إذا كنت تعاني من حساسية تجاه القطط، فهل لديك حساسية أيضاً تجاه الأسود والنمور؟

على الرغم من طبيعتها القاسية والنرجسية، لا يزال الناس يجدون القطط أمرا ًلا يقاوم. حسناً، لا يجدها الجميع أمراً لا يقاوم. قد يختلف بعض القراء لأنهم لا يستطيعون تحمل غطرستها وقد يفضلون مخلوقاً أكثر ودية، مثل الكلب، أو ربما يكون لدى بعض القراء حساسية تجاهها. أيها القارئ، أوافق على أنه من القسوة والظلم الشديد ألا تتمكن من إشباع الرغبة التي لا يمكن كبتها لمداعبة قطة رائعة دون الانغماس في ضيق التنفس والعطس الذي لا ينتهي. ومع ذلك، ماذا لو قرر أحد هؤلاء القراء المصابين بالحساسية أن يداعب نوعاً مختلفاً أكبر قليلاً من القطط، مثل... الأسد؟ إذا كانت قطة جارك مجرد أسد مُروّض، فهل يمكن للأسد، الذي يشترك في معظم حمضها النووي، أن يثير حساسيتك أيضاً؟ الجواب، للأسف، هو نعم مدوية.

فراء القطط ليس هو سبب الحساسية لديك

خلافًا للاعتقاد السائد، فإن فراء أو شعر قطتك ليس هو السبب الحقيقي وراء إصابتك بالحساسية. على الرغم من أن فراء قطتك الجميل يمكن أن يكون فعالاً في نقل ما يسبب الحساسية لديك، إلا أن جسمك لا يرفض الشعر نفسه. السر الذي يفسر الحساسية من قطتك يكمن في الواقع بشكل أعمق.

الجهاز المناعي هو عبارة عن شبكة بيولوجية كبيرة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تسعى جاهدة لحمايتنا من العدوى. يتم تنشيطه فوراً بعد دخول مادة غريبة إلى جسمنا. وللتخلّص من هذه المواد غير المرغوب فيها، يبتكر الجهاز المناعي أجساماً مضادة: بروتينات تحدد موقع الأجسام الحاملة للمرض، والتي نسميها مسببات الأمراض، وتطاردها وتقهرها.

من الناحية المثالية، يجب أن يتفاعل جهاز المناعة لدينا حصرياً مع المواد المسببة للأمراض، ولكن بعض الأشخاص يتمتعون بأجهزة مناعية شديدة الحساسية وتميل إلى المبالغة في رد الفعل تجاه البروتينات التي قد يجدها نظام المناعة الطبيعي غير ضارة تماماً. خلافًا للاعتقاد السائد، فإن حساسية الحيوانات الأليفة لا تنجم عن الفراء، بل عن الوبر: خلايا الجلد الميتة التي تتساقط من الحيوانات الأليفة والتي عادة ما تجد نفسها عالقة في فرائها أو عالقة في البول أو اللعاب.

فيل دي آي

عندما يتم التربيت على القطة والعناية بها، أو عندما تلعق نفسها، يتحرر الوبر ويطير في الهواء. يمكن الآن استنشاق الوبر من قبل أي شخص في المنطقة المجاورة لها، ولكنه لن يؤدي إلا إلى إحداث الاضطراب لدى هؤلاء الأشخاص التعساء الذين يمتلكون جهاز مناعة شديد الحساسية. في القطط المنزلية، يوجد في الوبر بروتين واحد يسمى فيل دي آي (Fel d I) هو المسؤول عن الحساسية. جميع القطط، سواء المُروّضة أو غير المُروّضة، يتساقط وبرها، لكن المشكلة هي في وجود فيل دي آي (Fel d I) حتى في وبر القطط البرية.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

في دراسة نشرت عام 1990 في مجلة الحساسية والمناعة السريرية، اختبر الباحثون وبر ثمانية أنواع من القطط: القط البري، الكوجر، السرفال، النمور السيبيرية، الأسود، النمور، نمور الثلج، والوشق أو الوشق الصحراوي. ثم قاموا بتعريض 11 شخصاً لديهم حساسية تجاه القطط المروضة لوبر هذه القطط البرية.

وكانت نتائج الدراسة مثيرة للاهتمام للغاية. نعم، الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه القطط المروضة يميلون أيضاً إلى أن يكون لديهم حساسية تجاه القطط البرية. وكان هذا الميل واضحاً من خلال زيادة مستويات الهيستامين، وهو المركب الكيميائي المسؤول عن أعراض الحساسية، مثل العطس والسعال.

