عادات وتقاليد الزواج في منطقة الخليج العربي

تمتاز المجتمعات العربية بدول الخليج بتمسكها بعاداتها وتقاليدها التي وضعت من وقت طويل، وعند النظر لتقاليد الزواج داخل دول الخليج العربي ستلاحظ التشابه بشكل كبير مع التميز في القليل من العادات. عادات وتقاليد الزواج عند دول الخليج هي مزيج بين وحدة الأسرة والتراث وتعاليم الدين الإسلامي. أنت في هذا المقال على موعد مع عادات بعض دول الخليج ربما ستشعر أنها قديمة ولا تصلح للعصر الحالي لكنك في نفس الوقت ستشعر بدفيء الأسرة وقيم الكرم والاحترام والأصالة. حتى عصرنا هذا لا زالت الأسر العربية تسهم بشكل كبير في زواج أبنائهم، من أدق التفاصيل التي تبدأ باختيار العروس للاتفاق على التفاصيل المادية للزواج، وحتى شكل ومكان الاحتفال. ستجد زواج الأقارب السائد بشكل كبير، بعكس معظم دول العالم التي لا تقبل زواج الأقارب. ستجد أيضا زواج صغار السن حيث بعض الزيجات تتم والعروسين لا يزالان في مراحل الدراسة في سن المراهقة أو بداية العشرينيات. أنت على موعد مع حفلات زفاف تمزج الموسيقي الشعبية والرقصات التراثية والزي الوطني بولائم طعام ضخمة وهي طريقة العرب في التعبير عن الكرم. ستجد مراحل متشابهة من طلب العروس والخطبة والمهر والهدايا و حنة العروس وعقد القران وهو الزواج الإسلامي ثم حفل الزفاف وهو يمثل إشهار الزواج وإعلانه للجميع ومشاركة مشاعر الفرحة مع الأهل والأصدقاء.

البساطة والعفوية في عادات وتقاليد الزواج بالأمارات

تتميز عادات الزواج وتقاليده في دولة الأمارات بالبساطة والعفوية والدفء الأسري، إلى جوار التنوع المستمد من عادات منطقة الخليج وتعاليم الدين الإسلامي. تبدأ تقاليد الزواج بما يسمي "المصاهرة" حيث قديمًا كانت تتم الزيجات دائمًا بداخل العيلة الواحدة بنفس القبيلة. بمجرد أن يبلغ الشاب السن القانوني للزواج يبحث الأهل عن زوجه تناسبه من فتيات العائلة، وذلك لمزيد من الترابط الأسري وتعزيز العلاقات والمصالح الداخلية أيضًا. في الحالات النادرة التي يتم فيها خطبة فتاة من خارج العائلة تقوم "الخاطبة" بزيارة الفتاة والتعرف عليها والسؤال عنها.

الشاب الإماراتي يهتم بأخلاق الفتاة ومكانة أسرتها الاجتماعية. يلتزم الشاب الإماراتي بالعادات التي تلزم الشاب بالتكفل بكل مصاريف الزواج من مهر وتجهيز المنزل وتأسيسه وحفل الزواج والوليمة. وتكون العروس مسؤولة عن تعلم فنون الطبخ والمهام المنزلية. وقديمًا كانت والدة العريس تذهب مع أحدي نساء القرية أو الحارة لزيارة منزل العروس والتعرف على أمها وكان ذلك أهم من التعرف على العروس نفسها. وخلال تلك الزيارة تعدد والدة العروس ميزات ابنتها من صفات حميدة وأخلاق. عند تحديد المهر "الهدية التي يقدمها العريس للعروس" يراعي الظروف المادية للعريس وإمكانياته وأحيانًا يكون المهر مال أو ذهب أو مواشي أو أملاك.

من عادات الزواج في الإمارات ما يسمى "الذهبة" وهي الملابس والعطور وغيرها مما تحتاجه العروس، وكذلك الهدايا المهداة لأسرتها واحتياجات المنزل الضرورية من المواد التموينية والتي تسمي "المير" فيقوم العريس بتجهيزها أيضًا بعد طلب العروس. يسبق الزفاف بأيام حفل الحنة حيث يزور فيه العريس عروسه حاملاً الذهبة والمير وكل الهدايا الأخرى وتستعد العروس في الحفل لزفافها مغمسة يديها ورجليها في الحنة حتى المرفق، وفي اليوم الذي يسبق العرس يذهب أهل العروسين لتجهيز بيت الزوجية.

