استكشاف هونغ كونغ: مزيج من التراث الشرقي والحداثة
ADVERTISEMENT

هونغ كونغ، مدينة تتألق على الساحل الجنوبي للصين، تعتبر واحدة من أكثر المدن العالمية إثارة وتنوعًا. تجمع بين التراث الشرقي العريق والحداثة الغربية في نسيج غني من الثقافات والتجارب. سواء كنت من محبي التاريخ والثقافة أو من عشاق التسوق والطعام الفاخر، فإن هونغ كونغ تقدم شيئًا لكل مسافر يبحث عن

ADVERTISEMENT

مغامرة مميزة.

مزيج من الثقافات والتأثيرات

صورة من unsplash

تتمتع هونغ كونغ بتاريخ طويل ومعقد يجعلها وجهة فريدة تجمع بين الحضارات الشرقية والغربية. يعود تاريخ المدينة إلى أكثر من 700 عام، وكانت جزءًا من الإمبراطورية البريطانية لأكثر من 150 عامًا حتى عام 1997، عندما تم تسليمها إلى الصين. هذا التداخل بين الثقافات والتأثيرات خلق مجتمعًا يتميز بالتعددية الثقافية، حيث تلتقي التقاليد الصينية العريقة بالنظام القانوني والتعليم الإنجليزي، ليشكلا معًا مزيجًا فريدًا.

ADVERTISEMENT

التراث الشرقي في هونغ كونغ

في قلب هونغ كونغ، يمكن للزوار استكشاف العديد من المعالم التي تحتفظ بالتراث الصيني التقليدي. يعتبر معبد ماني مو واحدًا من أقدم وأهم المعابد في هونغ كونغ. تم بناء المعبد في القرن التاسع عشر تكريمًا للإلهين ماني (إله الأدب) ومو (إله الحرب). يتجسد في هذا المكان روح البوذية والطاوية، وتعتبر زيارته تجربة تأخذك في رحلة إلى الماضي، حيث يمتزج عبق البخور مع الألوان الزاهية للنقوش والزخارف التقليدية.

ومن بين المواقع الأخرى التي يجب زيارتها في هونغ كونغ هو دير بو لين، الذي يقع في جزيرة لانتاو. يحتوي هذا الدير على تمثال بوذا الكبير "تيان تان بوذا"، وهو أحد أكبر تماثيل بوذا في الهواء الطلق في العالم. الوصول إلى هذا الدير يتطلب رحلة مثيرة عبر التلفريك، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمناظر خلابة للجزيرة والجبال المحيطة.

ADVERTISEMENT

الفنون والثقافة

صورة من unsplash

الفنون في هونغ كونغ تعكس التنوع الثقافي للمدينة. يضم متحف هونغ كونغ للفنون مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي تتراوح بين الفن الصيني التقليدي والفن المعاصر. يقدم المتحف فرصة للزوار للتعرف على تاريخ الفنون في المنطقة من خلال المعروضات الدائمة والمعارض المؤقتة.

ومن الفعاليات الثقافية التي لا يجب تفويتها هو مهرجان القوارب التنين، الذي يُقام سنويًا في هونغ كونغ. يعتبر هذا المهرجان احتفالًا بالتقاليد الصينية ويتميز بالسباقات المثيرة للقوارب المزينة برؤوس تنين، بالإضافة إلى العروض الثقافية والموسيقية التي تعكس التراث الشعبي.

النقل والمواصلات

يعتبر نظام النقل في هونغ كونغ من أكثر الأنظمة كفاءة وتطورًا في العالم. يُعد مترو هونغ كونغ (MTR) الوسيلة الرئيسية للتنقل في المدينة، حيث يربط بين مختلف الأحياء والمعالم السياحية. بالإضافة إلى المترو، يمكن للزوار استخدام ترام هونغ كونغ الشهير الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام، ويعتبر رمزًا من رموز المدينة.

ADVERTISEMENT

للراغبين في تجربة شيء مختلف، يمكنهم ركوب العبّارة عبر مرفأ فيكتوريا، وهي تجربة توفر إطلالات ساحرة على أفق المدينة وتتيح للزوار الاستمتاع برؤية هونغ كونغ من زاوية مختلفة.

