مدينة أوبار المفقودة، أحد أكبر أسرار التاريخ العربي
هي المدينة العربية الأثرية التي تعرف أيضًا باسم "أطلنطس الرمال" و"إرم ذات العماد" و"شصر" التي ذكرت في كتب التاريخ والروايات التاريخية، إنها مدينة أوبار المفقودة. وهي قصة من أكبر أسرار الشرق الأوسط الغامضة طوال هذه القرون، لدرجة أنها حيرت الكثير من علماء الآثار والمستكشفين. فتعال معا لنتعرف على هذه المدينة الغامضة ذات التاريخ العريق.
تاريخ مدينة أوبار
يرجع الباحثين تاريخ بناء مدينة أوبار إلى ما قبل الـ5 آلاف عام، وقد لعبت دوراً بارزاً في الماضي، حيث بنى تلك المدينة شداد بن عاد وهو قام بحكمها لفترة طويلة في جنوب سلطنة عُمان، في محافظة ظفار، بمنطقة تُعرف باسم شصر. يقال إن بناءها قد استغرق قرابة الـ300 سنة، حيث كانت مكانا رائعا يتميز بالمباني الشاهقة والقصور الرائعة، كما أنها كانت تتميز بأرضها الخصبة ويقال إنها كانت تحتوي على أنهار جارية وعذبة. بالإضافة إلى ذلك، كانت مركزا للتجارة في شبه الجزيرة العربية، بالأخص تجارة التوابل والزيوت. يجزم الكثيرون أن ما رواه التاريخ في وصف مدينة أوبار لا يقارن بحقيقتها من روعة وعظمة ما فيها من مبان وإنشاءات ومظاهر الطبيعة.
بالإضافة إلى قصة قوم عاد المعروفة، حيث كانوا أحد الشعوب العربية التى يزعم البعض أنهم سكنوا فى هذه المنطقة، وأرسل الله لهم هودا نبيا، فرفضوا الاستجابة لدعوته، فحل غضب الله عليهم وأرسل إليهم عاصفةً قوية كانت تقتلع الرجال والمباني الشاهقة من الأرض وتدمرها تدميرا، وسلطت عليهم تلك الريح لمدة سبع ليال حتى دمرت المدينة بالكامل وأخفت كل معالمها وأصبحت نسيا منسيا، باستثناء النبى هود وكل من آمن معه. وكان قوم عاد يعبدون الأصنام، واتخذوا من صداء وصمود والهباء آلهة لهم، وعندما جاء النبى هود داعيهم لعبادة الله لاتقاء عذاب يوم القيامة، وصفوه قوم عاد بالسفيه والكاذب والطائش، واستمروا منغمسين في شهواتهم وطغيانهم وعصيانهم للدعوة، حتى حدث ما ذكرناه.
محاولات البحث عن مدينة أوبار
• محاولة المستكشف بيرترام توماس
في عام 1930 أتى بيرترام إلى صحراء الربع الخالي وبدأ في البحث عن آثار مدينة أوبار بمساعدة البدو الذين كانوا يسكنون تلك المنطقة. لكن للأسف، محاولاته باءت بالفشل ولم يصل إليها رغم وجوده لبعض الأطلال والآثار، إلا أنها لم تكن دليلا قاطعا على مكان مدينة أوبار المفقودة. علاوة على ذلك، فهو استعان بمنطاد في بحثه ولكن أيضا بلا جدوى. وقد مات الرجل دون أن يحقق حلمه. فقد ألف حول رحلته كتابا وصف فيه ما رآه وتعرض له وسماه "أرابيا فيليكس"، وأكد من خلاله حزنه الشديد لعدم تمكنه من إيجاد مدينة أوبار.
• محاولة المستكشف ويلفريد ثيسيجر
في عام 1940 عثر ويلفريد على بعض البقايا لبئر ومبنى قال عنه إنه حصن كان في المدينة. ذلك في منطقة في تلك الصحراء يسمى "شسر"، ولكن فشل هو الآخر في إثبات أن تلك الآثار تابعة للمدينة المفقودة. كانت محاولة المستكشف ثيسيجر مدخل لمحاولة أخرى لشركة تنقيب عام 1948، وأكدت كلامه الذي كان يجزم به ولكنهم لم يقدموا أي دليل منطقي على ذلك الأمر.
• محاولة نيكولاس كلاب عام 1992
جاء كلاب على رأس بعثة بحثية من ولاية لوس أنجلوس الأمريكية مكونة من عدد من علماء الآثار والتاريخ، كما جاء نيكولاس كلاب مدعوما بدراسته الجيدة للمحاولات السابقة بالإضافة إلى قراءته لكتاب "أرابيا فيليكس"، وأيضا كان متسلحا بمجموعة من الخرائط التي رسمها الجغرافي السكندري كلاوديوس بتوليمي في عام 200 ميلادية. ولم يقتصر الأمر على ذلك وحسب، بل استخدم كلاب الوسائل الحديثة وعلى رأسها الصور الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية.