أشياء لم تكن تعرفها عن الجمل العربي
ADVERTISEMENT

في إطار جهود وزارة الثقافة السعودية لتعزيز الموروث الثقافي، أعلنت عام 2024 "عام الإبل". وبيّن الوزير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود أن الإبل رمز وطني يعكس الهوية الثقافية للمملكة، إلى جانب دورها التنموي والاقتصادي. تحتل الإبل مكانة بارزة في الثقافة العربية؛ فقد كانت وسيلة النقل الرئيسة لسكان

ADVERTISEMENT

شبه الجزيرة العربية، ولها رمزية دينية لورودها في القرآن الكريم.

تُعرف الإبل العربية، أو الجمل العربي، بسنامها الواحد وقدرتها العالية على تحمّل الجفاف. تخزن الدهون في سنامها، والتي تتحلل لاحقًا لتوفير الطاقة والماء. تبقى الإبل أسابيع بلا طعام أو شراب. تنظم حرارة جسمها دون تعرق، فتقطع مسافات طويلة في الصحراء، مما منحها لقب "سفينة الصحراء".

من السمات المميزة للجمل العربي امتلاكه ثلاث جفون ومجموعتين من الرموش لحماية عينيه من العواصف الرملية، بالإضافة إلى قدرته على إغلاق أنفه أثناء العواصف. دُجّنت الإبل منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد، ولعبت دوراً رئيسياً في حياة البدو، إذ تحمل نحو 400 كغ وتسير يومياً مسافات طويلة.

تعكس اللغة العربية مكانة الإبل، إذ تضم أكثر من 100 مصطلح لوصفها يختلف باختلاف الخصائص، والجنس، والسلوك. تُستخدم الإبل في سباقات رياضية شهيرة في السعودية، وتُربى خصيصاً لهذا الغرض، وتبلغ سرعتها 64 كيلومتراً في الساعة.

تشكل الإبل رمزاً ثقافياً عميقاً للمملكة، يظهر في الأمثال والشعر العربي. تغنّى بها الشاعر طرفة بن العبد في وصف دابته التي تنقله عبر الصحراء. تُعد الإبل مصدراً غذائياً، يُستفاد من حليبها الغني، ولحمها، وجلدها. من الأطباق السعودية المشهورة "كبسة الحاشي". وتقيّم جمال الإبل في مهرجانات خاصة مثل مهرجان الملك عبد العزيز للإبل بحسب صفات بدنية محددة مثل طول الرقبة وسعة الصدر.

لورين كامبل

لورين كامبل

·

13/10/2025

استكشاف جمال تاغيت: لؤلؤة الصحراء الجزائرية
ADVERTISEMENT

في أقصى جنوب غرب الجزائر، داخل ولاية بشار، تستقر واحة تاغيت التي يُطلق عليها لؤلؤة الصحراء الجزائرية. تبعد نحو ألف كيلومتر عن العاصمة، وتُعتبر وجهة مفضلة لمن يحبون الترحال والثقافة الصحراوية. تجمع بين جبال عالية، كثبان رملية تتحرك باستمرار وبساتين النخيل، فتمنح مشاهد طبيعية تأسر هواة المغامرة والتصوير.

منذ آلاف

ADVERTISEMENT

السنين، كانت تاغيت نقطة استراحة أساسية لقوافل التجار. رسومات وحروف محفورة في صخور الجبال تروي قصة شعوب قديمة، تُظهر صيد الحيوانات ورعي الماشية. تُرى تلك الرسومات كمخزون أثري يكشف قدم الحضارة في هذه البقعة الصحراوية.

الحياة الثقافية في تاغيت نابضة، متأصلة في عادات السكان. يشعر الزائر بالترحاب وطيبة الناس الذين يعود نسبهم إلى أصول أمازيغية وعربية. يشارك الزائرون في أسواق محلية تعرض بضائع يدوية: سجاد منسوج باليد، ثياب مطرزة ومصنوعات جلدية. موسيقى المداحات التقليدية تملأ أجواء البلدة طوال اليوم.

البيئة الطبيعية تزخر بنباتات صحراوية وأشجار نخيل، وتُستخدم كمحطة راحة لطيور مهاجرة أثناء رحلتها السنوية. تنظم رحلات سفاري للتجول بين الكثبان، وركوب الجمال أو التزلج على الرمال. عند الغروب، تتحول الرمال إلى مساحات ذهبية لامعة.

تاغيت ليست موقع مغامرات فقط، بل ملاذ للاسترخاء أيضًا. تقدم فنادق بنيت على الطراز القديم، وجلسات علاج بالرمال الدافئة المشهورة بفوائدها. الهدوء يجعل منها مكانًا مناسبًا لإعادة الاتصال بالنفس والاستمتاع بصمت الصحراء.