الحداثة والتطور في هونغ كونغ

صورة من unsplash

رغم تاريخها العريق، فإن هونغ كونغ مدينة حديثة بكل المقاييس. تتميز بأفق معماري مذهل يزخر بناطحات السحاب التي تشكل رمزًا للتطور والازدهار. يعتبر مركز التجارة الدولية (ICC) من بين أطول المباني في العالم، ويوفر إطلالات بانورامية على المدينة من الطوابق العليا. إلى جانب هذا المعلم، يمكن للزوار الاستمتاع برؤية أفق هونغ كونغ الشهير من مرفأ فيكتوريا، خاصة عند غروب الشمس، حيث تتحول المدينة

إلى لوحة فنية مضاءة بأضواء المدينة.

لا يمكن الحديث عن هونغ كونغ دون الإشارة إلى شارع التسوق الشهير كوزواي باي، الذي يعد جنة لمحبي التسوق. تتجمع في هذا الشارع مراكز تجارية فاخرة تضم أشهر الماركات العالمية، إلى جانب أسواق شعبية تقدم منتجات تقليدية وهدايا تذكارية فريدة.

ADVERTISEMENT

الطعام في هونغ كونغ: تجربة لا تُنسى

صورة من unsplash

يُعد الطعام جزءًا أساسيًا من تجربة السفر في هونغ كونغ. تجمع المدينة بين مطابخ متعددة تعكس تنوعها الثقافي. يعتبر الدم سام واحدًا من أشهر الأطباق التقليدية في هونغ كونغ، وهو عبارة عن وجبة خفيفة تُقدم عادة مع الشاي في جلسات مميزة. يمكن للزوار تذوق الدم سام في أحد المطاعم التقليدية في شارع تيم شاو تسوي، حيث تُقدّم الأطباق في أجواء تعكس الروح التقليدية للمدينة.

من جهة أخرى، تحتضن هونغ كونغ مجموعة من المطاعم التي تحمل نجوم ميشلان، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة طعام راقية. على سبيل المثال، يعتبر مطعم لونج كينج هين واحدًا من أفضل المطاعم التي تقدم الأطباق الكانتونية، وهو حائز على ثلاث نجوم ميشلان.

الطبيعة والمغامرة

صورة من unsplash

بالرغم من أن هونغ كونغ تشتهر بناطحات السحاب وحياة المدينة الصاخبة، إلا أنها تحتضن أيضًا مساحات طبيعية ساحرة تستحق الاستكشاف. تعد جزيرة لانتاو واحدة من أكثر المناطق جذبًا لمحبي الطبيعة والمغامرة. بالإضافة إلى دير بو لين وتمثال بوذا الكبير، يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة في المسارات الجبلية، مثل مسار التنين الخلفي الذي يوفر إطلالات خلابة على الجزيرة والمحيط.

ADVERTISEMENT

إذا كنت تفضل الشواطئ، فإن شاطئ ريبالس باي يعد خيارًا رائعًا للاسترخاء والتمتع بأشعة الشمس. يتميز هذا الشاطئ بالرمال الذهبية الناعمة والمياه الصافية، ويعتبر وجهة مثالية لقضاء يوم ممتع بعيدًا عن صخب المدينة.

النصائح العملية للزوار

عند التخطيط لزيارة هونغ كونغ، هناك بعض النصائح التي قد تساعدك في الاستمتاع بتجربتك إلى أقصى حد:

1.أفضل وقت للزيارة: تعتبر الفترة بين أكتوبر وديسمبر الوقت المثالي لزيارة هونغ كونغ، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة والأمطار قليلة.

2.اللغة: اللغة الرسمية في هونغ كونغ هي الصينية (الكانتونية) والإنجليزية، ومعظم اللوحات الإرشادية في المدينة مكتوبة باللغتين.

3.العملة: العملة المحلية هي الدولار الهونغ كونغي (HKD)، ومن السهل العثور على أماكن الصرافة وأجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء المدينة.

ADVERTISEMENT

4.السلامة: هونغ كونغ تعتبر من أكثر المدن أمانًا في العالم، ولكن يُفضل دائمًا اتباع الاحتياطات العامة عند السفر.

هونغ كونغ ليست مجرد مدينة، بل هي تجربة غنية تجمع بين القديم والجديد، التقليدي والحديث. من المعابد التقليدية والأسواق الشعبية إلى ناطحات السحاب المذهلة والمطاعم الفاخرة، تقدم هونغ كونغ مزيجًا فريدًا من التجارب التي ترضي جميع الأذواق. سواء كنت تبحث عن مغامرة في الطبيعة، أو ترغب في استكشاف تاريخ المدينة وثقافتها، فإن هونغ كونغ هي الوجهة المثالية لأي مسافر يتطلع لاكتشاف عالم جديد ومختلف.

