حقائق مثيرة للاهتمام حول المباني الأكثر شهرة في العالم

عندما تفكر في عجائب الهندسة المعمارية في العالم، هناك بعض الأسماء التي تتبادر إلى ذهنك على الفور. الكولوسيوم، وأهرامات الجيزة، وبرج إيفل، ودار الأوبرا في سيدني، وغيرها الكثير. ولكن بغضّ النظر عن كون كلٍّ من هذه المنشآت أعجوبةً في التصميم والبنيان، فإنّ لدى هذه المباني الجميلة العديد من القصص التي يمكن سردها والكثير من الأسرار التي تمَّ إخفاؤها. تابعْ القراءة لاكتشاف بعض القصص المُغرَقة في القِدَم حول هذه المباني الشهيرة.

1 –الشخص الحالم والشخص الشرير

تتضمَّن قصة دار الأوبرا في سيدني قدراً كبيراً من الدراما. فالرجل الذي تخيَّل تصميمها –وهو جورن أوتزون Jorn Utzon- انتقل إلى أستراليا من الدنمارك مع عائلته بأكملها، وقد استثمر جميع إمكانياته في إنشاء هذه الدار. ولسوء الحظ، بعد أن أمضى سبع سنوات من العمل الشاق في هذا الأمر، أجبره وزير الأشغال في حكومةٍ جديدةٍ، ويُدعى ديفيد هيوز David Hughes، على الاستقالة.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

كانت هناك احتجاجاتٌ عديدةٌ تطالب بإعادة أوتزون إلى منصبه، لكنه غادر البلاد عندما رأى أنّ الحكومة غير مهتمةٍ بأيّ تسويةٍ مقبولةٍ معه. وقد وصف الوضع لاحقاً بأنه "حقدٌ في بلاد الأخطاء الفادحة (بلندرلاند Blunderland)"، باعتبار أنّ هيوز ألغى تصميماته وأوقف دفع رواتب موظفيه. من المثير للأسّى أنّ أوتزون لم تتمّ حتى دعوته لافتتاح دار الأوبرا، ولم تطأ قدمه أستراليا أبداً ليرى كيف تحقَّق حلمه.

2 -آفة قبيحة تشوّه وجه الذوق والكياسة؟

الصورة عبر unsplash

عندما تمّ الانتهاء من بناء برج إيفل كمكان للعرض في المهرجان الصناعي العالمي في عام 1889، كانت الخطة تقضي بهدمه بعد 20 عاماً. ولو تمّ هذا الأمر فربما كان سيرضي عدداً لا يُحصى من الأشخاص الذين كرهوا هذا الشيء منذ البداية. فقد شعر معظم الكتاب والمثقفين أنّ البرج دمّر جمال باريس البكر والرائع. حيث وصفوه بأنه إضافةٌ قبيحةٌ وغير مجدية للمناظر الطبيعية.

أطيب التمنيات

ومن الأقوال المشهورة للكاتب غي دي موباسان Guy de Maupassant أنه كان يتناول الغداء بشكلٍ متكرّر في مطعم يتموضع في قاعدة البرج. لماذا؟ لأنّ ذلك المطعم كان المكان الوحيد الذي يمكنه الذهاب إليه بدون أن يضطر إلى النظر إلى هذا البرج.

3 -من بنى الأهرامات؟

الصورة عبر unsplash

الهرم الأكبر في الجيزة هو الأعجوبة الوحيدة في العالم القديم التي لا تزال قائمةً حتى وقتنا الراهن. قام الفرعون خوفو بتشييد هذا المبنى المتراصّ العظيم الذي ظلّ يمثّل أطول هيكل بنائي من صنع الإنسان في العالم لمدة 3800 عام. لقد أذهلت هذه الأعجوبة المعمارية الناس لآلاف السنين، ولا تزال كذلك حتى الآن في واقع الأمر. هناك العديد من النظريات التي تتجاوز الحدود المقبولة حول بناء هذا الهرم، بما في ذلك الأسطورة التي نسمعها باستمرار والتي تدّعي أنّ الكائنات الفضائية فقط هي التي تستطيع تشييد هذا المبنى. لكنْ لا تقلقْ، فالنظريات التي تتناول هذا الموضوع تصبح مفرطةً في الغرابة أكثر فأكثر.

في الآونة الأخيرة، أصرّ اثنان من علماء الآثار الهواة على أنّ سكان مدينة أطلانطس Atlantis المفقودة هم الذين قاموا بالفعل ببناء الهرم الأكبر. ولإثبات نظريتهما، تسلّلا إلى الهرم بعد ساعاتٍ من الوقت المسموح به، وقاما بشكلٍ سرّي بقطع أجزاءٍ من الجدران للحصول على عينةٍ للاختبار. وغنيٌّ عن القول أنّ هذا العمل التخريبي لم يُعجِب الحكومة المصرية. فحكمت محكمة جنايات الجيزة على "عالمَي الآثار" وعلى مخرجٍ سينمائي كان بصحبتهما، وكذلك على الحراس المصريين الستة الذين كانوا في الخدمة في ذلك الوقت، بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2014.

