تقع سانتا كروز دي لا سييرا في أقصى شرق بوليفيا، وتتسارع وتيرتها السكانية والاقتصادية حتى صارت من أسرع المدن نمواً في القارة. فيها يجتمع شارع زجاجي مع غابة مطيرة، ومركز تسوق ضخم يقف بجانب سوق ترابي. كل زائر يشعر بأنه دخل بوليفيا الحقيقية، لا نسخة معدلة للسياح.
ساحة 24 سبتمبر هي النبض. حولها مقاهي مفتوحة، كنائس قديمة، وبيتون أبيض يعود إلى أيام الإسبان. من هنا تبدأ المشي في الحي القديم دون حاجة لخريطة. المدينة تتمدد، لكن أشجار إل آرينال وحديقة الحيوانات تبقى كما هي، تحفظ للسكان نسمة هواء وصوت عصافير.
قراءة مقترحة
على بعد ساعة تقريباً تقع حديقة أمبورو الوطنية. داخلها غابة كثيفة، ماء يسقط من صخور، وقرود تقترب دون خوف. من يريد المشي يأخذ دليلاً ويبدأ. أما جبال سايبايا وفاليسيتو فهي عبارة عن صخور مرتفعة تطل على سهول خضراء؛ تسلقها يتطلب حذاء جيداً ويعطي صورة بانورامية لا تنسى.
في لوس بوسكي تباع سمكاسو مقلي على الفحم، ويُعرض خزف يدوي على بسطات خشب. مع مطلع فبراير تغلق الشوارع الرئيسية، يملأها زئير طبول وثياب مطرزة. الرقصة تسمى «كابوراليس»، والموسيقى تخرج من أبواب البيوت، لا من مكبرات صناعية.
برج تور كافور يشبه عموداً من الزجاج والصلب، ويقابله فينتورا مول بمحلاته المكيفة. في إيكويبوز وسان إيسيدرو ترتفع بيوت من الطوب الأحمر مع شرفات حديد، تصميمها عصري لكن جدرانها تحمل طين المنطقة نفسه.
سانتا كروز هي البوابة. منها تغادر نحو بعثات يسوعية قديمة في تشيكيتوس، أو تتجه جنوباً إلى بحيرات ملح جافة تتلألأ تحت الشمس، ثم إلى صحراء لاجونا فيردي حيث الماء أخضر والفلامنكو واقف على ساق واحدة. أفضل وقت للزيارة يبدأ من مايو وينتهي في أكتوبر، حين الطرق جافة والحافلات تسير دون عائق. الإقامة تتراوح بين سرير في بيت شباب بعشرين دولاراً وغرفة في فندق خمسة نجوم.
سانتا كروز تمنحك وجهاً آخر لبوليفيا: مدينة تستيقظ على صياح الديكة وتنام مع أنغام السالسا، تفتح لك الباب إلى الغابة والصحراء والتاريخ في آنٍ واحد.
