لماذا الشاطئ جيّد لصحّتك العقليّة؟
لا يختلف اثنان على أن الشاطئ يمكن أن يكون مكانًا منعشًا يجعلك تشعر بالتحسن مهما أطلت البقاء. ويربط معظم الناس الشاطئ بالاسترخاء والسعادة. تظهر بعض الدراسات أن المشي ولو لمسافات قصيرة على طول الشاطئ يمكن أن يحسن مزاجك ويؤثر على صحتك العقلية. في هذه المقالة نبين بعض تأثيرات الشاطئ على الصحة العقلية. الشاطئ من المساحات الزرقاء ـــــــ مثل المحيطات وحمامات السباحة والأنهار والبحيرات الصافية ـــــــ والتعرض للمساحات الزرقاء مرتبط بتحسين الصحة بشكل عام، والصحة العقلية على وجه الخصوص. يمكن أن يؤدي التواجد بالقرب من المياه الزرقاء إلى تحسين صحتك العامة، ويوفر فوائد صحية عقلية وجسدية مختلفة. وبسبب الفوائد العديدة للتواجد بالقرب من الماء، بدأ خبراء الصحة بالتوصية بالاقتراب من المسطحات المائية لتحسين الصحة العقلية. في الواقع يؤثر الشاطئ على صحتك العقلية بالطرق التالية:
تغيير المشهد:
تظهر بعض الدراسات أن تجربة حواسك للأشياء نفسها مرارًا وتكرارًا يمكن أن تسبب التوتر. ولذلك فعندما تغير مكانك وتذهب إلى الشاطئ، تنخرط حواسك الخمس في مشاهد وروائح ومذاقات وأصوات وملامس جديدة. وهذا يمكن أن يحسن حالتك العقلية ويزيد من مشاعر الاسترخاء.
الاسترخاء على الشاطئ يساعد في تقليل التوتر:
إن التواجد في الطبيعة عمومًا، وهو مكان تشعر فيه بالأمان، يمكن أن يخفض ضغط الدم ومستويات هرمون التوتر. وبالمثل، فإن قضاء الوقت على الشاطئ يمكن أن يقلل من القلق وإثارة الجهاز العصبي. يوفّر الشاطئ مساحة لكل من الأطفال والكبار لممارسة النشاط البدني أثناء تواجدهم في الطبيعة، ولكنه يتيح في المقام الأول فرصة الاستمتاع والتخلص من التوتر. وتعد القدرة على الاسترخاء وتأجيل المهام الأخرى لبضع ساعات أحد الأسباب التي تجعل الناس يتطلعون للذهاب إلى الشاطئ. ومن المثير للاهتمام أن الأبحاث تدعم هذا الأمر بالفعل! فعندما تكون على الشاطئ، تركض على الرمال أو تذهب للسباحة، يحصل عقلك على فرصة للتخلص من التوتر لأنك تستمتع وتتفاعل مع الطبيعة.
تحسين المزاج العام:
إن قضاء الوقت على الشاطئ يزيد من احترامك لذاتك ويعزز الاسترخاء. يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أن يشعروا بالهدوء على الشاطئ. كذلك فإن ممارسة بعض النشاط البدني، كالصيد، أو جمع الأصداف، أو مجرد المشي على طول الشاطئ، يمكن أن يجعلك تشعر بالسعادة. يمكن أن يكون للشاطئ فوائد دائمة للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب والتوتر المرتفع وحالات الصحة العقلية الأخرى. إن قضاء 20 دقيقة فقط في المشي على طول الشاطئ يسحب الطاقة السلبية من الجسم ويعزز المزاج.
التفاعلات الاجتماعية:
الشاطئ هو المكان المثالي للتواصل مع الآخرين؛ هناك الكثير من الأنشطة الرياضية التي يمكنك المشاركة فيها على الشاطئ. سواء أكنت لاعبًا ماهرًا أم لا، يمكنك الانضمام إلى لعبة الكرة الطائرة أو كرة القدم أو الريشة أو ركل الكرة أثناء تواجدك على الشاطئ. يمنحك الانخراط في هذه الألعاب الرياضية الوقت للتفاعل والتواصل مع الآخرين، وربما حتى تكوين صداقات جديدة.