بزيارتك لهونغ كونغ، ستكون على موعد مع تجربة لا تُنسى، حيث يمكنك الغوص في أعماق التراث الصيني الغني والاستمتاع بملامح الحداثة والتطور التي تجعل من هذه المدينة واحدة من أكثر الوجهات إثارة في العالم.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

17/12/2024

ADVERTISEMENT
دور الأمهات في تعليم الأطفال: رؤية شاملة
ADVERTISEMENT

لقد كان دور الأمهات في تعليم أبنائهن حجر الزاوية في التنمية الأسرية والمجتمعية عبر التاريخ. وتشمل هذه المسؤولية الحيوية أكثر من مجرد الدعم الأكاديمي؛ فهو ينطوي على رعاية القيم والأخلاق والمهارات الحياتية التي تشكل شخصية الأطفال ومستقبلهم. وعند التعمق في هذا الدور متعدد الأوجه، يمكن استكشاف الأنواع والأساليب المختلفة لتعليم

ADVERTISEMENT

الأم، وتحديد النهج الأمثل لرعاية أفراد متكاملين، وفهم الأحلام والتطلعات التي يقودها توجيه الأم، والتفكير في السؤال المثير للاهتمام: " هل أجرؤ على أن أكون أكثر سعادة من والدتي؟

1. الدور المحوري للأمهات في تربية الأبناء.

صورة من unsplash

غالباً ما تكون الأمهات أول المربيات لأطفالهن، حيث يضعن حجر الأساس للتعلم قبل وقت طويل من بدء التعليم الرسمي. بدءاً من تدريس مهارات الاتصال والمهارات الحركية الأساسية وحتى غرس القيم الأساسية، توفر الأمهات التجارب التعليمية الأولية والأكثر تأثيراً. يُعدّ هذا التأثير المبكر أمراً بالغ الأهمية لأنه يشكل النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي للطفل. وحتى في مراحل التعليم الرسمي، يبقى دور الأم مؤثراً وفعّالاً، ويتضافر مع أدوار المُعلّم والمدرسة والمجتمع ويكمّلها.

ADVERTISEMENT

تشير الأبحاث إلى أن مشاركة الأم في تعليم طفلها يعزز بشكل كبير الأداء الأكاديمي والمهارات الاجتماعية والرفاهية العاطفية. ومن خلال توفير الدعم والتشجيع المستمرين، تساعد الأمهات الأطفال على تنمية حب التعلم والشعور بالفضول والثقة لاستكشاف العالم من حولهم. ويؤكد هذا الدور المحوري على أهمية تمكين الأمهات بالموارد والمعرفة اللازمة لدعم رحلة أطفالهن التعليمية.

2. أنواع وأساليب مختلفة لتعليم الأمهات.

تستخدم الأمهات أنماط وأساليب تعليمية مختلفة بناءً على خلفياتهن الثقافية والاجتماعية والشخصية. يمكن تصنيف هذه الأنماط على نطاق واسع إلى موثوقة ومتساهلة وغير مُشاركة.

النمط الموثوق: يتميز هذا الأسلوب بالاستجابة العالية والطلبات العالية. تحدد الأمهات الموثوقات توقعات واضحة ويقدمن الدعم اللازم لأطفالهن لتحقيق هذه الأهداف. إنهن يوازنّ بين الانضباط والدفء ويشجعون التواصل المفتوح.

ADVERTISEMENT

النمط متساهل: تتميز الأمهات المتساهلات بالاعتناء والتواصل ولكنهن يضعن القليل من الحدود أو القواعد. إنهن يعطين الأولوية لاستقلالية أطفالهن وغالباً ما يتصرّفن كأصدقاء أكثر من كونهن شخصيات ذات سلطة. وفي حين أن هذا النهج يعزز الإبداع والاستقلال، فإنه قد يفتقر إلى البنية اللازمة للأطفال لتعلم الانضباط والمسؤولية.

