كيف تقرأ بشكلٍ أسرع - وتفهم ما قد قرأته
هناك نوعاً ما الكثير من الكتب الرائعة التي يمكن قراءتها خلال مسيرة العمر، وبصفتي شخصاً لديه قائمةٌ ضخمةٌ من الموادّ التي يجب أن تُقرَأ، أتمنّى أحياناً أن أتمكَّن من قلب الصفحات بسرعةٍ أكبر قليلاً. فإذا كنت تتساءل أيضاً عن كيفية القراءة بشكلٍ أسرع، فقد وافاك الحظّ الآن. لقد تحدّثتُ إلى اثنين من الخبراء حول كيفية تسريع القراءة للاطّلاع على مزيدٍ من الكتب والمقالات بدون التضحية بالفهم، بحيث يبقى بإمكانك الحصول على كلّ الفوائد العظيمة التي تمنحها القراءة. وما سنذكره هنا ليس اقتراحاتٍ كي تصبح قارئاً سريعاً أصيلاً (وهذا يتطلَّب منك أن تكون قادراً على قراءة 700 كلمةٍ في الدقيقة – يا للهول!). بدلاً من ذلك، نحن نبحث عن طرقٍ مجرَّبةٍ وحقيقيةٍ لمساعدتك على إنهاء المزيد من أفضل الكتب خلال الفترات الزمنية التي تُتاح لك عادةً للقراءة. وفي نهاية الأمر، يمكن أن يساعدك تسريع القراءة على تعلّم شيءٍ جديدٍ كلَّ يومٍ أو حتى تعلّم كيف تكون أكثر فطنةً في وقتٍ أقلّ.
1. تجنّبْ ما يلهيك وينقص تركيزك
ما الفرق بين أن تجلس مُنكبّاً على قراءة كتابٍ ما في منزلٍ هادئٍ وبين أن تشرع بقراءة روايةٍ جديدةٍ وأنت جالسٌ في مدرّجٍ مكشوفٍ تجري فيه لعبةُ كرة سلةٍ صاخبةٌ في مدرسةٍ ثانويةٍ؟ البيئة المحيطة بك!! نعم بالطبع. إنه ذلك الأمر وأيضاً قدرتك على التركيز.
النصيحة الأولى لفليمينغ Fleming من أجل القراءة بشكلٍ أسرع موجَّهةٌ نحو معالجة عوامل الإلهاء في البيئة المحيطة. تقول موضِّحةً ذلك: " إنّ تقليل الأصوات والأشياء المرئية في بيئتك المحيطة يمنح عقلك المزيد من الطاقة من أجل التركيز على المادّة المكتوبة".
لذلك في المرة القادمة التي تريد فيها التعامُل مع كومةٍ من الموادّ التي يجب أن تقرأها أو تريد تعويض ما فاتك من القراءات المطلوبة قبل فصلٍ دراسي ما، عليك أن تتوجَّه إلى مكانٍ هادئٍ قدر الإمكان. وتُعتَبر المكتبات بيئةَ قراءةٍ مثاليةً، ولكنْ حتى الطاولة الموجودة في الزاوية في مقهى مزدحمٍ يمكن أن تفي بالغرض، إذا كنت تشيح بوجهك عن النشاطات الموجودة وتضع على أذنيك بعض السماعات المخصّصة لإلغاء الضوضاء.
2. قُم بمسحٍ عامّ للنصّ أولاً
تقول أنسون Anson: "قبل الشروع في مغامرة تسريع القراءة، امسحِ النصّ مسحاً عامّاً سريعاً". "ابحثْ عن العناوين وعن العناوين الفرعية وعن العبارات المكتوبة بخطٍّ عريضٍ وعن أيّ تلميحٍ مرئي يوفِّر لك خريطة طريقٍ."
من خلال إعطاء عقلك نظرةً أوّليةً عن الموضوع، حسبما تقول أنسون، يمكنك تقليل الوقت الذي تقضيه في التعامُل مع المعلومات المفاجئة، وتكون النتيجة قراءةً أسرع بوقتٍ أقلّ.
تنطبق هذه النصيحة بشكلٍ أساسي على النصوص الأكاديمية، ولكنها يمكن أن تكون استراتيجيةً مفيدةً لقراءة أيّ قطعةٍ مكتوبةٍ تتحدّث عن وقائع أو تحتوي على إرشاداتٍ، امتداداً من الكتب ذات المواضيع غير الخيالية وصولاً إلى المقالات الإخبارية. في حقيقة الأمر، ستجد أنّ متابعتك للعناوين والعناوين الفرعية في هذه المقالة سوف تزوّدك بالتوجيه اللازم خلال رحلة البحث عن تسريع القراءة.
3. ركِّز على الكلمات الرئيسية
ترتبط هذه النصيحة لتسريع القراءة بشكلٍ مباشرٍ مع النصيحة السابقة. عند قيامك بمسحٍ عامّ للنصّ (وهو ما يُسمَّى أحياناً بالقراءة المسبقة)، تقترح فليمينغ التركيز على الكلمات الرئيسية، ونعني بذلك الكلمات أو العبارات الأكثر صلةً بالغرض العام للقطعة المكتوبة.
تشرح فليمينغ ذلك فتقول: "من خلال تسليط الضوء فكرياً أو بشكلٍ ماديّ على الكلمات الرئيسية، فإنك تنشئ هيكلاً في دماغك لتخزين المعلومات وتذكّرها وفهمها".
