ستّة أسباب تجعل القهوة السوداء مفيدة لصحتك

القهوة السوداء هي قهوة بدون أيّ إضافات. لا سكّر، لا حليب، ولا مبيّضات ولا أيّ شيء. قهوة صرف! القهوة السوداء مشروب أساسي يستمتع به الملايين حول العالم، ويُنظر إليه غالبًا على أنه متعة خالصة، ووسيلة للتخلص من النعاس الصباحي. ولكنّه موضع تقدير ليس فقط لنكهته القوية وتأثيراته المنشطة ولكن أيضًا لفوائده الصحية. نبيّن في هذه المقالة فوائد القهوة السوداء للصحّة، و....

مضادّ أكسدة:

تشتهر القهوة السوداء بمحتواها العالي من مضادّات الأكسدة، والتي تساهم بشكل كبير في فوائدها الصحية. إنها تساعد في الحدّ من الالتهابات، وتحييد الجذور الحرّة الضارة في الجسم (وهي جزيئات غير مستقرة يمكن أن تسبب تلف الخلايا، ما يؤدي إلى الشيخوخة والأمراض). أحد مضادات الأكسدة الرئيسة في القهوة هو حمض الكلوروجينيك، وهو أحد البوليفينولات الأكثر وفرة في حبوب البنّ. أظهرت الأبحاث أن حمض الكلوروجينيك يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يساعد في إدارة مستويات السكر في الدم، ما يجعله مفيدًا بشكل خاص للأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني. علاوة على ذلك، تعدّ القهوة مصدرًا مهمًا لمضادات الأكسدة الأخرى، مثل الميلانويدين، التي تتشكل أثناء تحميص البنّ. للميلانويدين أيضًا خصائص مضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات. تساهم هذه المركبات في نكهة القهوة ورائحتها الفريدة وتعزّز خصائصها المفيدة للصحة.

تعزيز اليقظة العقلية:

يؤثّر الكافيين عن طريق منع الأدينوزين ــــــ وهو ناقل عصبيّ مثبّط ــــــ في الدماغ. يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة إطلاق الناقلات العصبية الأخرى، مثل الدوبامين والنوريبينيفرين، ما يعزّز اليقظة والانتباه وارتفاع المزاج.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

إنّ الاستهلاك المنتظم للقهوة السوداء قد يؤدي إلى تحسين الوظائف الإدراكية، بسبب خصائص الكافيين المنشطة، التي يمكن أن تعزز وظائف المخ، بما في ذلك الذاكرة والمزاج وأوقات رد الفعل. حتى أنّ كبار السن الذين شربوا القهوة أظهروا أداء معرفيًا أفضل، على مدى فترة متابعة مدتها عشر سنوات مقارنة بمن لا يشربون القهوة. إن التأثيرات الحادة للكافيين على نشاط الناقلات العصبية، والتأثيرات الوقائية العصبية طويلة المدى لمضادات الأكسدة الموجودة في القهوة، تجعل القهوة السوداء حليفًا قويًا في الحفاظ على الصحة المعرفية وتعزيز الفهم العقلي طوال الحياة. من جهة ثانية يمكن أن يؤدي استهلاك الكافيين إلى زيادة كبيرة في التركيز.

إدارة الوزن:

يمكن أن تكون القهوة السوداء مفيدة في إدارة الوزن لأنها تقلّل الشهية وتسرّع عملية الاستقلاب بدون إضافة سعرات حرارية كبيرة.

تشير الأبحاث إلى أن استهلاك القهوة السوداء يمكن أن يؤدي إلى قطع الشهية بشكل مؤقت، ما يقلل من احتمالية الإفراط في تناول الطعام. ويُعتقد أن الآلية تتضمن تعديل مسارات إشارات الدماغ المرتبطة بتنظيم الشهية. كما أن استهلاك القهوة يمكن أن يؤثر على هرمونات الببتيد الهضمية، والتي تلعب دورًا في الشبع.

فيما يخصّ تسريع عملية الاستقلاب، فالكافيين هو العنصر الرئيس المسؤول عن هذه التأثيرات، لأنه يزيد معدل الاستقلاب عن طريق تحفيز توليد الحرارة، وهي العملية التي يولد بها الجسم الحرارة والطاقة من هضم الطعام. يمكن أن تساعد زيادة الاستقلاب هذه في حرق المزيد من السعرات الحرارية على مدار اليوم، ما يساهم في فقدان الوزن وإدارته.