النمط غير المشارك: تقدم الأمهات غير المشاركات الحد الأدنى من المشاركة في حياة أطفالهن، ولا يقدمن سوى القليل من التوجيه أو الدعم. يمكن أن ينبع هذا النهج المهمل من عوامل مختلفة، بما في ذلك الضغوط الاجتماعية والاقتصادية أو التحديات الشخصية، وغالباً ما يؤدي إلى شعور الأطفال بالتقليل من قيمتهم وعدم دعمهم.

ولا تُعدّ هذه الأنماط حصرية أو صرفة أو غير قابلة للاجتهاد، وإنما تُمثّل حالات عملية حياتية في التربية أو في غيرها، ولعلّ المُفاضلة بين هذه الأنماط تتعلّق أيضاً بشخصية الطفل واستجابته لها. فالنمط الناجح مع طفل مُعين، قد لا يتناسب مع طفل آخر، حتى في الأسرة نفسها.

ADVERTISEMENT

3. أسلوب تعليم الأم الأمثل.

صورة من unsplash

من الصعب صياغة أسلوب واحد جامع وشامل وعمومي لتعليم الأطفال والناشئة، ومع ذلك، يميل الأسلوب الأمثل لتعليم الأم إلى التوافق مع النهج الرسمي الذي يجمع بين أفضل ما في النمطين – النمط الداعم والنمط المُتطلّب. تحدد الأمهات الموثوقات توقعات واضحة وتوفر الموارد اللازمة والدعم العاطفي لأطفالهن لتلبية هذه التوقعات. يعزّز هذا التوازن الشعور بالأمان والانضباط الذاتي لدى الأطفال، مما يساعدهم على التطور أكاديمياً وشخصياً.

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تربيهم أمهات موثوقات يميلون إلى إظهار أداء أكاديمي أعلى، ومهارات اجتماعية أفضل، واستقرار عاطفي أكبر. يشجع هذا الأسلوب الأطفال على أن يصبحوا مفكرين مستقلين بينما يشعرون بالدعم في مساعيهم، مما يحقق توازناً مثالياً يعزّز الطور الشامل.

ADVERTISEMENT

ولعلّ ما يُجمع عليه الكثير من المُربّين يتمثّل في تنمية الحافز الذاتي وسلوك الانضباط والتصميم على تحقيق التطلعات بالعمل والمُثابرة.

5.الأحلام التي نطورها تربية الأم.

صورة من unsplash

إن الأحلام والتطلعات التي يغذّيها تعليم الأمهات عميقة وبعيدة المدى. تغرس الأمهات الشعور بالطموح والمرونة والأمل في نفوس أطفالهن، وتوجههم إلى التصور والسعي من أجل مستقبل أفضل. سواء كان الأمر يتعلق بتشجيع التفوق الأكاديمي، أو المساعي الفنية، أو الإنجازات الرياضية، وغالباً ما تعكس الأحلام التي ترعاها الأمهات قيمهن وتطلعاتهن الخاصة.

ومن خلال نمذجة السلوكيات والمواقف الإيجابية، تساعد الأمهات الأطفال على تطوير رؤية لحياتهم الخاصة. إنهم يعلمون أهمية المثابرة، وقيمة العمل الجاد، ومتعة متابعة عواطف الفرد. هذه الأحلام، المتجذرة في توجيهات الأم، تدفع الأطفال إلى تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة بشكل هادف في المجتمع.

ADVERTISEMENT

6. هل أجرؤ على أن أكون أكثر سعادة من والدتي؟

بالتفكير في السؤال: "هل أجرؤ على أن أكون أكثر سعادة من والدتي؟" يسلّط الضوء على تطلعات الأجيال والتضحيات الكامنة في أدوار الأم. تحلم العديد من الأمهات بتوفير حياة أفضل لأطفالهن، وغالباً ما يكون ذلك على حساب سعادتهن ورفاهيتهن. يثير هذا التفاني غير الأناني سؤالاً مهماً حول إرث السعادة والوفاء الذي ينتقل من الأم إلى الطفل.

إن الجرأة على أن تكون أكثر سعادة من أمك لا تعتبر خيانة لتضحياتها، بل هي تحقيق لأعمق رغباتها. وهذا يعني اغتنام الفرص التي عملت بجد لتوفيرها ومتابعة حياة تكرّم جهودها من خلال الفرح والنجاح. إنها شهادة على التقدم والإمكانات التي يمكن أن يطلقها تعليم الأمهات، مما يسلط الضوء على الطبيعة المتطورة للسعادة عبر الأجيال.

