ربما يكون ألبرت أينشتاين وستيفن هوكينج من أكثر العباقرة شهرة في التاريخ الحديث. وعلى الرغم من عدم وجود دليل على أن أيًا من الرجلَين قد خضع لاختبار الذكاء، فمن المُقدّر أن كلاهما قد سجل حوالي 160 في الـ IQ. وفي حين أن هذه درجة مثيرة للإعجاب، إلا أنها ليست حتى قريبة من كونها أعلى معدّل أو حاصِل ذكاء في العالم، وهذا يثير عدة أسئلة: ما هو معدل الذكاء الـ IQ؟ إذا كنت تعمل بهدف أن تصبح أكثر ذكاءً، فماذا تعني نتيجة معدل الذكاء IQ الخاص بك، وهل هذا مهم؟ هل يمكنه التنبؤ بما إذا كنت ستعيش حياة عادية أو ستقدم مساهماتٍ رائدةً في المجتمع؟

بينما يمكنك تحسين قدرتك المعرفية باستخدام أساليب تعزيز الدماغ، مثل العثور على هوايات جديدة أو تعلّم شيء جديد أو إتقان لغة جديدة، فإن معدل الذكاء IQ الخاصّ بك يميل إلى أن يكون مستقرًا. لقد تحدّثنا مع الخبراء لفهم معنى معدل الذكاء IQ وآثاره بشكل أفضل. إليك ما كان عليهم قولُه.

يعني مُصطلَحُ IQ حاصلَ الذكاء. إنه نتيجةٌ رقميّة تنتج عن إجراء أحدِ الاختبارات المُوحَّدة العديدة التي تقيس قدراتٍ معرفيّةً مُحدَّدة.

عندما تم تطوير اختبارات الذكاء لأول مرة في عام 1912، كان المقصود من النتيجة أن تعكس نسبة (أو حاصل) "العمر العقلي" للشخص مقسومًا على عمره الزمني ثم مضروبًا في 100، وفقًا لمنظمة مينسا الدولية، وهي جمعيّةٌ من الأشخاص الذين يسجلون درجات تقع في أعلى 2% من درجات المتقدِّمين ألإجماليّين لاختبارات الذكاء IQ. (إليك اختبار تدريبي لاختبار الذكاء IQ الخاصّ بـ منسا من أجل معرفة ما إذا كنت مؤهلاً للانضمام إليها). وفقًا لهذا المعيار، فإن الشخص الذي كان عمره الزمني 10 سنوات والذي اختبر أيضًا في سن عقلية 10 سنوات، سيكون معدل ذكائه الـ IQ مساوياً لـ 100.

واليوم، بعد اختبار أعداد كبيرة جدًا من الأشخاص لأكثر من قرن من الزمان، أصبحت نفس النتيجة البالغة 100 تُعتبَر متوسطة.

تقول رينيه ليكسو، الدكتورة في علم النفس PsyD، وعالِمة النفس الإشرافي في American Mensa، والتي تعترف بوجود أنواع مختلفة من الذكاء: "تنظر اختبارات الذكاء إلى القدرات المعرفية المختلفة لتحديد القدرات العقلية أو المنطقية الشاملة"، ثم تُضيف: "تسعى اختبارات الذكاء إلى تحديد الذكاء السائل (قدرة الفرد على أخذ معلومات جديدة أو مُستجَدّة والتفكير بشكل تجريدي) والذكاء المتبلور (المعرفة التي تمّ الحصول عليها بالفعل والاحتفاظ بها). ببساطة، تقيس اختبارات الذكاء قدرة الفرد على التفكير وتطبيق المهارات وحل المسائل".

يتوفّر العديدُ من اختبارات الذكاء. نورد هنا بعضاً من الأكثر استخدامًا على نطاق واسع:

 مقياس وكسلر لذكاء البالغين (WAIS IV)

 مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (WISC)

 اختبارات وودكوك جونسون للقدرات المعرفية

 مقياس ستانفورد بينيه للذكاء

 مصفوفات رافين التقدمية

تستخدم اختباراتُ الذكاء IQ مجموعةً من التنسيقات والأشكال؛ بعضها يتضمّن أسئلةً متعددّة الاختيارات، بينما يتطلب البعضُ الآخر إجابة قصيرة أو حلاً للغز. يمكن أن يستغرق إكمالُ هذه الاختبارات ما يصل إلى 15 دقيقة أو ما يصل إلى أربع ساعات، اعتمادًا على الاختبار.