ممارسة اليقظة الذهنية:
يعد الشاطئ مكانًا رائعًا لممارسة اليقظة الذهنية. تتضمن أساليب اليقظة الذهنية الاستماع إلى أمواج المحيط، أو ضحكات الآخرين، وهذا يدعم موجات ألفا المرتبطة بالتركيز. كما أن الشعور بنسيم الريح أو الرمال الخشنة على أصابع قدميك، والماء والشمس على بشرتك يدعم صفاء الذهن والتفكير الإبداعي. يمكنك أيضًا الاستمتاع بالمناظر الخلابة للشاطئ حيث تلتقي المياه الزرقاء بالسماء الزرقاء.
لماذا؟
صحيح أن التوجه إلى الشاطئ أمر لا يحتاج إلى تفكير بالنسبة لمعظم الناس، وخاصة عندما تكون الشمس مشرقةً، ويكون الطقس دافئًا. ولكن ما الذي يجعل الشاطئ مكانًا ممتازًا للصحة العقلية؟ الجواب هو ثلاث كلمات: الشمس والهواء والماء. هذه العناصر الطبيعية تقدم شكلاً من أشكال فوائد الصحة العقلية التي تساعد العقل على الاسترخاء.
الفيتامين د:
يمكن للفيتامين د أن يساعد في تحسين حالتك المزاجية، كما يساعد في الحفاظ على صحة العظام وجهاز المناعة القوي. وأحد مصادر الفيتامين د هو التعرض لأشعة الشمس. من جهة ثانية، يمكن أن تساعد الشمس في زيادة مستويات السيروتونين، وهو ناقل عصبي يشارك في أداء الحالة المزاجية.
تحذير: لا تبق في الشمس لفترة طويلة لأنّ التعرض لأشعة الشمس كثيرًا يمكن أن يؤثر سلبًا على الجسم والبشرة. ولكن طالما تم اتخاذ تدابير لحماية الجلد (عن طريق دهن بعض واقي الشمس)، فإن قضاء بضع ساعات على الشاطئ يمكن أن يوفر القدر المناسب من أشعة الشمس التي تحتاجها.
الهواء النقيّ:
الهواء النقي مفيد بشكل عام للعقل والجسم. فقد اكتشف الباحثون أن المشاركة في الأنشطة الخارجية لها تأثير أكبر على الصحة العقلية من القيام بتلك الأنشطة داخل المنزل. واستطلعت دراسة بحثية أخرى طلاب الجامعات، حيث أشار العديد من الأفراد المستطلَعين إلى أن الطبيعة ووقت الفراغ مساهمان حيويان في رفاهيتهم وصحتهم الجسدية والعقلية. وأفادوا أن التواجد في الطبيعة يجعلهم يشعرون بالسعادة، ما يسمح للناس بربط الطبيعة بالمشاعر الإيجابية مثل الهدوء والسلام والاسترخاء. حتى القيام بأبسط الأعمال في الخارج يمكن أن يجعلك تشعر بالارتياح. من خلال أخذ نفس عميق أو تخصيص بعض الوقت لممارسة رياضة الركض المعتدل، يمكنك جني فوائد الطبيعة. ربما يمكنك أيضًا إحضار بساط اليوغا الخاص بك والقيام بالتأمل المعتاد في الخارج، أو إحضار حاسوبك المحمول والعمل على الشاطئ لإجراء تغيير لطيف في المشهد.
الماء:
إن النزول إلى الماء والتحرك فيه، ينشط الدورة الدموية، ويجعلك تشعر بأنك أقل عزلة. كما أن ماء البحر الغني بالمغنيزيوم يساعد في راحة العضلات وتقليل التوتر والشعور بالاسترخاء، ومن ثم التخلص من ضغوط الحياة، ويحسن من نوعية النوم.
سواء أكان هدفك هو العمل على تسمير بشرتك، أو الشعور بالرمال بين أصابع قدميك، أو السباحة في مياه البحر الباردة، يمكن للشاطئ أن يجد طريقة لرسم ابتسامة على وجهك. إن الاستمتاع بكل هذا مع أحبائك يجعل هذه التجربة أكثر روعة. لذا، إذا كنت تبحث عن قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق وتحسين مزاجك قليلاً، ففكر في القيام برحلة إلى الشاطئ.