button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

احتفالات عيد الفطر في العراق

ADVERTISEMENT

عيد الفطر هو أحد العيدين الإسلاميين الرئيسيين اللذين يحتفل بهما المسلمون في جميع أنحاء العالم بمناسبة نهاية شهر رمضان المبارك، شهر الصيام. إنه وقت الفرح والامتنان والاحتفال الجماعي، يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم بالصلاة والولائم والصدقات. من التقاليد مثلاً ارتداء ملابس جديدة، وفي الطريق إلى المسجد، تناول شيء حلو مثل التمر، وتلاوة دعاء صغير يسمى التكبير.

من العناصر الرئيسية الأخرى لاحتفالات العيد التصدق على الفقراء، وتبادل التبريكات والتهاني بالعيد، والولائم مع العائلات. وعلى الرغم من أن العديد من تقاليد العيد مشتركة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، إلا أن العراق لديه عناصر ثقافية وتاريخية فريدة تجعل احتفالاته مميزة. في هذه المقالة نستكشف احتفالات العراقيين المميزة بهذا العيد.

1. الأطعمة والحلويات العراقية التقليدية:

يقوم العراقيون بإعداد أطباق وحلويات خاصة للعيد، وبعضها فريد من نوعه في المنطقة:

- الكليجة (كليجة): كعكة العيد العراقية الأكثر شهرة في العراق، وهي مصنوعة من التمر أو الجوز أو جوز الهند، بنكهة الهيل وماء الورد. وغالباً ما يكون لكل عائلة وصفة خاصة بها.

- البقلاوة وزنود الست: في حين أن البقلاوة شائعة في العديد من بلدان الشرق الأوسط، يستمتع العراقيون أيضًا بزنود الست، وهي معجنات مقرمشة محشوة بالكريمة.

ADVERTISEMENT

- الدولمة والباتشا: تعد الأطباق اللذيذة مثل ورق العنب المحشو (الدولمة) والباتشا (حساء رأس الخروف والكوارع) من وجبات العيد التقليدية في العراق.

From wikimedia الكليجة العراقية

2. عادات العيد الفريدة والتقاليد الاجتماعية:

- العيدية بالذهب أو المبالغ الكبيرة: في حين أن تقديم العيدية (هدايا نقدية للأطفال) أمر شائع في العديد من البلدان الإسلامية، إلا أن العائلات العراقية تقدم أحياناً عملات ذهبية أو مبالغ أكبر كدليل على الكرم.

- زيارة المقابر: يقوم العديد من العراقيين بزيارة قبور أحبائهم في العيد، خاصة في مدن مثل النجف وكربلاء، حيث تحظى المقابر الكبيرة بأهمية دينية.

- الاحتفالات العشائرية: في المناطق الريفية، يستضيف زعماء العشائر في المناطق الريفية تجمعات كبيرة مع الموسيقى التقليدية والشعر والولائم الجماعية.

3. الاحتفالات الدينية والثقافية:

- صلوات خاصة في العتبات المقدسة: وتشهد مدن مثل النجف (موطن مرقد الإمام علي) وكربلاء (مرقد الإمام الحسين) تجمعات ضخمة لصلاة العيد، تليها المواكب والإنشاد الديني.

- مهرجانات الشوارع وليالي الحناء: في بغداد وجنوب العراق، تشمل الاحتفالات العامة في بغداد وجنوب العراق رقصات شعبية مثل الهوسة (رقصة جماعية تقليدية) وليالي الحناء للنساء قبل العيد.

ADVERTISEMENT
From wikimedia المئذنة الملوية في سامراء في عيد الفطر

4. ألعاب وأنشطة العيد العراقية المنسية:

تتلاشى بعض التقاليد القديمة ولكنها لا تزال في الذاكرة:

- الحبة: هي لعبة يقوم فيها الأطفال برمي البذور أو العملات المعدنية، على غرار الرخام.