يقول جون ديلوكا، الحائز على درجة الدكتوراه في علم النفس العصبي ونائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة كيسلر: "تُحاول اختباراتُ الذكاء قياس العامل الفكري الشامل، والذي يشار إليه بـ "g". "هناك الكثير من الأشياء التي تدخل في هذا العامل، ولكن "g" يمثِّل فكرةَ هذا الذكاء الشامل".

في محاولة لتقييم "g"، يقيس كلُّ اختبارِ ذكاءٍ IQ مجموعةً مختلفة قليلاً من المهارات المعرفية. تقول ليكسو إن بعض الأمثلة تشمل المُحاججة الشفهيّة، والمهارات الرياضية، والمحاججة البصريّة المكانيّة، وسرعة المعالجة، والذاكرة العاملة. ويقول ديلوكا إن هذه الأمور معًا تحاول تقييم الجوانب الشفهيّة وغير الشفهيّة للذكاء.

ولكن خلافًا للاعتقاد السائد، فإن اختبارات الذكاء لا تحدّد مدى ذكائك.

يقول ديلوكا: "سيخبرك اختبار الذكاء IQ إذا كان لديك مستوى معين من القدرة الفكرية الشاملة". ويُكمِل قائلاً: "هل هذا يعني أن لديك الفطرة السليمة؟ لا، إنه يعني أن لديك القدرة على معالجة المعلومات على مستوى عالٍ، وهو لا يعني أنك ذكي في كلّ ما تفعله. ربما كان لدى أينشتاين معدّل ذكاءٍ مرتفع، لكن هذا لا يعني أنه كان قادرًا، على سبيل المثال، على اتخاذ قرارات جيّدة بشأن حياته المالية".

توافق ليكسو فتقول: "الذكاء العقلي والإنجاز الأكاديمي ليسا نفسَ النوع من الذكاء". وتضيف بالقول إن مصطلحاتٍ مثل "ذكي" تميل إلى أن تكون ذاتية غير موضوعيّة، على أيّ حال. على سبيل المثال، قد يصف الآباء أطفالهم بأنهم أذكياء لأنهم يستطيعون حفظ أو أداء أعمال معينة، ولكن عند قياسهم بشكل موضوعي، يمكن أن يكونَ هؤلاء الأطفال ذوي ذكاء متوسط فقط - آسف أيها الآباء!

وعلى العكس من ذلك، فإن الشخص الذي يعاني من اضطراب القراءة، مثل عسر القراءة، قد يحصل على درجات ضعيفة في المدرسة ولكنه يؤدي أداءً جيدًا في المكوِّنات غير اللفظيّة والشفهيّة لاختبار الذكاء IQ، وبالتالي يُظهر ذكاءً عاليًا.

يتم تسجيل اختبارات الذكاء IQ على منحنى الجرس، حيث تبلغ الدرجة 100 - الجزء العلوي من شكل الجرس على الرسم البياني - مما يعكس متوسط الذكاء. يقول ديلوكا إنه باستخدام هذا المقياس، سيحصل 50% من الأشخاص على 100 نقطة. تقع الدرجاتُ الأعلى أو الأقل من تلك الدرجة على جانبَي الجرس وتعكس الانحرافات المعياريّة عن المتوسط.

تأخذ درجاتُ الذكاء IQ أيضًا في الاعتبار العمر، وذلك لأنه من الطبيعي أن تتغيّر جوانبُ معيّنة من الذكاء بمرور الزمن. على سبيل المثال، من المرجّح أن تكون سرعةُ المعالجة لديك في سن 20 عامًا أسرعَ ممّا كانت عليه في سن 50 عامًا، كما يوضح ديلوكا، وبالتالي فإن النتائج تعكس المتوسط بالنسبة لفئتك العمرية. لذلك، حتى لو أجريت نفسَ الاختبار بفارق 30 عامًا، فيجب أن تظل درجةُ الذكاء الخاصة بك كما هي تقريبًا.

مثلما يقيس كلّ اختبار من اختبارات الذكاء IQ جوانب مختلفة قليلاً من الذكاء، فإن كلَّ اختبار أيضًا يُقسِّم نطاقَ الدرجات بشكل مختلف قليلاً. مع أخذ ذلك في الاعتبار، هذه هي الطريقة التي يُصنِّف بها أحدُ اختبارات الذكاء الأكثر شيوعًا النتائجَ:

ستانفورد بينيه Stanford-Binet

فوق 140: عبقري أو شبه عبقري

من 120 إلى 140: ذكاء متفوق جدًا

من 110 إلى 119: ذكاء متفوق

90 إلى 109: ذكاء متوسط أو طبيعي

من 80 إلى 89 : بلادة

70 إلى 79: نقص حدّي في الذكاء

أقل من 70 عامًا: ضعف العقل