في جنوب المكسيك، وبين الجبال الخضراء والوديان الغنية، تقع ولاية أواكساكا التي تعد واحدة من أغنى المناطق ثقافيًا وتاريخيًا في البلاد. هذه الوجهة ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي فسيفساء من الحضارات القديمة، النكهات الفريدة، والاحتفالات الشعبية التي تعكس الروح المكسيكية الأصيلة.
من القرى الجبلية التقليدية إلى الأسواق الملونة والمعابد ما قبل الكولومبية، تجذب أواكساكا كل من يهوى السياحة الثقافية والمغامرة الذوقية.
عرض النقاط الرئيسية
تُعد مدينة أواكساكا دي خواريز، عاصمة الولاية، نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف جمال المنطقة. شوارعها المرصوفة بالحجارة والمباني الاستعمارية الملونة تمنح الزائر إحساسًا بأنه عاد بالزمن إلى قرون مضت. تجوّل في ساحة زوكالو المركزية، حيث يتجمع الفنانون والباعة المتجولون والموسيقيون، واحتسِ قهوتك المحلية بينما تستمتع بمشهد الحياة المكسيكية اليومية.
قراءة مقترحة
من أبرز معالم أواكساكا هنا:
لا تكتمل أي رحلة إلى أواكساكا من دون زيارة المواقع الأثرية التي تعكس عراقة حضاراتها القديمة. من أهمها:
على قمة جبل مطل على الوادي، تقع مدينة مونتي ألبان الأثرية، التي كانت مركزًا لحضارة الزابوتيك. يمكن التجول بين الأهرامات والمباني الطقسية، وتأمل النقوش المنحوتة التي تحكي قصصًا عمرها آلاف السنين. المكان يوفر مشهدًا بانوراميًا أخّاذًا للمدينة والجبال المحيطة.
بخلاف مونتي ألبان التي كانت مركزًا سياسيًا، فإن ميتلا كانت مركزًا دينيًا لحضارة الميكسيتك. ما يميز هذا الموقع هو التصاميم الهندسية الدقيقة والمنحوتات الحجرية التي تزين الجدران، والتي لا مثيل لها في كل المكسيك.
عندما يتعلق الأمر بالطعام، فإن أواكساكا تستحق بجدارة لقب "عاصمة المطبخ المكسيكي". هنا، لا يُعد الطعام مجرد وسيلة للشبع، بل هو تعبير عن الهوية والثقافة والروح الجماعية.
يُعتبر المولي الأواكساكي أحد أكثر الأطباق شهرة في المكسيك، ويتكون من مزيج معقد من التوابل والشوكولاتة والفلفل والبهارات، ويُطهى لساعات ليكتسب قوامه الكثيف وطعمه الغني. هناك عدة أنواع من المولي، وأشهرها: المولي نيغرو (الأسود)، والمولي كولورادو، والمولي روخو.
تصنع من عجينة الذرة وتحشى باللحم أو الخضروات أو الفلفل، وتُلف بأوراق الموز أو الذرة وتُطهى على البخار. تختلف النكهات حسب المنطقة، لكن تاماليس أواكساكا يتميز بتوابله الحادة ومذاقه العميق.
للباحثين عن المغامرة الذوقية، لا بد من تذوق الجراد المقلي المنكه بالليمون والفلفل الحار. يُباع في الأسواق والمطاعم كوجبة خفيفة أو كمقبلات. قد يبدو غريبًا للبعض، لكنه جزء أصيل من ثقافة الطهي الأواكساكية.
زيارة الأسواق المحلية تُعد تجربة لا غنى عنها. من أشهرها:
أواكساكا هي موطن لعدد من أشهر المهرجانات في المكسيك، وتعد هذه الاحتفالات انعكاسًا حيًا لتعددها الثقافي:
يُقام في شهر يوليو، ويجمع القبائل والمجتمعات المحلية لتقديم عروض رقص وموسيقى وأزياء تقليدية تمثل ثقافات متنوعة. إنه احتفال بالتنوع والوحدة في آنٍ واحد.
في أواخر أكتوبر وبداية نوفمبر، تتحول أواكساكا إلى مدينة تعج بالزهور والشموع والعروض الرمزية، تكريمًا لأرواح الأحبة الراحلين. تملأ الأرصفة بأكشاك الزينة والطعام، ويزور الناس المقابر حاملين الهدايا والأغاني.
إلى جانب التراث والثقافة، تقدم أواكساكا خيارات متنوعة لعشاق الطبيعة والمغامرة:
عبارة عن تشكيلات صخرية تبدو كأنها شلالات متجمدة، نتيجة ترسبات المعادن من المياه الجوفية. يمكن السباحة في الأحواض الطبيعية والاستمتاع بمشهد مذهل للجبال.
إذا كنت من محبي الشواطئ، فإن بلدة بويرتو إسكونديدو على الساحل الأواكساكي هي المكان المناسب. مياهها الصافية وأمواجها العالية تجعلها مقصدًا لعشاق ركوب الأمواج.
أواكساكا مشهورة بصناعاتها التقليدية التي ما تزال حية بفضل المجتمعات المحلية:
تمثل أواكساكا أكثر من مجرد وجهة سياحية؛ إنها لقاء حي بين الإنسان وتاريخه، بين النكهة والهوية، وبين الفن والطبيعة. سواء كنت مغامرًا يسعى لاكتشاف الحضارات القديمة، أو ذواقًا يتتبع الأطباق الأصيلة، أو مسافرًا يبحث عن الدفء الثقافي، فإن أواكساكا ترحب بك بكل حواسها.
تجربة السياحة في أواكساكا ليست تقليدية، بل هي مزيج غني من الحكايات التي تُروى في الأسواق، والرقصات التي تُقدم في المهرجانات، والأطباق التي تُطهى بحب عبر أجيال. في كل زاوية من هذه الأرض، هناك كنز تراثي أو نكهة مكسيكية أصيلة تنتظر من يكتشفها.