ثلاث أساطير عربية لم تسمع عنها من قبل
نمى كثير منا على أساطير مشهورة مثل "سندباد" و"علي بابا والأربعين حرامي " و"علاء الدين والمصباح السحري" وغيرها من الأساطير الأخرى ولكن قلما نسمع عن أساطير مثل التي سنرويها هنا. فمن المؤكد أنهم ثلاث أساطير عربية لم تسمع عنها من قبل، مكنونين كالكنوز التي تنتظر من يكتشفها. فهيا بنا لنتعرف عليهم.
وحش النسناس الأسطوري
لأول وهلة عندما تقرأ الاسم تظن أنه النسناس الذي نعرفه وهو نوع من القرود، ولكن النسناس الذي نتحدث عنه هو من الأساطير العربية التي تروي عن كائن مخيف بنصف رأس ونصف جسد ويقفز قفزات مهولة بقدم واحدة وينقض على البشر ويقتلهم، وقد ذكر في العديد من القصص القديمة أشهرها ألف ليلة وليلة.
يروي مؤرخ عراقي في كتابه "المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام" عن قوم اسمهم "وبار" يروى أنهم "من ولد النسناس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام، كانوا في الأصل بشرًا، فجعلهم الله نسناسًا، للرجل منهم نصف رأس ونصف وجه، وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة، وصاروا يرعون كما ترعى البهائم، ويقفزون قفزًا شديدًا ويعدون عدوًا منكرًا."
وتم وصفه من الكاتب اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد وقال: "كانت هناك قبيلة من الرجال بلا رؤوس، وبدلًا من ذلك، كانت عيونهم وأفواههم على صدورهم." ولم يكن الوحيد الذي وصف القبيلة بهذا الوصف الغريب، فبعد أكثر من أربعة قرون صمم الكاتب الروماني بليني الأكبر على أن هذه المخلوقات كانت موجودة وحقيقية.
وتُصنف كتب اللغة النسناس من الأساطير، وورد في معجم "تاج العروس": "النَّسْنَاسُ… جنسٌ من الخلق، يثِب أَحدهم على رجل واحدة، كذا في الصحاح." وفي الحديث: "أَن حيًّا من عاد عصوا رسولهم فمسخَهُم الله نسناسًا، لكل إِنسان منهم يد ورجل من شِقٍّ واحد ينقزون كما ينقز الطائر ويرعون كما ترعى البهائم، ويوجد في جزائر بحر الصين."
بالإضافة إلى ذلك، ورد في الأساطير العربية قبل الإسلام، أن النسناس ذرية نتاج التزاوج بين نوع من الشياطين يدعى "الشِّق" مع البشر، ولديه المقدرة على قتل البشر. كما أنه وصف العالم المسلم الشهير القزويني "الشق" في كتابه قائلًا: "هو من المتشيطنة، صورته صورة نصف آدمي، ويزعمون أن النسناس مركب من الشق ومن الآدمي، ويظهر للإنسان في أسفاره."
2- أسطورة وحش القطرب
هذه الأسطورة من الخرافات الشعبية التي ظهرت عند العرب قبل الإسلام. يقال أنه وحش مثل الذئب، ينتمي إلى نوع من الشياطين أو الجن، ويعيش في المقابر ويتغذى على جثث الموتى. كما أنه يشبه مخلوق الغول الأسطوري، ويقول إدوارد لين، مترجم كتاب ألف ليلة وليلة للإنجليزية، أن ذكر الغول يسمى بالقطرب. يقال أيضا أنه كان إنسانا طبيعيا وسبب تحوله إلى وحش القطرب هو مرض نتاج عضة غائرة من ذئب مسعور، جعله يعيش منعزلا وعندما يحل الليل ويكتمل القمر يبدأ بالتحول ويكسو الشعر جسده وتظهر أنيابه حتى يمارس عاداته المفضلة كأكل لحوم البشر.
يطلق اسم القطرب عربيا على متلازمة نفسية نادرة تدعى ب"الليكانثروب (lycanthropy)" والتي يتوهم فيها المصاب أنه يتحول جسديًا إلى ذئب. وصفها الطبيب المسلم أبو بكر محمد الرازي في أوائل القرن العاشر، بأنها اضطراب في الدماغ أو ذهان وليس تحولًا جسديًا، ورأى الرازي ذلك نوعًا من الجنون، يُجبر الإنسان على التصرف مثل الذئب.
من المثير أيضا أنه كان الأغلب يعتقد أنه مرض، حيث كان علماء العرب ومنهم "ابن سينا" و"الزهراوي" تكلموا عنه حيث اشتكى أحد مرضاه من كثافة في الشعر وخوف من الضوء وأسموه حينها بـ"القطرب". كما أنه من أحد أعراض لمرض ذو تفسير علمي وعلاج. يطلق عليه مرض الرجل الذئب والاسم العلمي له "بورفيريا"، وهو عبارة عن اختلال تمثيل الحديد في الجسم، ولكن في حالات نادرة تكن الأظافر طويلة وتبرز الأنياب وتحمر العيون وتجعد البشرة ولا يمكن للشخص تحمل ضوء الشمس، فـهو عبارة عن ذئب بشري.
المخلوق الأسطوري باهموت
الباهموت مخلوق أسطوري ظهر في أساطير العرب في الجاهلية قبل الإسلام. عرف عنه أنه سمكة عملاقة تسكن أعماق المحيطات، وظن العرب القدامى أن الباهموت كان يحمل الأرض على ظهره. ظهر في الليلة 496 من حكايات "ألف ليلة وليلة" في صورة حوت خلق الله بحر عظيم،من تحته ونور وصخرة من فوقه، بالإضافة إلى ملك من الملائكة يحمل الأراضي السبع على كاهله.
ورد أيضًا أن الله أعلم النبي عيسى به، فطلب عيسى من الله أن يريه إياه، فأمر الله ملكا من الملائكة أن يأخذ عيسى ليراه، ولما أخذه الملك إلى البحر الذي به الحوت، مر الحوت عليه كالبرق، واغشى عليه. فلما أفاق عيسى أوحى الله إليه وقال: "يا عيسى، هل رأيت الحوت؟ وهل علمت طوله وعرضه؟ فقال عيسى: وعزتك وجلالك يا رب ما رأيته، ولكن مرّ عليّ نور عظيم قدره مسافة ثلاثة أيام، ولم أعرف ما شأن ذلك النور."