سامراء حينما كانت عاصمة للخلافة العباسية
تقع مدينة سامراء إلى الشمال من العاصمة العراقية الحالية بغداد وبينهما مسافة تقرب 125 كيلو متراً ويسكنها في العصر الراهن ما يقارب 190 ألف نسمة.
أسست في فترة حكم الخليفة العباسي المعتصم بالله وسبب موقعها بوسط العراق وقع عليها الاختيار لتصبح العاصمة للخلافة بأكملها لكنها لم تستمر طويلا فتم إعلانها عاصمة للخلافة العباسية عام 836م لكنها لم تستمر سوى 56 عام من عمر الخلافة العباسية التي دامت لأكثر من خمسة قرون حيث أن في عام 892م تغيرت العاصمة العباسية لتصبح سامراء بعدها مدينة منسية بعدما دام حكمها على كل أطراف الدولة العباسية لمدة جاوزت الخمسة عقود.
مدينة سامراء هي العاصمة الخامسة على مدى التاريخ العباسي أٌنشئت كما ذكرنا على يد الخليفة المعتصم بالله فتلت بذلك ثلاث عواصم كبرى للخلافة ويقال أن أول قصر انتقل إليه الخليفة المعتصم حينما تم بناؤه فيها كان يسمى "قصر الرشيد"
سبب بناء سامراء كعاصمة للخلافة العباسية بدلا من بغداد:
يقال أن العاصمة بغداد إبان حكم المعتصم بالله كانت قد ازدادت زحاما خصوصا بدخول الأتراك الذين كانوا يدفعون الناس بسبب ركوبهم للدواب وركضهم بها فصارت الحياة بالنسبة للمعتصم شديدة الصعوبة لذا خرج إلى الشماسية التي كان المأمون يخرج إليها تفريجاً عن نفسه وهناك قرر بناء عاصمة جديدة بعيدة عن بغداد وظل الخليفة المعتصم هناك حتى يتم بناء العاصمة الجديدة.
تصميم مدينة سامراء حينما كانت عاصمة للعباسيين
خططت القطاع الخاصة بمدينة سامراء إلى القطاع الخاص بالقصر الخاص بالخليفة وقطائع للجند والدواوين والكتاب وقطائع أخرى لسكنى الناس وأخيرا كان المسجد الجامع وحوله كانت الأسواق التي صممت بطريقة مطابقة تماما لأسواق بغداد التي كانت تفصل بين كل تجارة وأخرى.
يذكر "اليعقوبي" أن مدينة سامراء بني فيها ثلاثة قصور عظيمة وهي الجوسق الخاقاني والعمري والوزيري.
إتمام التأسيس وبداية الحكم في مدينة سامراء
يذكر "اليعقوبي" أن المعتصم بالله انتقل إلى العاصمة الجديدة سامراء في عام 223هـ وربما عام 222 هـ فهناك اختلاف على تحديد الشهر الذي انتقل فيه الخليفة.
وبسبب وسع المساحة التي بنيت عليها سامراء يذكر أن الناس توسعوا أيضا في بناء بيوتهم وأسواقهم .
لكن المشكلة في سامراء كانت هي المياه، حيث أن حمل المياه العذبة على الدواب من نهر دجلة إلى العاصمة الجديدة كان صعباً وشاقاً ولكن بالرغم من ذلك كان لابد منه بسبب بعد سامراء على النهرين ولأن ما فيها من آبار ومياه جوفية كانت مالحة غير قابلة للشرب ولهذا تم التوسع في المدينة باتجاه الغرب هدف الاقتراب أكثر من نهر دجلة ومياهه العذبة
نهاية حكم سامراء على الخلافة العباسية
ظلت سامراء مصيرة على الحكم طوال فترة خلافة المعتصم بالله لكن على مدى السنوات كانت قبضتها تتراخى شيئاً فشيئاً حتى فترة حكم الخليفة المتوكل على الله وانتهت سيطرتها إكلينيكيا باغتيال الخليفة المتوكل نفسه وتنصيب المنتصر خليفة على الدولة العباسية ومن بعده المعتمد الذي قرر ترك سامراء والعودة إلى بغداد مرة أخرى واتخاذها عاصمة وظلت سامراء تعاني الكثير من الصراعات والهجمات من السلاجقة والبساسيريين الذين كانوا يطمعون فيها.