احتفال الزفاف يتم في العادة في بيت العروس، ويستمر من يومي حتى 7 أيام في بعض الأحيان، وخلال تلك الفترة يستضيف أهل العروس العريس في منزلهم، وفى نهاية المدة يقوم أهل العروس مع الأقارب والجيران بزف العروس لمنزلها. ويشمل العرس الرقصات الشعبية مثل العيالة، ويرقص الرجال بالسيوف وكانوا قديمًا يطلقون الأعيرة النارية في السماء إلا أنهم الآن يمتنعون عن ذلك.

لا ننسي من أهم التقاليد إقامة الولائم أثناء العرس، وتكون عامرة فهي طريقتهم في التعبير عن الكرم والعطاء، ويعد طبق الهريس من أهم أطباق الولائم وهو من القمح واللحم، وتقدم الحلوى والمشروبات وتزف العروس لبيتها فيما يسمي "زفة الضحي" لتبدأ حياة وأسرة جديدة.

قطر وتقاليد موكب المصابيح لبيت العروس

تتشابه تقاليد وعادات الزواج في قطر مع مثيلاتها من دول الخليج، ولكنك ستلاحظ التنوع الثقافي والاجتماعي بداخل الأعراس القطرية. تبدأ الخطبة بتبادل الخواتم الذي يرمز للالتزام بالحياة المشتركة بين العروسين في احتفال تنظمه العائلتان حيث تجهز أكلات خاصة لضيافة أهل العروسين. قبل العرس القطري بأيام يتم الاحتفال بليلة الحنة وتحضرها النساء فقط وتنقش الحنة علي جسم العروس مثل الكفين والقدمين، وأحيانًا تشترك النساء المدعوات في تقليد رسم الحنة وأثناء الاحتفال تقوم النساء بالغناء والرقص والطبل لساعات طويلة ويشتركن في تناول الطعام فهو مظهر لا غني عنه.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

من عادات الزواج في قطر هو تجهيز ما يسمى" الدزة " وهي صرة كبيرة يوضع بداخلها ملابس العروس المميزة المعدة خصيصًا لاستخدامها بعد الزواج، وتوضع داخلها صرة أخرى صغيرة بها مبلغ من المال ويحدد المبلغ المالي حسب إمكانات عائلة العروسين. ويتم تجهيز "الخلة" وهي غرفة في منزل أهل العروس، وهي الغرفة التي يقيم فيها العروسان في الأسبوع الأول من زواجهم، وأحيانًا تمتد لعشرة أيام بعدها ينتقل العروسان لمنزل الزوجية.

لاحظ في تقاليد الحنة فصل حفلات النساء عن حفلات الرجال، ويستمتع الضيوف في كلا الحفلين بالموسيقى والرقص وضرب الدفوف وتناول الحلوى والمشروبات. تجتمع نساء الأسرتين في حنة العروس، ويغطون العروس بملابس خضراء تستر كل جسمها ماعدا الكفين والقدمين لتجهيزهم لنقش الحنة.

أما تقاليد وعادات حفل الزفاف نفسه أن تتزين فيه العروس بالزينة، وتلبس كل حليها من الذهب وتستقبل النساء في منزلها حيث يغنون ويرقصون، ويجتمع الرجال في بيت العريس، وقبل صلاة العشاء يحملون المصابيح المضاءة ويذهبون في موكب لبيت أهل العروس.

يلتزم كل الضيوف وكذلك العروسين بالزي التقليدي في حفل الزفاف تمسكًا بالتراث القطري، مما يضفي جو خاص على الأعراس. ويتم تقديم الهدايا من الأهل والأصدقاء مع تبادل التهاني وتمني الخير والسعادة لمستقبل العروسين. تقدم الضيافة للمدعوين بوفرة كبيرة لإظهار الكرم ويتم توزيع الطعام على البيوت المجاورة أيضًا، وهي أحد مظاهر الكرم إلى جوار إنها وسيلة لإشهار الزواج بين الجيران بالمنطقة، والإشهار أحد أهم شروط الزواج في الإسلام.

تقليد رش ماء الورد على مدعوين العرس من عادات الزواج في عمان

الصورة عبر Julius Yls على unsplash

عند النظر لعادات وتقاليد الزواج في عمان سنجدها تبدأ بالخطبة وتقديم المهر الذي يسمي "الحق" في ثقافة العمانيين، ويتم الاتفاق بين الأسرتين على الزواج عن طريق وسيط، ويذهب العريس والرجال من عائلته لطلب العروس من أهلها ثم تزور نساء عائلته النساء من عائلة العروس للاتفاق على المهر.