- عروض العرائس في العيد (الأراجوز): هي مسرحيات خيال الظل التي كانت شائعة في بغداد في السابق، وقد أصبحت نادرة الآن ولكنها كانت جزءًا كبيرًا من ترفيه العيد.

From wikimedia العيد هو للأطفال في المقام الأول. في الصورة أطفال يتنقلون من بيت إلى بيت للحصول على الحلوى

- المؤدون في الشوارع ورواة القصص: قبل التلفزيون، كان الحكواتيون (رواة القصص) يروون الحكايات الملحمية في الأسواق خلال العيد.

5. أغاني العيد العراقية والموسيقى الشعبية:

تلعب الموسيقى دورًا كبيرًا في احتفالات العيد في العراق، حيث تختلف الأغاني التراثية عن تلك الموجودة في الدول العربية الأخرى؛ فعلى عكس الأناشيد الدينية الأكثر شعبية في دول الخليج، فإن موسيقى العيد العراقية لها تأثير شعبي قوي، حيث تمزج إيقاعات بلاد ما بين النهرين مع الألحان العربية.:

- ”مبروك علينا العيد“  أغنية شعبية مبهجة احتفالاً بقدوم العيد، وغالباً ما يغنيها الأطفال والعائلات.

ADVERTISEMENT

- ”يا محلى الفرح“- لحن عراقي مفعم بالحيوية يعزف أثناء التجمعات، وأحيانًا ما يكون مصحوبًا بالدف.

- موسيقى التشوبي - في المناطق الكردية في العراق، تقدم فرق التشوبي (التي تضم طبلة الدف ومزمار الزرنة) عروضها في حفلات الزفاف واحتفالات العيد.

6. ما بعد الحرب والتكيفات الحديثة:

- الأعمال الخيرية للأيتام والأرامل: نظرًا لعقود من الصراع، تعطي العديد من العائلات العراقية الأولوية لمساعدة الفئات الأقل حظًا خلال العيد، من خلال حملات خيرية واسعة النطاق.

- الألعاب النارية والمناسبات العامة: في السنوات الأخيرة، نظمت مدن مثل بغداد وأربيل ألعاباً نارية وملاهي وحفلات موسيقية عامة للاحتفال بهذه المناسبة.

7. الاختلافات الإقليمية داخل العراق:

يمكن أن تختلف عادات العيد بين المدن بسبب التنوع الثقافي والديني والعرقي:

أ) بغداد ووسط العراق

- طقوس القهوة: يجتمع كبار السن في المضائف (وهي بيوت القصب التقليدية) أو المقاهي، ويشربون القهوة العربية المتبلة أثناء تبادل القصص.

- الاحتفالات النهرية: تتنزه العائلات على ضفاف نهر دجلة، وتتناول المسكوف (سمك الشبوط المشوي)، وهو الطبق الوطني العراقي.

ب) جنوب العراق (البصرة والنجف وكربلاء):

ADVERTISEMENT

- المواكب الدينية: يزور الحجاج الأضرحة، مع أناشيد خاصة ممزوجة بفرح العيد.

- تقاليد الأهوار: يحتفل عرب الأهوار بسباقات القوارب والأغاني الشعبية في الأراضي الرطبة.

ج) إقليم كردستان (أربيل والسليمانية):

- احتفالات تشبه احتفالات عيد النوروز: يمزج الأكراد بين العيد والرقص (غوفند) والولائم الكبيرة في الهواء الطلق.

- حلويات خاصة: بدلاً من الكليجة، يصنع بعض الأكراد الكلاج، وهي معجنات محشوة.

الخاتمة:

يتميز العيد في العراق بتراثه الغني في الطهي، وتقاليده الدينية العميقة، وتركيزه القوي على الروابط العائلية والقبلية. إن المزج بين عادات بلاد ما بين النهرين القديمة والعادات القبلية الإسلامية والعربية يجعل احتفالات العيد العراقية نابضة بالحياة بشكل فريد.

المزيد من المقالات