4 -القتال في أعماق البحار

الصورة عبر unsplash

نعلم جميعاً أنّ الكولوسيوم في روما كان ساحةً للعرض مشهورةً حيث كان المحاربون المُستعبَدون يتقاتلون مع بعضهم البعض أو مع الحيوانات البرية (هل تتذكر فيلم المُجالِد (غلادياتور) Gladiator؟). لكنْ هل تعلم أنّ الإمبراطور تيتوس Titus، وهو الذي أكمل بناءه عام 79 بعد الميلاد، جعله يُغمَر بالمياه لإعادة تمثيل المعارك البحرية الأسطورية؟ وقد "قاتل" أكثر من 3000 رجل في إحدى هذه الاشتباكات الضخمة الزائفة.

5 -القوى الشافية

الصورة عبر unsplash

آيا صوفيا، وهي الكنيسة التاريخية التي تحوَّلت إلى مسجد ثم متحف ثم مسجد مرة أخرى في إسطنبول، موجودةٌ منذ أكثر من ألف عام. وهناك العديد من الأساطير والقصص المحيطة بها، لكنّ إحداها ظلت ثابتةً عبر الزمن، وهي عن العمود "المتعرّق" الذي يظل رطباً دائماً، مهما كانت حرارة الطقس الخارجي. ولعدّة قرون، استمرّ الناس بلمس الثقب الموجود عند قاعدة العمود، بعضهم بهدف الشفاء ممّا يعانون منه، والبعض الآخر على أمل أن تتحقّق أمانيهم العزيزة جداً على قلوبهم.

6 -الصورة الأولى

الصورة عبر unsplash

كان البيت الأبيض الأصلي يبدو مختلفاً كثيراً عمّا هو عليه اليوم. بعد البناء، كان يُسمَّى قصر الرئيس، ثم بيت الرئيس (كلمة القصر فيها شيءٌ من الارتباط بالنظام الملكي، أليس كذلك؟). وكان كلُّ رئيسٍ يضيف إلى ديكور المنزل بعض الإضافات بطريقته الخاصة. ولكنْ في عام 1812، أثناء رئاسة جيمس ماديسون James Madison، أشعلت القوات البريطانية النار في المبنى. والشيء الوحيد الذي تمّ إنقاذه من تلك الأيام الباكرة لذلك البيت هو صورة جورج واشنطن، التي أصرَّت زوجة ماديسون على إنزالها من مكانها قبل أن تغادر المنزل بحثاً عن الأمان.

يعود الفضل بالمظهر الحالي للبيت الأبيض إلى حدٍّ كبير إلى عملية إعادة الإعمار التي تمَّت بعد الحريق.

7 -سقفٌ سيبقى للذكرى عبر العصور

الصورة عبر unsplash

بغضّ النظر عن شهرة كنيسة السيستين بسبب الاجتماع البابوي الذي يُعقَد فيها، فإنّ الناس يتوافدون لرؤيتها بسبب اللوحات الجدارية الجميلة التي تزّين جدرانها الداخلية. وما يمكن اعتباره جوهرة التاج بالنسبة للمبنى بأكمله هو السقف الأسطوري الذي رسمه مايكل أنجلو. لكنْ صدِّقْ أو لا تصدِّقْ أنّ مايكل أنجلو لم يكُن الخيار الأول للقيام برسم هذا السقف. فالبابا حينها طلب بالأصل من رافائيل، الذي كان أكثر شهرةً في ذلك الوقت، أن يتولّى تلك المهمّة.

وباعتبار أنّ رافائيل كان يشعر بالغيرة من النجاح المتزايد الذي كان مايكل أنجلو يحقّقه، لذا أراد أن يجد طريقةً للإساءة إليه. وعلى هذا الأساس أقنع البابا باختيار مايكل أنجلو، على أمل أن يفسد منافسه الأمر فيحرج نفسه. ولكنْ أعتقد أنّ هذه الخطّة جاءت بنتائج عكسية نوعاً ما، أليس كذلك؟

8 -الطلاء الصالح للأكل

الصورة عبر unsplash

قصر بوتالا Potala هو حصنٌ موجودٌ في التبت. وهذا القصر كان مقرَّ إقامة عشرة من الدالاي لامات على مدى 317 عاماً. في عام 1959، أصبح القصر موقعاً من التراث العالمي بعد فرار الدالاي لاما الرابع عشر إلى الهند. ولم يتم تشييد أيّ مبنى آخر في المدينة بحيث يفوق مستواه في العلو القصر المذكور، وذلك كدليلٍ على الاحترام. ولحماية المبنى من التأثيرات السيئة للطقس، يقوم طاقمٌ مكوَّنٌ من حوالي 500 شخص، جميعهم مقيمون في تلك المنطقة ومتطوّعون، بإعادة طلائه كلّ عام.

"الطلاء" المستخدم هو عبارة عن خليطٍ تقليدي من الحليب والعسل والسكر والليمون، وهو يتمتّع بشكلٍ خاصّ برائحةٍ عطريةٍ حلوة. وأنا أتساءل عمّا إذا كان المتطوعون قد أغراهم يوماً ما هذا الطلاء كي يقوموا بتذوّقه!

المزيد من المقالات