صورة من unsplash

إن دور الأمهات في تعليم الأطفال هو مسؤولية عميقة ومعقدة تشكل نسيج المجتمع ذاته. من خلال الأساليب التعليمية المتنوعة ورعاية الأحلام، تترك الأمهات بصمة لا تمحى في حياة أطفالهن. إن السعي إلى أن نكون أكثر سعادة من أمهاتنا ليس مجرد تقدير لتضحياتهن، بل هو أيضًا استمرار لإرثهن، مما يضمن أن كل جيل يبني على نقاط القوة والحكمة التي يتمتع بها الجيل السابق. وعند التفكير في تأثير تعليم الأمهات، يمكن إدراك دوره المحوري في تعزيز مستقبل أكثر إشراقاً وإزدهاراً للجميع.

جمال المصري

جمال المصري

·

11/09/2024

ADVERTISEMENT
كيف أعلم طفلي إدارة الوقت؟
ADVERTISEMENT

إدارة الوقت مهارة تحتاج الكثير من المقومات لإتقانها والحقيقة أن الكثير من البالغين لا يتقنون مهارة إدارة الوقت ويتسبب ذلك في العديد من المشاكل الحياتية والعملية لهم ولمن حولهم. تكمن المشكلة في أن الكثير من الآباء لا يلتفتون لأهمية تعليم أطفالهم إدارة الوقت ويظنون أنه شيء يتعلمه الطفل عندما يكبر

ADVERTISEMENT

دون مساعدة. هل تظن أن زيادة المسؤوليات سيجبر الطفل على إدارة الوقت؟ نعم في بعض الحالات ينجح بعض الأطفال في تنظيم الوقت في سن الثانوي أو مع منتصف مرحلة المراهقة ولكنهم يعانون بشدة في تحقيق ذلك وللأسف يفشل الكثير منهم في تنظيم وقتهم بشكل جيد واستغلال الوقت بالشكل الأنسب.

إن كنت مدركا لأهمية تعليم طفلك إدارة وقته ولكنك تتسأل متى أبدأ ؟ أو كيف أحقق ذلك؟ أو ما المهارات الأخرى التي أحتاج أن أنميها في طفلي لأنجح في ذلك؟ فإن سطور هذا المقال هامة لك، تابعها ونتمنى أن تساعدك.

ADVERTISEMENT

الخطوات الأولى لتعليم الطفل مفهوم الوقت تبدأ في سن 3 و 4 سنوات، تابع المراحل التالية لتعرف ماذا يحتاج الطفل في كل مرحلة لتطوير تلك المهارة الهامة ولاحظ المهارات الأخرى التي سيحتاجها ليصل لفهم أفضل وأعمق لمهارة إدارة الوقت.

قمنا في هذا المقال بمناقشة 3 مراحل مختلفة ستساعدك على تنمية مهارة إدارة الوقت لدى طفلك. إذا ما نجحت في تلك المراحل ستجد أن طفلك لا يحتاج للكثير من مساعدتك في إدارة وقته بداية من عمر المراهقة.

طفل 3 : 4 سنوات " مرحلة ما قبل الحضانة":

الصورة عبر Marisa Howenstine على unsplash

طفلك يتعلم في تلك المرحلة عن طريق أشياء ملموسة: الوقت بالنسبة لطفل ما قبل الحضانة شيء غير مفهوم لذا؛ تحتاج لعنصر ملموس يستطيع الطفل فهمه. من أفضل الأمثلة تعليم الطفل عن فصول السنة، أستخدم الصور لتعليم طفلك عن فصول السنة وكيف لكل فصل زي مختلف وطبيعة مختلفة "مثل أمطار الشتاء أو جفاف الورق في الخريف أو الذهاب للشاطئ في الصيف" علم طفلك أنه لا يمكن لنشاط أن يحل في غير وقته "مثلا لا يمكننا الذهاب للشاطئ في الشتاء وكيف يمكن أن نصاب بالبرد إذا فعلنا ذلك" يساعد ذلك الطفل على استيعاب عنصر الوقت بشكل جيد مناسب لمرحلته العمرية. علم طفلك الانتظار وتحضير جدول للأنشطة، إدارة الوقت ببساطه هي الانتظار لإشباع حاجات في الوقت المناسب لها. مثلا حدد موعد لنزهة طلبها طفلك قبلها ب 3 أيام وأكتبها على التقويم وفي جدول أسبوعي للأنشطة اليومية وتابع مع طفلك كمْ يوما متبقيا على النزهة يوميا. لقد ساعدت طفلك على فهم مفهوم الانتظار ووضع جدول للمهام والأنشطة وكيف أن لكل شيء وقته.

