أرسطو وابن الهيثم وغاليليو رسّخوا قواعده. مع الثورات الصناعية والعلمية، تحول إلى مؤسسة تدعمها الدولة، خصوصاً في القرن العشرين. عام 2024، تجاوز الإنفاق العالمي على البحث والتطوير 2.5 تريليون دولار.
الفلسفة تحدد غاية العلم وطريقته: الوضعية عند كونت، التكذيبية عند بوبر، والبنائية. أهداف العلم تغيرت من المعرفة لذاتها إلى وسيلة اقتصادية، سلاح في الحروب، ثم أداة لمواجهة الأزمات بعد كوفيد.
في المجتمع، غيّر العلم التعليم والطب والاقتصاد. الصناعات المعتمدة عليه تُنتج فوق 20 % من الناتج المحلي العالمي. التعاون الدولي قاد مشروع الجينوم البشري ولقاحات كوفيد. اليوم، يعمل 9.3 مليون باحث متفرغ حول العالم.
الضغط المؤسسي وقواعد النشر أنتجت إخفاء النتائج السلبية، ضعف إعادة التجربة، وتزييفاً. 70 % من العلماء الشباب يعانون اضطرابات نفسية، و39 % شاهدوا بحثاً غير نزيه في مؤسساتهم.
أسباب الاندفاع: الطمع بالشهرة والمال، سيطرة المجلات على الأولويات، ومسعى الشركات للاحتكار. نزاع نيوتن مع لايبنتز، وفايزر مع موديرنا، أمثلة. النتيجة: تراجع ثقة الجمهور وانخفاض جودة النشر.
يطالب الخبراء بنشر مفتوح، معايير تقييم متعددة، دعم نفسي للباحثين، وأخلاقيات عالمية. مستقبلاً، يحتاج العلم تعاوناً بين تخصصات، ذكاء اصطناعياً، ومشاركة مجتمعية لبناء معرفة مستدامة.
يبدو الاندفاع رداً طبيعياً على التنافس، لكنه يُفسد دقة البحث. العلم لا ينمو بالسرعة، بل بالهدوء والتعاون والمراجعة. إن رُكّز على النزاهة والفائدة البعيدة، يفي بوعوده للبشرية.
غريغوري فاولر
· 17/10/2025