يجهز العريس المهر ويأتي المدعوون لبيت العريس لحمل المهر لبيت العروس، وتصحبهم زفة شعبية بأغان خاصة، ويصحبون أيضا " المندوس " وهو صندوق خشب يوضع بداخله الذهب والمجوهرات. عند الوصول لبيت العروس تقوم واحدة من النساء من عائلة العريس بعرض المهر والهدايا من مستلزمات العرس، وكذلك الهدايا التي أبتاعها العريس لعروسه وأسرتها وبالمثل تختار أم العروس واحدة من أسرتها لعرض الهدايا المعدة منهم للعريس وأسرته.

بعد هذا يكون عقد القران ويسمي أيضا "الملكة"، حيث يجتمع الرجال بالمسجد بعد صلاة العشاء وتقدم الحلوى العمانية مع القهوة المرة ثم بخور العود ويرش ماء الورد على الضيوف بعد تناول الحلوى والقهوة، وهو تقليد يظنون أنه يجلب السعادة للعروسين.

يتجه العريس لتناول العشاء في منزل أسرته ثم يعود لبيت العروس لقرأه الفاتحة على رأسها والصلاة علي طرف ثوبها وتتردد الزغاريد من النساء ويلبس العريس العروس خاتم الزواج. تتميز عمان بتقليد يسمي "يوم الجلو " والجلو هو مادة مكونة من مسحوق الصندل والزعفران وطحين الأرز وجوزة الطيب وقشر البيض، وتخلط تلك المكونات بماء الورد وتقوم 7 بنات غير متزوجات بدهن جسم العروس بهذا الخليط ويعتقدون أنه يبارك الفتيات ويسرع بزواجهن أيضًا.

توضع الحنة على أرجل العروس وتستمر تلك العادات لثلاثة أيام ويسمون تلك الفترة ب " الحريمة "، وتكون العروس في أجمل منظر في يوم الحنة حيث تتزين بمجوهراتها وتظهر قدمها فقط، وتكون جالسه في "الحجلة" وهو سرير مزين بقماش أخضر وأحمر وأزرق وتوضع المرايا على كل جوانب السرير بعد أن يكسى بالقماش، ويضعون طاولة عليها شموع وبخور وحنة العروس ويرددون الأغاني الشعبية، ويأتي العريس وأسرته لبيت العروس لمشاركتها وأسرتها جزءًا من الاحتفال ثم يعود لمنزله لاستكمال الحفل الخاص به وبأسرته.

أما تقاليد وعادات حفل الزفاف نفسه هو تجهيز العروس وتزينها، ويحضر العريس وأسرته وتتم ضيافتهم أولاً. بعدها تستأذن والدة العريس والدة العروس في الدخول للعروس وتسليمها ورقة الصداق من المحكمة. تزف العروس بعدها من بيت أهلها لبيت الزوجية ويكسرون البيض على رجلها عند خروجها من البيت رمزا للخصوبة والإنجاب، وعندما تصل لبيت العريس تذبح ذبيحة قبل الدخول كعلامة لحياة جديدة وبيت جديد وعند الوصول لغرفتها يستقبلها عريسها علي الباب ثم تجلس العروس علي يمين العريس ويقرأ الحضور آيات قرآنية من صورة النور كبركة وبعدها تغني الفرق الشعبية الأغاني. في اليوم التالي تقام وليمة كبيرة من الطعام والحلوى في بيت العريس وتسمي " التصبيحة " ويبارك الحاضرون العروسين ويقدمون الهدايا والمال.

عادات وتقاليد الزواج في العراق وطقس المشاية

الصورة عبر Mezidi Zineb على unsplash

يختار العريس عروسه في العراق من بين زميلات الدراسة أو العمل أو الجيران. تقوم أسرته بزيارة أسرة العروس والتعارف ويتم الاتفاق على تفاصيل الزواج في حالة الموافقة التي تعتبر أساسية من عائلة العروس. تهتم أسرة العروس بالسؤال عن العريس في مكان عمله ومقر سكنه وكليته إذ كان لا زال يدرس ومعرفة سمعة عائلته.

ثم يمارس طقس "المشاية" حيث يتوجه العريس وأسرته لمنزل العروس للتأكد من موافقتها وطلب يدها بشكل رسمي. وإذ أجابوا بالموافقة، تقرأ الفاتحة ويوزع شربات الرمان وماء الورد وكذلك الحلوى والقهوة التركية. تتم بعدها الخطبة في بيت العروس ويحضرها المقربين من الأسرتين، ويتم تبادل الخواتم الذهبية للعروس والفضية أو البلاتينية للعريس.

