يفهمونك يزيد أيضا من الشعور بالوحدة. الفراغ شعور صعب جدا يدفعك للشعور بالوحدة أيضا.

الوحدة واشتهاء السكريات

الصورة عبر unsplash
الصورة عبر unsplash

أثناء جائحة كورونا عانى ملايين البشر من العزلة والوحدة مما دفع باحثة من جامعة كاليفورنيا لدراسة تأثير هذه المشاعر على العادات الغذائية للبشر. ولم تكن هي الوحيدة أو الأولي بين الباحثين الذين يفكرون في الارتباط بين الحالة النفسية والعادات الغذائية، حيث ربط أكثر من بحث سابق مثلا بين الشعور بالاكتئاب والإصابة بالسمنة. تسبب الاكتئاب في الكثير من الحالات في الإفراط في تناول الطعام وبالتالي، الإصابة بالسمنة على المدى الطويل.

ADVERTISEMENT

قامت الباحثة بتناول عينة من 93 امرأة تم تقسيمهم إلى مجموعتين، مجموعة لديها شعور جارف بالعزلة ومجموعة لديها شعور بسيط بالعزلة. ولاحظت أن المجموعة الأولى لديها عادات غذائية غير صحية وتتناول نسب غير صحية من الطعام كآلية من آليات مواجهة الشعور الجارف بالوحدة.

لكن لماذا السكريات على وجه الخصوص تم اتهامها بالضرر الأكبر؟ أثناء الدراسة خضعت السيدات المشاركات للرنين المغنطيسي أثناء مشاهدة صور مختلفة بعضها للطعام بأنواع مختلفة تم ملحوظة نشاط زائد في منطقة الدماغ المسؤولة عن الرغبة في تناول السكريات ونشاط أقل في المناطق المسؤولة عن التحكم في سلوكيات الطعام.

لذا؛ استنتجت الدراسة أن شعور الوحدة والعزلة لا يؤثر فقط على الحالة النفسية للفرد وإنما يؤثر على عادات الطعام لديه أيضا. يتسبب هذا الشعور في الإفراط في تناول الطعام وتأتي السكريات في المقام الأول بين الأطعمة التي يقبل عليها الفرد أثناء شعوره بالوحدة.

ADVERTISEMENT

لا بد أنك لاحظت على على تناول الأيسكريم والشيكولاتة والوجبات السريعة والوجبات الخفيفة بشكل أكبر عندما تكون وحيدا أو مكتئبا. إنها دائرة لا تنتهي عندما تشعر بالوحدة تميل لتناول تلك الأطعمة والتي تتسبب في زيادة وزنك وعندها تشعر بالاكتئاب الذي يجعلك تأكل أكثر.

كيف أتخلص من إدمان السكريات؟

الصورة عبر envato
الصورة عبر envato

الآن وقد قرأت تلك السطور لا بد أنك تفكر حسنا الآن بدأت أفهم أكثر مشاعري وعاداتي الغذائية ولكن هل يعنى هذا أنى أصبحت مدمنا للسكريات دون إرادتي؟ ألا يوجد خروج من تلك الدائرة المفرغة؟

أفاد الباحثون أن الاهتمام بالجسد والعقل معا هو الطريقة الوحيدة للخروج من الدائرة، الاهتمام بأحدهم فقط يتركك عالقا. بداية حل أي مشكلة هو الوعي بوجودها، إذا لم تفهم وتقبل أنك تعاني من مشكلة فأنه يستحيل عليك حلها. الآن يجب أن تبدأ في مساعدة نفسك ببناء علاقات مع أخريين ممن قد يشبهونك. العلاقات على تساعد على شفاء الجروح والنفسية المرهقة. تخيل أنك في علاقة سامة مع السكريات والآن سوف تقطع تلك العلاقة وتجد علاقات صحية أكثر.

ADVERTISEMENT

لا تجلد ذاتك ولكن حاول أن تعيد زمام الإمساك بها. أتخذ قرارات صحية -شكل أفضل فيما يتعلق باختياراتك الغذائية. حاول أن تجد بدائل صحية لوجباتك المفضلة وتخلص من مخزونك المنزلي. تواجد الوجبات الخفيفة والأغذية الضارة في منزلك طوال الوقت يضعف من إرادتك. حاول أن توفر بدائل صحية مثل المكسرات وغيرها من الاختيارات الصحية وقم بتعديل قائمة مشترياتك لتتوافق مع ذلك.

المزيد من المقالات