روائع الفن الإسلامي في تلمسان

تلمسان .. حاضرة التاريخ ولؤلؤة المغرب الكبير تحكي الشوارع في مدينة "تلمسان" قصّة تاريخٍ مجيدٍ وفخر تليدٍ عاشتها تلك المدينة الأثرية المليئة بالأحداث والشخصيات التي تركت بصمةً لا تُمحى في تاريخ المغرب الأوسط والوطن العربيّ والإسلاميّ، إنها لؤلؤة المغرب الأمازيغيّ العربيّ وحاضرة التاريخ الإسلاميّ .. مدينة "تلمسان" التي عاصرت أزهى فترات المغرب الأوسط في عصر دولتي المرابطين والموحّدين على حدٍّ سواء، كما أنها كانت عاصمة الزناتيين والجيتول أصحاب البصمة الواضحة في تاريخ الشمال الإفريقيّ، فقصّة تلمسان مازال يرويها الأجداد للأحفاد وكأنها غدت بالأمس القريب، فقد كانت "تلمسان" مركزًا للإشعاع الحضاريّ والثقافيّ وارتسمت ملامحها بمعالم الطراز الإسلاميّ الأندلسيّ الرفيع بلمسةٍ إبداعيّةٍ متجددةٍ تركت بصمتها على العمارة والبناء التي يراها العديد في قصور ومساجد ومنازل تلمسان لتنصب بوادر شخصيّة المدينة وتعقب تراثها العمرانيّ المتميز لتظهر بأبهى صورةٍ وتستحق عن جدارةٍ لقب.. لؤلؤة المغرب الكبير.

تلمسان .. حاضرة التاريخ ولؤلؤة المغرب الكبير

تحكي الشوارع في مدينة "تلمسان" قصّة تاريخٍ مجيدٍ وفخر تليدٍ عاشتها تلك المدينة الأثرية المليئة بالأحداث والشخصيات التي تركت بصمةً لا تُمحى في تاريخ المغرب الأوسط والوطن العربيّ والإسلاميّ، إنها لؤلؤة المغرب الأمازيغيّ العربيّ وحاضرة التاريخ الإسلاميّ .. مدينة "تلمسان" التي عاصرت أزهى فترات المغرب الأوسط في عصر دولتي المرابطين والموحّدين على حدٍّ سواء، كما أنها كانت عاصمة الزناتيين والجيتول أصحاب البصمة الواضحة في تاريخ الشمال الإفريقيّ، فقصّة تلمسان مازال يرويها الأجداد للأحفاد وكأنها غدت بالأمس القريب، فقد كانت "تلمسان" مركزًا للإشعاع الحضاريّ والثقافيّ وارتسمت ملامحها بمعالم الطراز الإسلاميّ الأندلسيّ الرفيع بلمسةٍ إبداعيّةٍ متجددةٍ تركت بصمتها على العمارة والبناء التي يراها العديد في قصور ومساجد ومنازل تلمسان لتنصب بوادر شخصيّة المدينة وتعقب تراثها العمرانيّ المتميز لتظهر بأبهى صورةٍ وتستحق عن جدارةٍ لقب.. لؤلؤة المغرب الكبير.

أصل التسمية

كانت مدينة تلمسان تسمّى في الماضي باسم "بوماريا" أيام العهد الروماني، ثم سمّاها المسلمون ب"أغادير" أو "مدينة الجدار" في أول العهد الإسلامي بالمغرب الكبير، ثم سُمّيت "تلمسان" في القرن التاسع الميلاديّ. اختلف المؤرخون في سبب التسمية وأصلها إلى عدة آراءٍ نسرد لكم منها بعضها :

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

أول رأيٍ يقول انها أمازيغيّة الأصل تتكوّن من قطعتين، الأولى "تلم" بمعنى تجمّع والأخرى "سان" ومعناها اثنان، وذلك بسبب جمعها لمدينتين سبقتاها هما مدينة "تقرارت" التي أسسها "يوسف بن تاشفين ومدينة "أغادير" التي بناها أبو قرة اليفريني على أنقاض "بوماريا". أمّا الرأي الثاني فيقول أن أصلها أمازيغيٌّ أيضًا يتكوّن من "تالا" بمعنى المنبع و "يمسان" بمعنى الجاف ، ليصبح معنى تلمسان هو "المنبع الجاف". وهناك رأيٌ ثالثٌ يقول بأنها تحريف لصيغة الجمع "تلمسين" التي هي مفرد "تلماس" ومعناه ينبوع الماء فيكون اسم المدينة معناه " مدينة الينابيع".

ماهية الفن المعماري الإسلامي

الصورة عبر HansJuergenW على pixabay

يطلق اسم الفن المعماري الإسلاميّ على كل ما تركه المسلمون من مبانٍ سواءً كانت تلك المباني مساجد أو قصورًا أو قلاعًا أو مدارس أو منازل، فهو كلّ ما تركه المسلمون من بناءٍ، وهومحصّلةٌ للتراث الإسلاميّ المعماريّ على مرّ العصور. بالرغم من تعدّد أنواع المعمار الإسلاميّ واختلافه من مكانٍ لآخر ومن زمنٍ لآخر، إلا أنه يظلّ انعكاسًا لهويّة من بناها وشيّدها من حيث أفكاره واعتقاداته وتركيبته النفسيّة وحالته الاجتماعيّة ليكوّن صورةً متفرّدةً وحالةً خاصّةً بكلّ زمانٍ ومكانٍ.