يتم الاتفاق على فترة الخطبة التي يفضلون ألا تطول، ويقدم العريس هدايا ذهبية للعروس ويتناول العشاء مع الاحتفال بالغناء والموسيقي. بعد فترة من الخطبة وقبل الزواج يحتفل ب "النيشان" وهو حفل راقص ويقدم العريس خلال الحفل الهدايا الثمينة للعروس مثل الذهب والمجوهرات والثياب والأحذية وتقرأ آيات قرآنية لمباركة العروسين، ويكون الاحتفال بسيطًا في بيت العروس، أو مبهرج في مكان معد لذلك حسب الظروف المادية للعائلتين.

من عادات وتقاليد الزواج في العراق هو أنه قبل الزفاف بيومين أو أكثر يتم عقد القران علي يد الشيخ أو الأمام، ويكون العريس والعروس في غرفتين منفصلتين. يسأل الشيخ العروس ثلاث مرات إذ كانت موافقة على الزواج قبل عقد القران للتأكد من رغبتها وبعد عقد القران ترتدي العروس فستانًا اشترته والدة العريس ويجلس العروسان على طاولة معدة خصيصًا لهم، وهي ترمز للحب والخير والسعادة. ينظر العروسين باتجاه الشرق وتوضع مرآة على الطاولة وعلى جانبيها الشمعدان والقرآن وخبز معد خصيصًا ومزين وكذلك سلة من البيض المزخرف وسلة مكسرات وكذلك رمان وتفاح أحمر وماء ورد وعملات ذهبية وصندوق يحوي لؤلؤ وكريستال.

أما تقاليد يوم الحنة فهي تشابه الحنة في الدول الخليجية الأخرى حيث توضع الحنة للعروس وصديقاتها وقريباتها، إلا أن الحنة توضع بيد والدة العريس حيث تضع الحنة في كف العروس مع قطعة نقدية وتغلق عليها يد العروس حتى تخضبها الحنة وهي عادة تتم في الأعراس التركية أيضًا.

أما حفل حنة العريس فتكون في منزل أسرته أو مطعم ويحضرها أصدقاؤه وأقاربه الرجال. يتقدم العريس موكب الزفاف متجهًا مع أسرته وأصدقائه لمنزل العروس مطلقين الزمامير في صخب وأغاني لاصطحاب العروس، وكانت قديمًا تقام زفة بإنارة الشموع مع الأطفال حاملين أغصان الزيتون ويدخلون قاعة الزفاف بالغناء، حيث كوشة معدة من كنبة خاصة مزينة مخصصة للعروسين، ويبدأ احتفال برقص وأغاني وولائم الطعام تمتد طول الليل، وبعد سبعة أيام من الزفاف يقام حفل اليوم السابع في منزل والد العريس لتقديم الهدايا للعروسين وترتدي العروس فستان زفافها وفساتين أخرى في هذا الحفل.

البحرين وتقليد موكب التسليمة

الصورة عبر Nawalescape على pixabay

الزيجات البحرينية أيضا تقليدية حيث تتم الخطبة بين نساء العائلتين يليها "ليلة المواساة" حيث يتفق فيها الأهل على المهر وتكاليف الزفاف والتي يتحملها العريس، ويقدم العريس أيضًا مبلغا ماليا للعروس لتجهز به احتياجاتها. يتم تسليم المهر في حفل خاص حيث تنطلق نساء أهل العريس في "موكب التسليمة" من بيت العريس لبيت العروس لتسليمها المهر ومعه صرة بها هدايا العريس من ملابس للعروس ويحملون أيضا صوان كبيرة بها حلويات مغطاة بقماش ملون. أثناء تحضيرات الزفاف تعين امرأة وظيفتها إعداد الفرشة حيث تغطي جدرانا وسقف حجرة بقماش أحمر يسمي " بنديرة " لاستخدام العروس.

يتم عقد القران في منزل العروس وتقدم أطباق حلوي وفاكهة ومكسرات وقهوة. ينتقل الشيخ أو الأمام لغرفة العروس للتأكد من موافقتها ثم يعقد القران وفى العادات القديمة لا تخرج العروس من بيتها أبدًا بعد عقد القران حتى الزفاف. وتضع "الداية" الكركم على جسم العروس لثلاثة أيام ثم يزال بالماء والصابون ويعتقدون أنه يجعل بشرتها ناصعة، أما الآن تذهب البنات لصالون التجميل كبديل عن الوصفات التقليدية. ويدار طقس الحنة كالعادة إلا أنهم يستعملون العجين مع الحنة للاحتفاظ بمظهر الزخارف دون لون الحنة الأحمر ثم حفل الزفاف بالرقصات الشعبية والموسيقى وولائم الطعام كالعادة.

المزيد من المقالات