ADVERTISEMENT

طفل 5: 8 سنوات "مرحلة بداية التعليم الأساسي":

الصورة عبر geralt على pixabay

يتعلم طفلك القراءة ومعرفة الوقت في تلك المرحلة الأساسية وهما مهارتان أساسيتان تساعدانه على الالتزام بالجدول المعد من قبل معلمين ومن قبلك أيضا. لكن ما المهارات التي يحتاجها للنجاح في تلك المرحلة؟

التنظيم: يأتي التنظيم دائما قبل إدارة الوقت. أهتم بتعليم طفلك تنظيم أشيائه بعناية، قم بمساعدته في البداية حتى يتقن عمل ذلك بمفرده. من المستحيل أن يستعد طفلك للذهاب للمدرسة أو حتى الخروج مع الأسرة في الوقت المناسب إلا إذا كانت أشياؤه مرتبه. تعليم الطفل النظام في تلك المرحلة أمر صعب ولكنه أساسي، قم بالتحفيز الإيجابي لطفلك لتشجيعه على النظام. مثلا قل لطفلك إن هناك مفاجأة تنتظره كل صباح إذا قام بترتيب حجرته أو حقيبته المدرسية. أترك للطفل كلمة لطيفة مع حلوى ليجدها عندما يستيقظ. قم بتغيير الكلمات ونوع الحلوي، الترقب يثير فضول الطفل ويشجعه على التنظيم.

ADVERTISEMENT

ضبط الوقت: الآن وقد علمت طفلك مهارة التنظيم تحتاج لتعليمه ضبط الوقت حيث يصعب على الأطفال التحكم في الوقت بشكل ملائم في البداية. أستخدم شيئا ملموسا لضبط الوقت مثل الساعة الرملية أو الساعة التوقيتية "Stopwatch" وعندما يكبر قليلا مثل عمر 7 أو 8 سنوات يمكنك ضبط المنبه. ستقوم بإيكال مهمة له وتحديد وقت ملائم للانتهاء منها شجعه على متابعة الوقت. قل لطفلك كلمات مشجعة إذا أنتهي في الوقت المحدد وكافئ الطفل على المهام التي أتمها قبل الوقت المعد مسبقا.

العواقب: شرحنا من قبل أهمية التحفيز السلبي إلى جوار التحفيز الإيجابي لتعليم الطفل كيفية التصرف بطريقة ملاءمة. مجرد وعد الطفل بالهدايا إذا ما ألتزم بالوقت المتفق عليه ربما لا يكفي بعض الأطفال سيضحون بالهدايا للشعور بالحرية وكسر القواعد. التحفيز الإيجابي والسلبي يساعدان الطفل على رؤية الصورة كاملة، ليس فقط ما يمكن أن أكسبه لكن أيضا ما يمكن أن أخسره. على سبيل المثال، حددت لطفلك وقتا للانتهاء من واجبه المدرسي ووعدته بمفاجأة إذا أنتهي في الوقت المناسب. الآن أشرح له أنه إن لم يتمكن من إنهاء واجبه فإنه لن يستطيع مشاهدة فيلمه المفضل مثل كل ليلة وإن أنهي واجبه في وقت متأخر فإنه سيشاهد جزءا بسيطا فقط من فيلمه. هنا يدرك الطفل أن إهدار الوقت المعطي له سيتسبب في عواقب غير محببة.

ADVERTISEMENT

طفل 9:11 سنة:

الصورة عبر Markus Spiske على unsplash

الآن زادت مسؤوليات طفلك وأصبح لديه الكثير من المهام المدرسية مع نفس الوقت المتاح سابقا تقريبا. إذا ما هي المهارات التي يحتاجها لينجح في إدارة وقته وبتدخل بسيط جدا من جانبك؟

مهارة ترتيب الأولويات: تعليم طفلك مهارة ترتيب الأولويات أمر هام جدا في هذه المرحلة. ساعده على ترتيب أولوياته بحيث يمكنه فهم ما يجب الانتهاء منه أولا وما يمكن عمله لاحقا. مثلا موعد تسليم مشروع غدا وموعد تسليم واجب مدرسي بعد الغد. يمكن للواجب المدرسي أن ينتظر. حل مسائل حسابية معقدة أم تنفيذ المشروع المدرسي أولا؟ تحتاج المسائل الحسابية تركيزا بدرجة أكبر إذا يفضل الانتهاء منها أولا ثم العمل على المشروع المدرسي لاحقا.