على الرغم من أن الاستجابة التحسسية لم تكن قوية جداً، ونظراً لنقص البيانات، فإن الدراسة ليست حاسمة تماماً. ومع ذلك، هناك حالات تؤكد هذه النتيجة. في وارسو، بولندا، تم نقل طفل يبلغ من العمر 8 سنوات من السيرك إلى أقرب مستشفى بعد أن عانى من نوبة عنيفة من الصفير والحكة. اكتشف الأطباء أن الصبي يعاني من حساسية تجاه القطط. وبحسب والديه، فإن الأعراض ظهرت بعد دقائق قليلة من ظهور الحيوانات على المسرح، وتفاقمت عندما بدأ ترويض الأسود.

كثير من الأشخاص الذين يعانون من حساسية القطط لديهم قطط على أي حال

الصورة عبر mermaidtoon على pixabay

يعاني حوالي 10 بالمائة من الأشخاص من حساسية تجاه الحيوانات الأليفة المنزلية. بالنسبة لهذا القسم غير الأناني من الناس الذين يحبون القطط الأليفة على الرغم من إصابتهم بالحساسية، هناك أخبار جيدة وأخبار سيئة حول إدارة تلك الحساسية.

خلافاً للاعتقاد الشائع، تنتج كل قطة بروتين فيل دي 1 (Fel d 1)، لذلك لا توجد سلالة لا تسبب الحساسية تماماً. ومع ذلك، فمن المعروف أن القطط الذكور غير المخصية تنتج مستويات أعلى من بروتين فيل دي 1 (Fel d 1) المزعج. تنتج إناث وذكور القطط المخصية كمية أقل من مسببات الحساسية. لهذا السبب، يفترض الباحثون أن بروتين فيل دي 1 (Fel d 1) قد يكون مرتبطاً في إشارات الفيرومون (pheromone)، لكن الغرض من البروتين غير معروف.

عندما يتعلق الأمر بسلالات القطط المضادة للحساسية، أصبح من السهل الآن رؤية الآلية الأساسية. وبدلاً من كونها سلالة لا تنتج مسببات الحساسية، فهي تنتج مستويات أقل منها، ولا تحتوي على فراء أو شعر لنقل مسببات الحساسية بسهولة إلى الهواء والبيئة، وإليك في النهاية. وفقًا لموقع PetMD، تتصدر السلالات السيبيرية والبالية قائمة سلالات القطط المضادة للحساسية، نظراً لأنها تنتج مستويات أقل من بروتين فيل دي 1 (Fel d 1). ويتبع ذلك سلالات مثل Sphynx وقصيرة الشعر التي تنتج وبراً وفراء أقل لنقل بروتين فيل دي 1 (Fel d 1).

كيفية التعايش مع حساسية القطط

الصورة عبر g3gg0 على pixabay

هناك العديد من التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها للتخفيف من حساسيك. قام Petfinder بشكل مفيد بتجميع قائمة شاملة من الاستراتيجيات الأكثر فعالية. فيما يلي أهم القليل منها:

تنفية الهواء! استثمر في مرشح عالي الكفاءة (HEPA) لايقاف الجسيمات في الهواء. تذكر أن مسببات حساسية القطط يمكن أن تبقى لفترات طويلة من الوقت، لذا فإن إخراجها من الهواء بشكل مستمر سيقلل من تعرضك لمسببات الحساسية.

اجعل غرفة نومك منطقة خالية من القطط. وهذا يعني غسل الفراش، أو الأفضل من ذلك، استبداله. يوصى بشدة باستخدام أغطية المراتب والوسائد المضادة للحساسية، ويمكن شراؤها من معظم متاجر المنتجات المنزلية.

الحد من مجال حركة القطة. حدد مناطق محددة حيث يمكن لقطتك الحركة داخل منزلك. أبقِ قطتك بعيدة عن أماكن العمل الخاصة بك عن طريق إغلاق الأبواب، على سبيل المثال. تأكد من توفير الكثير من الأماكن الدافئة والمريحة في المناطق التي تحبهاالقطط.

التزيين بحكمة. يمكن أن يؤدي تقليل الأثاث المنجد والسجاد أو البساط إلى تقليل كمية تراكم مسببات الحساسية في منزلك بشكل كبير. يمكن أن يراكم السجاد، على وجه الخصوص، 100 مرة من المواد المسببة للحساسية أكثر من الأرضيات الصلبة.

قم بتنظيف قطتك بالفرشاة – بالخارج! إذا كان لديك مكان في الهواء الطلق، استخدم هذه المساحة لتنظيف قطتك. بهذه الطريقة، يمكن للوبر المحمل بمسببات الحساسية أن ينتشر ويتطاير، بدلاً من أن يتراكم في منزلك.

الحد من التلامس مع صندوق القمامة. هل تتذكر كيف يتم تمرير البروتين المسبب للحساسية عبر بول القطة؟ توقف عن التجريف، واستعمل بدلاً من ذلك صندوق القمامة ذاتي التنظيف.

المزيد من المقالات