الحد من مخاطر الأمراض:

قد يلعب شرب القهوة السوداء دورًا في تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض. فقد ارتبط الاستهلاك المنتظم للقهوة السوداء بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ويُعتقد أن مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة قد تساعد في تخفيف الإجهاد التأكسدي والالتهابات، والتي تعتبر أساسية لتطور مقاومة الأنسولين، وهي مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني. كما أن المغنيزيوم والبوتاسيوم الموجودين في القهوة قد يسهلان استخدام الجسم للأنسولين.

من جهة أخرى، ارتبط استهلاك القهوة بانخفاض خطر الإصابة بتليّف الكبد، وذلك عن طريق منع تراكم الدهون والكولاجين، وهما من العلامات الرئيسية لأمراض الكبد. كما أن القهوة تعزز القدرة الأنزيمية للكبد وتدعم الخصائص المضادة للتليف التي تحمي من تندب الأنسجة.

تعزيز الأداء البدنيّ:

صورة تأتي من pexels

يمكن الاستفادة من القهوة السوداء كمعزز طبيعي للأداء البدنيّ. ويرجع هذا التأثير في المقام الأول إلى الكافيين الذي يحسّن أيضًا القدرة على التحمّل البدني ويساعد في أكسدة الدهون.

يحسّن الكافيين القدرة على التحمل عن طريق تعبئة الأحماض الدهنية من الأنسجة الدهنية وزيادة اعتماد الجسم على الدهون كمصدر للطاقة. ومن ثمّ، فإنه يحافظ على الغليكوجين في العضلات أثناء التمارين الطويلة. هذه الآلية مفيدة بشكل خاص لرياضات التحمل، حيث يعد الحفاظ على مستويات الطاقة أمرًا بالغ الأهمية. علاوة على ذلك، فإن قدرة الكافيين على زيادة مستويات الأدرينالين في الدم توفر استجابة "القتال أو الهروب" الضرورية للمجهود البدني الحاد. إنه يعزز إنتاج الطاقة، وهو مفيد لفترات قصيرة من الأنشطة عالية الكثافة مثل الركض أو رفع الأثقال.

من جهة أخرى يسهّل استهلاك القهوة السوداء عملية حرق الدهون، من خلال زيادة معدل الاستقلاب وتكسير الأحماض الدهنية في الأنسجة الدهنية. تُعرف العملية التي يعزز الكافيين من خلالها معدل الاستقلاب باسم التوليد الحراري، وهو طريقة الجسم لتوليد الطاقة من هضم الطعام.

تحسين المزاج:

صورة تأتي من pexels

ارتبط شرب القهوة السوداء بتأثيرات إيجابية على الحالة المزاجية. كما يمكن أن يلعب دورًا في تقليل خطر الاكتئاب، فقد أظهرت الدراسات أن المركبات النشطة بيولوجيًا في القهوة، مثل حمض الكلوروجينيك وحمض الفيروليك والكافيين، تتفاعل مع الناقلات العصبية المشاركة في تنظيم الحالة المزاجية، ما قد يساهم في انخفاض معدلات الاكتئاب بين شاربي القهوة المنتظمين.

من جهة ثانية، فإن التأثير المنشط للكافيين يعزّز إنتاج بعض الناقلات العصبية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين، التي تعتبر ضرورية لتنظيم المزاج وغالباً ما تستهدفها الأدوية المضادة للاكتئاب. علاوة على ذلك، فإن قدرة الكافيين على منع الأدينوزين، وهو ناقل عصبي يعزز النوم والاسترخاء، تساهم أيضًا في آثاره على تحسين الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية.

الخاتمة:

يمكن أن يكون استهلاك هذا المشروب باعتدال إضافة صحية للنظام الغذائي للبالغين. مع عدم وجود سعرات حرارية أو دهون أو كوليسترول ووفرة من المركبات النشطة بيولوجيًا، فإنه يوفر أكثر من مجرد دعوة للاستيقاظ لبدء اليوم؛ يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في الصحة العامة. أثبتت الأبحاث أن القهوة السوداء توفر العديد من المزايا الصحية المحتملة، مثل الحماية من بعض الأمراض وتعزيز الأداء البدني. إن تناوله بانتظام، قد يدعم اليقظة العقلية، ويساعد في إدارة الوزن، ويقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.

المزيد من المقالات