ساعد طفلك على التفريق بين ما يجب فعله وما يحب أن يفعله، تأتي المسؤوليات أولا ويليها الأمور التي أحب فعلها حتى في المهام نفسها. تذكر المثل السابق ربما يترك الطفل المشروع ويعمل على الواجب الذي يجب تسليمه بعد الغد فقط لأنها مادته المفضلة. أو يذهب الطفل لممارسة التمرين الرياضي دون إنهاء واجباته وبالطبع يعود منهكا ويفشل في إيجاد الطاقة لإنهاء الواجب المدرسي.

ADVERTISEMENT

مهارة تقدير الوقت: أسأل طفلك ما هي خطته لليوم وكمْ من الوقت يظن أن هذه المهام تحتاج. يفضل أن تساعد طفلك على وضع قائمة تضم 3 أعمدة، ما يحتاج أن ينجزه  وكمْ يحتاج من وقت لذلك وما استطاع إنجازه بالفعل "مع ذكر المدة الحقيقية" ورأيه بالنهاية. سيساعد ذلك الطفل في تعديل توقعاته والاستفادة من الخبرات السابقة. لا تصحح للطفل في البداية تقديراته أتركه ليتعلم بالممارسة وناقش معه بهدوء قراره إذا ما وجدت أنه يكرر نفس الخطأ "حبيبي لقد فكرت من قبل أن نصف ساعة ستكفيك ولكنها لم تكف ما رأيك في أن تضع وقتا أطول لتلك المهمة؟".

التخطيط طويل المدى: في هذه المرحلة العمرية لا يتوقف الأمر على المهام اليومية فقط. مثلا يطلب من طفلك قراءة قصة مكونة من 30 صفحة ووضع تقرير عن رأيه بالقصة أو الإجابة عن أسئلة القصة. تقدير الوقت للمهام الطويلة أمر صعب جدا على الطفل وبالتالي، الحل الوحيد هو مساعدة الطفل على تقسيم المهمة الطويلة لمهام صغيرة. مثلا حدد عدد الأيام وساعد الطفل على تقسيم عدد صفحات القصة على الأيام وترك يومين أو ثلاثة في النهاية لكتابة التقرير أو إجابة الأسئلة.

ADVERTISEMENT

ملاحظات هامة لا يحب أن تفوتك

الصورة عبر Unseen Studio على unsplash

- الكرة في ملعبك، لا يمكنك تعليم طفلك تنظيم الوقت إذ كنت أنت ذاتك غير منظم. يراقب الطفل والديه وكيف يتصرفون في المواقف المختلفة ويميل لتقليدهم. تأكد من أن طفلك يلاحظ كيف تنظم وقتك وكيف تؤخر رغباتك الحالية للانتهاء من مسؤولياتك أولا.

يجب تنظيم ساعات تناول الوجبات وساعات النوم للطفل. يساعد ذلك الطفل على استيعاب ضرورة الالتزام بالوقت.

وضع جدول لمهام الطفل فقط أمرا غير محبب. يجب أن يجد الطفل أيضا أن هناك أوقات لإشباع حاجاته. يجب أن يحتوي جدول الطفل على المهام المدرسية وتنظيم حجرته مع مشاهدة فيلمه المفضل والخروج والأنشطة الأخرى التي يحبها الطفل سواء كانت أنشطة رياضية أو فنية أو ترفيهية.

ضع وقت فراغ بين سطور جدول الطفل. وقت الفراغ هو عامل من عوامل إبداع الطفل فهو حافز لبحثه عن نشاط يملأ به الوقت. وقت الفراغ أيضا ينمي لدى الطفل مهارة حل المشكلات. لا يحب الأطفال الوقت الفارغ فهو بالتأكيد سيبحث عن طريقة لملؤوه. أخيرا وقت الفراغ يساعد الطفل على الشعور بالحرية فيمكنه أن يختار ما يفضل لذلك الوقت حتى وإن كان النوم والراحة.

نهى موسى

نهى موسى

·

04/03/2025

ADVERTISEMENT