أشهر العادات الفاطمية في مصر حتى اليوم

في أعماق التاريخ المصري تروي العادات والتقاليد قصصًا قديمة وتعبق بعبق الثقافة والتراث الفاطمي العريق. فمنذ أن أسست الدولة الفاطمية في مصر في القرن العاشر الميلادي، أثرت على حياة الناس وتركت بصماتها العميقة التي تعايشت وتناغمت مع العادات الشعبية والدينية للمصريين.

في هذا المقال، سنستكشف أشهر العادات الفاطمية في مصر وتأثيرها حتى اليوم ، لنكتشف سحر الفاطميين الذي استمر عبر الأجيال ولا يزال يحتفظ برونقه وجماله حتى اليوم.

الفوانيس

في عصر الدولة الفاطمية في مصر، كانت الفوانيس تُعتبر من أبرز التقاليد والعادات التي احتفظت بها البلاد عبر العصور، حيث كانت تُستخدم كرمز للفرح والسرور في شهر رمضان المبارك، حيث كانت تُعلق في المساجد والشوارع وداخل المنازل لإضفاء جو من السحر والجمال. وكانت لها دلالات دينية عميقة، حيث كانت ترمز إلى نور الإيمان والهداية في قلوب المؤمنين خلال هذا الشهر الفضيل وتمتاز الفوانيس التي كانت تستخدم في العصر الفاطمي بتصاميمها الفريدة والملونة، وكانت تُصنع يدوياً من مواد مختلفة مثل الزجاج والمعادن والورق. وكانت تتميز بأشكال هندسية متنوعة مثل الأسطوانات والمخروطيات والكرات، وكانت تزين بنقوشات وزخارف تعكس الفن الإسلامي والتصاميم الفاطمية الفريدة

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

ولا تزال الفوانيس تشكل جزءًا هامًا من التراث الثقافي في مصر حتى اليوم.

المسحراتي

الصورة عبر Wikimedia Commons

على الرغم من أن الاستيقاظ لتناول وجبة السحور اليوم لا يتطلب تواجد المسحراتي ليطرق على طبلته، إلا أن هذه العادة التي بدأت في مصر منذ عهد الدولة الفاطمية بالتحديد في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله وما زالت مستمرة كطقس فلكلوري مرتبط بتراث شهر رمضان في مصركجزءٍ لا يتجزأ من العادات والتقاليد المصرية.

مائدة الرحمن

الصورة عبر Wikimedia Commons

في عمق تاريخ مصر، يتجلى العطاء والكرم في عادات وتقاليد المصريين خلال شهر رمضان المبارك من خلال موائد الرحمن التي تزيّنت بها شوارع البلاد وكان أول ظهور لها في عهد"أحمد بن طولون" في السنة الرابعة من توليه حكم مصر عام 880م بتجهيز مائدة كبيرة بها كل أصناف المأكولات والحلويات والشراب للفقراء والمحتاجين وتم اعدادها بعناية فائقة وتزيينها بالزهور والفوانيس لتضفي جوًا من البهجة والسرور على المحتاجين والزائرين ولكن بمرور الزمن اختفت تتلك العادة لتظهر مرة أخرى في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي أمر بتجهيز مائدة فخمة بها كل أصناف الطعام أمام (جامع عمرو بن العاص) وبعدها أخبر الناس بأن هذه المائدة ستستمر طوال شهر رمضان وتتواصل هذه القصة الفاطمية الجميلة في أذهان الناس حتى اليوم، حيث تبقى موائد الرحمن مظهرًا من مظاهر التراث الإنساني والديني في مصر، تذكيرًا بقيم الإيثار والعطاء التي عاشتها البلاد عبر العصور.

حلاوة المولد

الصورة عبر Wikimedia Commons

قبل أكثر من ألف عام، أضفت الدولة الفاطمية لمسةً جديدةً ومميزةً على احتفالات يوم مولد النبي ﷺ ، حيث ابتكروا ما أصبح يُعرف اليوم بـ "حلوى المولد". حيث كان يحرص الحاكم بأمر الله على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوبًا أبيض، وكانت توزع هذه الحلوى وهي عبارة عن قطع من الملبن والفول السوداني والحمص خلال مرور الموكب على الناس تلك الحلوى التي أصبحت لا غنى عنها،. فأصبحت هذه الحلوى تزيّن المحال التجارية وتملأ الشوارع الشعبية قبل بدء شهر ربيع الأول بنحو أسبوعين، كجزءٍ أساسي من التراث والعادات والتقاليد المصرية و طقوس احتفالات هذا اليوم المميز.

يوم عاشوراء

الصورة عبر Wikimedia Commons

بدأ احتفال المصريين بيوم عاشوراء(العاشر من شهر محرم كل سنة هجرية) في عهد الدولة الفاطمية ، حيث كانوا يضيئون الشوارع ويزينون المساجد بالأضواء ويقومون بتحضير أطباق حلوى العاشوراء التي تصنع من القمح واللبن وتزين بالمكسرات لتوزيعها على العائلة والأصدقاء احتفاءً بهذه المناسبة المميزة. وتعتبر قدسية يوم عاشوراء تراثًا غنيًا بالروحانية، حيث يُعتقد أن في هذا اليوم نجى سيدنا موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجيشه وأصبح الاحتفال بهذا اليوم من عادات وتقاليد المصريين.

زيارة الأولياء والأضرحة

الصورة عبر Wikimedia Commons

كانت الأضرحة في عصر الدولة الفاطمية تعتبر مراكزًا ثقافية ودينية مهمة، حيث كانت تنظم فيها الدروس والمحاضرات الدينية، وتقام فيها الأنشطة الثقافية والتربوية التي تهدف إلى نشر العلم والوعي بين الناس. ومع مرور الوقت، ازدادت شعبية زيارة الأضرحة وتنوعت العادات المرتبطة بها وبدأت عادة زيارة المقامات وزيارة الأولياء مثل ضريح السيدة زينب وضريح السيد البدوي من أجل التبرك والدعاء حتى صارت مع الوقت من العادات والتقاليد والتراث الروحاني في مصر.

المزيد من المقالات