ليلًا، تُصبح تاغيت ساحة مفتوحة لرصد النجوم. السماء الصافية تتيح رؤية أوضح للكوكبات، فتخلق مشهدًا ساحرًا لا يُنسى يعكس جمال وهدوء الصحراء.

هانا غريفيثز

هانا غريفيثز

·

14/10/2025

الاندفاع الجنوني إلى برج إيفل: تعال واستمتع بتجربة غامرة وفريدة من نوعها
ADVERTISEMENT

برج إيفل، أيقونة باريس وواحد من أبرز المعالم السياحية في العالم، يرتفع 330 متراً شامخاً منذ افتتاحه عام 1889. ومع أن النقاد في البداية وصفوه بـ "المسخ الحديدي"، تحوّل مع الزمن إلى رمز عالمي يستقبل أكثر من 7 ملايين زائر سنوياً.

في القرن الحادي والعشرين، لم تعد زيارة برج إيفل

ADVERTISEMENT

تقتصر على تأمل منظره فقط، بل أصبحت تجربة غامرة تدمج بين التكنولوجيا والتاريخ والثقافة. السياحة في برج إيفل تطوّرت من مجرد زيارة إلى غوص حقيقي في روح باريس.

تبدأ التجربة بمجرد الاقتراب من البرج، حيث تعزف الفرق الموسيقية وتدب الحياة في المقاهي وحديقة شامب دو مارس المجاورة. "الاندفاع المجنون" للشعور باللحظة يجذب الزوار من كل أنحاء العالم. من لحظات رومانسية كالخطوبة على القمة، إلى الفعاليات المؤقتة والعروض الضوئية التي تتحول بالبرج إلى مسرح حي للفن والمشاعر، كل زيارة تختلف عن الأخرى.

اليوم، يقدم برج إيفل مجموعة تجارب تفاعلية فريدة، تشمل جولات الواقع المعزز التي تعيد إحياء تاريخ البرج، وعروضاً ضوئية غامرة، وتجارب طهو فرنسية في مطاعمه المرتفعة، إضافة إلى منصة الطابق الزجاجي التي تمنح الزائرين مزيداً من الإثارة.

وعبر إشراك الحواس الخمس، تصبح زيارة برج إيفل أكثر من مشاهدة بانورامية. البصر يستمتع بالأضواء والأفق، السمع يُطرب بالموسيقى، اللمس يُشعر ببرودة الحديد، المذاق يقدم نكهات باريسية، والروائح تعبّر عن روح المدينة. كلها تتكامل لتمنح الزائر شعوراً بالانغماس الكامل.

برج إيفل يدعم أيضاً السياحة المستدامة عبر استخدام الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، وترميمه بمواد صديقة للبيئة. يجمع ما بين الأصالة والابتكار للحفاظ على جاذبيته للأجيال القادمة.

ولمن يرغب في أفضل تجربة، يُنصح بحجز التذاكر مسبقاً، وزيارة البرج في أوقات الشروق أو الليل، واستكشاف المتحف في الطابق الأول. والأهم، الاستمتاع باللحظة وترك أثرها في القلب.

جوشوا بيل

جوشوا بيل

·

23/10/2025

رحلة إلى إسطنبول في الذاكرة بين الماضي والحاضر
ADVERTISEMENT

زرت حمّام زيريك تشينيلي في إسطنبول صباحًا والهواء يحمل رطوبة خفيفة. المكان أصله حمّام عثماني قديم، أعادوا ترميمه وحوّلوه إلى متحف يعمل، يروي خمسمئة سنة من عمر المدينة. يقبع الحمّام في حي زيريك المسجل لدى اليونسكو، كان مقرًا دينيًا من أيام البيزنطيين، واليوم يبقى حيًّا هادئًا يخفي أسراره.

أول مرة

ADVERTISEMENT

وصلت فيها إلى إسطنبول كنت طفلاً. نشأت على ذكريات الكرز والبطيخ والآيس كريم وزيارات العائلة الصيفية. عشت في لندن، لكن تركيا بقيت جزءًا من هويتي دون أن أدرك. والدي وُلد في أضنة، وظل يأخذنا إليها كل صيف، ولا يزال يحلم بالتركية رغم أنه غادر البلد قبل أكثر من خمسين عامًا.

خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت أبحث عن معنى صلتي بتركيا. في إسطنبول، التقيت جيلًا جديدًا من المبدعين المحليين يعيدون صياغة وجه المدينة، يمزجون بين الماضي والحاضر السريع. رغم التغييرات، تحتفظ إسطنبول بطابعها المتنوع، كما في إعادة فتح حمّام زيريك بعد إصلاح استمر ثلاثة عشر عامًا.

منذ 2017، مرّت إسطنبول بأوقات عصيبة: جائحة، انتخابات، زلزال دمر أجزاء منها. لكنها ردّت بمشاريع لافتة: مطار جديد، وميناء غلاطة حوّل الشاطئ النائم إلى نقطة حيوية. يُعاد تركيب الماضي بدقة، من الحمّامات إلى العمارة العثمانية، حتى المشاهد اليومية في بيبك وأرنافوتكوي.

الطعام والأقمشة يرويان قصة إسطنبول. مطاعم تقدّم أكلات عثمانية قديمة: كوسا محشي، كازانديبي. محلات في الفاتح أعادت إحياء تراث سوري. ظهر وعي جديد بالموروث، سواء عبر طبق فاتح سوري أو قطعة قماش عثماني معلقة على جدار مطعم.

عند المساء، يختلط القديم بالجديد. في فندق بيبك ومطاعم شبه الجزيرة، تطل إسطنبول على هويتها المتعددة، تربط أحياءها بقوارب أجرة، والأذان يعلو فوق صخب الحياة العصرية. المدينة تتغير دومًا، لكنها لا تنسى هويتها.

لورين كامبل

لورين كامبل

·

22/10/2025

المسرات العطرية: اكتشف فن تحضير الطاجين في المنزل
ADVERTISEMENT

يُعد الطاجين من أشهر أطباق المطبخ المغربي والعربي، ويُعتبر رمزاً للتراث وتنوع النكهات. يعود الطاجين إلى العصور الوسطى، تحديداً إلى الدولة العباسية، حيث كان يُقدَّم في الولائم الفاخرة قبل أن يصل إلى بيوت الناس ويُورَّث من جيل إلى جيل. يُحضَّر الطاجين المغربي من مكونات بسيطة وغنية مثل اللحم والخضروات والتوابل،

ADVERTISEMENT

ويُطهى ببطء في وعاء فخاري يحمل الاسم نفسه، فينتج عن ذلك قوام طري ونكهات عطرية مميزة.

لتحضير طاجين شهي في المنزل، تحتاج إلى طاجين فخاري بغطاء محكم، مع قطعة من القصدير تُستخدم لإغلاق الفتحة أثناء الطهي. المكونات الأساسية تتضمن لحم الغنم أو الدجاج، وخضروات مثل الجزر والبطاطس والفلفل، بالإضافة إلى توابل مثل الزعفران والكمون والكزبرة والقرفة. يُضاف أحياناً الأرز أو الشعير، مع كمية مناسبة من المرق أو العصير الطبيعي لإنتاج صلصة لذيذة.

تبدأ خطوات تحضير الطاجين بتتبيل اللحم وتركه ليتشرب النكهات، ثم يُقلى البصل والثوم في زيت الزيتون، وتُضاف الخضروات والبهارات تدريجياً مع سائل الطهي والمكونات النهائية مثل الزبيب أو اللوز. يُترك الطاجين على نار هادئة لمدة ساعتين أو أكثر، مما يسمح بامتزاج النكهات ونضج المكونات بشكل كامل.

تكمن روعة الطاجين في تنوع النكهات التي تضيفها التوابل، حيث يُستخدم الزنجبيل الطازج أو الزعتر أو الحبق أو الكركم لإضفاء نكهة عطرية ومفيدة. يفضل البعض النكهات القوية، بينما يختار آخرون إضافة أعشاب حلوة أو فواكه مجففة مثل التمر.

لإضفاء لمسة شخصية على الطاجين الكلاسيكي، يُغيَّر نوع اللحم أو تُجرب مكونات بديلة مثل الحمص أو العسل، أو تُبدَّل البهارات حسب الذوق. تتيح هذه التعديلات تخصيص الطبق بما يناسب التفضيلات، لتحقيق تجربة طهي مميزة تعكس الذوق الشخصي في كل قضمة.

إن تحضير الطاجين في المنزل ليس مجرد وجبة شهية، بل هو رحلة ثقافية تعبّر عن تاريخ طويل من الذوق والفن، حيث تتداخل الروائح والألوان لإنتاج طبق يأسر الجمال وتفوح منه روح المطبخ العربي الأصيل. وهذا ما يجعل وصفة الطاجين المغربية تجربة تبقى في الذاكرة.

ناثان برايس

ناثان برايس

·

16/10/2025