أهم معالم مدينة تلمسان الأثرية الإسلامية

مئذنة المنصورة الشهيرة بتصميمها المربع الشبيه بمئذنة المسجد الأموي بدمشق

مرّت مدينة تلمسان بالعديد من المراحل التاريخية الإسلامية منذ فتحها في العهد الإسلامي الأول على يد عقبة بن نافع عام 671م وحتى العصر الحالي، ولعل أحد أكبر شواهد ثراء تلك المدينة بالفن والمعمار الإسلامي هو اختيار مدينة تلمسان لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2011م، حيث ترك كل عصر من عصورها الإسلامية تراثًا معماريًّا لعلّ من أهمّ معالمه ما يلي:

قصر المشور

الساحة الداخلية لقصر المشور بمدينة تلمسان

لا يمكن زيارة مدينة تلمسان دون المرور على قصر المشور الذي يقع في وسط المدينة، فهو أحد معالم مدينة تلمسان التراثية الذي يشهد على روعة وجمال الفن المعماري الإسلامي في ذلك الزمن، تمّ بناء ذلك القصر على يد "يغمر اسن بن زيان" في القرن الرابع عشر الميلادي، وقيل أن من بناه أولًا كان "يوسف بن تاشفين" في القرن الحادي عشر الميلادي وقت حصاره لمدينة أغادير، قد يكون هناك خلافٌ على من بناه أولًا لكن لا خلاف على روعة ذلك القصر بضخامته ومنازله البهيّة وحدائقه الغنّاء.

ترجع كلمة المشور إلى اسم المكان الذي كان يقيم فيه أمير المسلمين ويعقد اجتماعاته ويناقش فيه أمور الدولة، كما تشير بعض المراجع التاريخية إلى استخدام الأمير "عبدالقادر الجزائري" إلى ذلك القصر وإقامته فيه مدة أربع سنواتٍ وقت توقيع معاهدة " تفنة" بين الجزائريين والاحتلال الفرنسي، ثم غادره حينما نقض الفرنسيون العهد، وتحوّل القصر إلى ثكنةٍ عسكريةٍ وقت الاحتلال.

مسجد المنصورة

الصورة عبر GregMontani على pixabay

في عام 1299م ، أسس السلطان "أبو يعقوب يوسف" أحد سلاطين المرينيين معسكرًا من أجل حصار مدينة تلمسان، فبنى مسجدًا وبجواره قصرٌ وألحق بهما مساكن مخصصةً للجنود، فأصبحت مدينة مهمةً ومركزية حتى هجرها أهلها بعد اغتيال السلطان "أبو يعقوب"، لكن جاء من بعده السلطان "أبو الحسن" وأعاد حصار تلمسان حتى استسلمت وأصبحت المنصورة ومسجدها علامة في تاريخ الدولة المرينية ومركزًا للسلطة.

يتكوّن المسجد من 13 مدخلًا وتحيطه الأسوار من كل جانبٍ، ومن أشهر معالمها تلك المئذنة المربّعة التي تمتلئ بالزخارف الإسلامية، وتوجد المئذنة بالجزء الممتد من السور الشمالي، وتم تصميمها لتكون شبيهة بمئذنة المسجد الأموي بدمشق والتي استوحت تصميمها من الأبراج الرومانية لمعبد زحل. وتعتبر مئذنة المنصورة من أعلى مآذن الجزائر.

الجامع الكبير بتلمسان

قبة محراب الجامع الكبير بتلمسان من أجمل القطع المعمارية بالمدينة

هو أحد المساجد التاريخية الثلاثة التي شيّدها المرابطون بالجزائر، ويأخذ جامع تلمسان الكبير الطراز المعماريّ الذي تميّز به عصر المرابطين والذي يشبه في مجمله الطراز الأندلسيّ. تم بناء هذا المسجد في عهد "يوسف بن تاشفين" عام 1082م، ثم أعاد تجديده وتوسعته ابنه "علي بن يوسف". احتوى الجامع على بعض القباب التي تشبه قباب جوامع قرطبة والقيروان وجامع الأزهر بالقاهرة، وأهمّ ما في الجامع من قطعٍ معماريّةٍ هي "قبة المحراب" ذات العروق التي تتكون من 16 ضلعًا بداخل هيكلٍ مربّع في أربع زوايا جمعت بين الفن المعماري في عصر المرابطين مع عناصر الزخرفة الفارسية، يقال أنها جُلبت من الشرق وأُدخلت إلى بلاد المغرب في أيام المرابطين وقيل أنها نقلت بواسطة "بني حماد" حيث كانت لهم علاقة وثيقة بالدولة الفاطمية.

المزيد من المقالات