أقدم آثار بشرية في العالم
يعتبر الإنسان أكثر الكائنات جدلًا من حيث قدرته المدهشة على إحداث تغييرات كبيرة في المكان الذي يتواجد فيه، وبطبيعة الحال يظهر هذا الجدل بين البشر وبعضهم ويمتد إلى منشأ الإنسان وأصله وتاريخ وجوده. في هذه المقالة سنقوم بجمع بعض المعلومات والاكتشافات المتواجدة عن أقدم آثار بشرية في العالم تم العثور عليها، لكن دعونا نتفق على أن المعلومات المذكورة في هذه المقالة لا تمثل رأي الكاتب ولا تؤكد التاريخ الحقيقي للبشر ولا تنفيه، فالله أعلم متى خلق آدم ومتى نزل إلى الأرض، ولكنها محاولة لإثارة العقل في التفكير والتدبر، ودعونا لا ننسى أن الخلفية الدينية والعلمية والجغرافية وأحيانًا السياسية أيضًا لها أثر كبير على العلماء وتسبب ميل الشخص إلى رأي ما خاصةً إذا كان الرأي مرتبطًا بعقيدةٍ أو توجه فكري معين. إليكم سبعة من أقدم الآثار البشرية المكتشفة في العالم حتى الآن.
1-كهوف سييرا دي أتابويركا (إسبانيا)
توجد هذه الكهوف في شمال إسبانيا، ويقول العلماء أنهم اكتشفوا بها آثار ومخلفات أحفورية بشرية تعود إلى أوائل الناس الذين سكنوا قارة أوروبا منذ 800 ألف سنة. تم اكتشاف هذا الموقع في نهاية القرن التاسع عشر عندما كان عمال السكة الحديد يحفرون نفقًا بداخل جبل لوضع القضبان الحديدية، لكن لم توجد حينها الخلفية العلمية الكافية لتحليل المخلفات الأحفورية في هذا الوقت. تم عمل أول تحليل للعينات الأحفورية المكتشفة في عام 1978 ثم تلتها عينة أخرى في عام 1984 وتوالت الاكتسافات في الموقع حتى وصلت إلى 150 قطعة من البقايا البشرية من بينها قطعة شديدة التميز عبارة عن جمجمة بشرية بدون فك والتي تعتبر أقدم جمجمة بشرية مكتشفة في العالم حتى الآن ويرجع تاريخها إلى 300 ألف سنة أطلقوا عليها اسم جمجمة "إنسان أتابوريكاي". واستمرت الاكتشافات حتى وجدوا بقايا بشرية لأقدم أثر بشري يرجع تاريخه إلى 1.2 مليون سنة على حد قولهم.
2-جزيرة كريت (اليونان)
في عام 2002 تم العثور على آثار أقدام يعتقد العلماء أنها بشرية بلا أدنى شك، ويعود عمرها إلى أكثر من 6 ملايين سنة، وجدوها في الجانب الغربي من جزيرة كريت التابعة لليونان وكانت بين الصخور الرسوبية التي تشكلت على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في أزمان سحيقة حيث كانت جزيرة كريت لا تزال متصلة باليونان والساحل الإفريقي مما يدل على أن هذه الآثار على حد قولهم لبشر عاشوا بين أوروبا وإفريقيا منذ 6 ملايين سنة.
3-آثار أقدام هايسبرو
في عام 2013م، وعلى شاطئ هايسبرو في مدينة نورفولك بانجلترا، وجد العلماء آثار أقدام بشرية تعود إلى أكثر من 800 ألف سنة، وكان أقدم أثر بشري قبله في بريطانيا وجد في إسكموث في ويلز يعود إلى العصر الحجري الوسيط وتاريخ الكربون، ويرجع تحديدًا إلى عام 4600 ق.م، مما جعل اكتشاف آثار أقدام هايسبرو حدثًا مهمًّا في بريطانيا.
آثار أقدام هايسبرو بانجلترا تعود إلى أكثر من 800 ألف سنة (المصدر)
4-فك إثيوبيا البشري (إثيوبيا)
في عام 2013م عثر أحد الطلاب الإثيوبيين على قطعة مهمة من فك بشري تعود إلى أكثر من 2.3 مليون سنة، وترجع أهمية تلك القطعة بحسب قول علماء الأنثربولوجي (علم سلالات الإنسان) إلى أنها تمثل حلقة الوصل بين هيكل "لوسي" المكتشف الذي يرجع إلى 3.2 مليون سنة وبين الإنسان الحديث بزعمهم.
4-فك إثيوبيا البشري (إثيوبيا)
في عام 2013م عثر أحد الطلاب الإثيوبيين على قطعة مهمة من فك بشري تعود إلى أكثر من 2.3 مليون سنة، وترجع أهمية تلك القطعة بحسب قول علماء الأنثربولوجي (علم سلالات الإنسان) إلى أنها تمثل حلقة الوصل بين هيكل "لوسي" المكتشف الذي يرجع إلى 3.2 مليون سنة وبين الإنسان الحديث بزعمهم.
5-حليّ وقلادات من عصور ما قبل التاريخ (المغرب)
في عام 2021م قام فريق من الباحثين باكتشاف مجموعة من الحلي المكونة من قواقع بحرية في المغرب، ويعتقد العلماء أن تلك الحليّ هي أقدم حليّ بشرية تم اكتشافها على الإطلاق، حيث يرجع عمرها إلى ما يقرب من 150 ألف سنة وجدوها في مغارة تسمى "بيزمون" جنوب غرب مدينة "الصويرة" بالمغرب. وتكمن أهمية هذا الاكتشاف أنه دليل على احتمالية وجود لغة للتواصل بين البشر في هذا الزمن الغير معروف على حد قولهم، ثم توالت اكتشافات حليّ مشابهة في الجزائر وفلسطين ترجع إلى عصور متقاربة مما عزز النظرية.
6-بقايا الإنسان "أومو كيبيش 1" ( إثيوبيا)
قام فريق من العلماء الكينيين بقيادة العالم الشهير "ريتشارد ليكي" في عام 1976م باكتشاف بقايا هيكل عظمي بشري متحجر في إثيوبيا يعتقد أنه أقدم هيكل بشري بجمجمة كاملة في العالم، ويرجع عمره إلى أكثر من 230 ألف سنة وأطلقوا عليه اسم "أومو كيبيش 1".
7-بقايا هيكل إنسان " لوسي" (إثيوبيا)
"لوسي" هو الاسم الذي تم إطلاقه على مئات القطع وبقايا الهيكل الأنثوي الذي تم العثور عليه في وادي ضيق من أودية منطقة "عفر" بدولة إثيوبيا على يد العلماء "دونالد جونسون" و"موريس تاييب" و"توم جاري". قدّر العلماء عمر هذه البقايا بأكثر من 3.2 مليون سنة، وقام فريق الاستكشاف بجمع أكثر من 40% من إجمالي العظام المكونة لهذا الهيكل، وسبب التسمية هي أنه كانت هناك أغنية لفريق "البيتلز" تسمى "لوسي في السماء مع الماسات" يسمعها فريق الاستكشاف باستمرار في مخيمهم قبيل اكتشافهم لهذه البقايا، فأسموها "لوسي" تيمنًا بالأغنية وأنها ستجعلهم من أشهر المستكشفين في العالم.
وبالرغم من اتفاقنا أو اختلافنا حول ماهية تلك الاكتشافات ومدى دقة الأرقام والتواريخ المذكورة بها، فممّا لا شك فيه أن اطّلاعنا عليها يعزز قدرتنا على النقد والتحليل المنطقي.