دعنا نفترض أنك اخترت مقالةً حول كيفية قراءة الأشخاص من خلال لغة جسدهم. يمكنك إجراء مسحٍ عامّ للنصّ بشكلٍ سريعٍ وتسليط الضوء على أمثلةٍ محدَّدةٍ للغة الجسد: الابتسام أو العبوس أو الاتّصال بالعينين أو أخذ وضعياتٍ جسديةٍ معيَّنةٍ. الآن بعد أن قمت بالمسح العامّ وبتسليط الضوء على الكلمات الرئيسية، فأنت تعرف بالضبط أنواع لغة الجسد التي ستتعلّم قراءتها. إنّ إعطاء عقلك نظرةً أوّليةً سريعةً مثل هذه سيساعدك على التجوال عبر المقالة بسرعةٍ أكبر، وكلّ ذلك دون التضحية بفهم واستيعاب النصّ.
4. ضعْ عدّاداً للوقت
لقد وجدت مكاناً هادئاً، وقُمت بإجراء مسحٍ عامّ للنصّ وحدَّدت الكلمات الرئيسية فيه. فماذا ستفعل الآن؟ عليك أن تضع عدّاداً للوقت وتبدأ القراءة!
يساعد الإجراء البسيط المتمثّل في وضع عدّادٍ للوقت في تحضير الساحة من أجل وقت القراءة المركّزة. وكلّما زاد تركيزك، كلّما كان بإمكانك القراءة بشكلٍ أسرع، والشيء المهمّ هنا أنه سيكون بإمكانك تذكّر الأشياء التي تقرأها.
تقترح فليمينغ البدء بفتراتٍ قصيرةٍ من القراءة بمقابل الجلسات الطويلة منها، خاصةً إذا كنت ترغب في صقل مهارة القراءة السريعة. ابدأ بوضع عدّادٍ للوقت لمدّة خمس دقائق فقط، والتزمْ بالقراءة دون توقّفٍ حتى يرنّ العدّاد. سيساعدك هذا على تدريب عقلك على البقاء في حالة تركيزٍ تامٍّ على المهمّة التي تقوم بها أي القراءة!
5. وسّع مجال رؤيتك المحيطية
عندما يتعلّم الأطفال القراءة، فإننا في غالبية الأحيان نعلّمهم التركيز على بنية كلمةٍ واحدةٍ فقط في الوقت نفسه. ولكنْ مع نمو مهارات القراءة عندك وزيادة مداها، فإنه من المفروض عليك أن توسّع ما تلتقطه خلال قراءتك بحيث يشمل مجال رؤيتك المحيطية.
تقول أنسون: "هل تساءلت يوماً لماذا يمكنك معرفة اللحظة التي تختفي فيها آخر قطعةٍ من الكعكة في حفلةٍ ما، حتى عندما لا تكون موجِّهاً نظرك إليها مباشرةً. إنها رؤيتك المحيطية تمارس عملها السحري. طبِّقْ نفس هذا المبدأ على القراءة، ودرِّبْ عينيك على التقاط مجموعاتٍ من الكلمات في لمحةٍ واحدةٍ. إنّ دماغك هو مركزٌ لقوّةٍ تكتشف الأنماط، فدَعْه يمرِّن تلك العضلات."
6. تجنّبْ إعادة قراءة المقاطع
في بعض الأحيان، تكون إعادة القراءة ضروريةً للفهم والاستيعاب. ولكنْ من الأفضل تجنّب التراجع نحو الخلف، عندما تضبط عدّاد الوقت وتحاول القراءة بشكلٍ أسرع. لذا خلال سعيك لاكتساب فن القراءة السريعة، حاولْ تجنُّب الرجوع إلى الخلف لإعادة قراءة بعض المقاطع أو الصفحات.
إنّ تجنُّب إعادة القراءة لن يزيد من مُعدَّل الذكاء الخاصّ بك، ولكنّه سيحقِّق شيئَين آخرَين: أولاً سوف يحسِّن معدَّل الكلمات التي تقرؤها في الدقيقة في الوقت الراهن. ثانياً سوف يدرِّب عقلك على الانتباه أكثر في المستقبل، لأنك لا تسمح لنفسك بالترف المرتبط بالقدرة على العودة بالصفحات إلى الوراء من أجل الحصول على المعلومات المطلوبة.
7. الممارسة ثم الممارسة ثم الممارسة
إذا كنت ترغب في تعلّم كيفية القراءة بشكلٍ أسرع ، فإنّ أفضل شيءٍ يمكنك القيام به هو القراءة بشكلٍ متكرّرٍ. اقرأ من أجل المتعة. اقرأ من أجل الترفيه. اقرأ من أجل الفهم. اقرأ وأنت في إجازتك، وأنت في القطار، وأنت في مكتب الطبيب، وأنت في حوض الاستحمام ... فقط اقرأ، اقرأ، اقرأ كلّما كانت لديك لحظةٌ تستطيع استغلالها.
وتذّكرْ دائماً: إنها مهارةٌ يلزمها وقتٌ لإتقانها. ابدأ بشكلٍ بطيءٍ، ابحثْ عن إيقاعك، وسرعان ما سوف تجول بسرعةٍ بين الصفحات، وكأنك زورو Zorro الساحات الأدبية!