أنت لست من عشاق الطعام: عندما تنتابك رغبة مفاجئة في تناول الطعام يكون جسدك من يذكرك به

لماذا تنتابنا الرغبة الشديدة في تناول الطعام؟ هل هي إشارات سرية من جسمك تخبرك بالضبط بما تحتاجه؟ بشكل عام، يمكن أن تشير هذه الرغبة الشديدة إلى وجود شيء ما غير متوازن، لكن هذا لا يعني دومًا أنك بحاجة إلى نوع معين من الطعام. قد تعني الرغبة الشديدة أنك تعاني من التجفاف أو التوتر أو قلة النوم.

إذا كنت ترغب في تناول وجبة خفيفة، وأكلتها، ثم لم تشعر بأي تحسن بعدها، فإن جسمك لم يكن بحاجة إلى هذا الطعام مطلقا منذ البداية.

فيما يلي بعض الأسباب التي قد تدفعك إلى الرغبة في تناول نوع معين من الطعام.

الشوكولاتة

هل صارت لديك فجأة رغبةٌ شديدة في تناول شيء حلو ويحتوي الكريما؟ على الرغم من أن لوحَ الشوكولاتة يحتوي على السكر والدهون، إلا أن هناك في الواقع بعض الفوائد الغذائية للشوكولاتة الداكنة (السوداء). تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كمية صغيرة من الشوكولاتة الداكنة يومياً، كجزء من إجمالي سعراتهم الحرارية، يكون ضغطُ دمهم منخفضًا. الكاكاو غني جدًا بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على المغنيسيوم والحديد والألياف.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا يعتمد على النباتات فقد تشتهي الشوكولاتة إذا كنت تعاني من فقر الدم أو نقص الحديد. تحتوي الشوكولاتة على كمية قليلة من الحديد، لكنه من السهل على جسمك الوصول إليها واستثمارها.

الملح

الصورة عبر unsplash

عندما تشتهي تناول الملح، قد تكون بكل بساطة في حالة جفافٍ لا غير. قبل أن تتناول وجبةً مالحة، تناولْ كمية كبيرة من الماء. في كثير من الأحيان عندما نعتقد أننا جائعون، فإننا في الواقع نكون فقط عَطِشين.

تُظهر بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية مُضيِّعة للملح كمُدِرّات البول، غالبًا ما يرغبون بتناول الملح ويكونون بالفعل بحاجة له. إن بعضَ المُدِرّات فقط تُسبِّب ذلك، لذا تحققْ مع طبيبِك أو مع مُقدِّم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كنت تعتقد أن هذا هو حالُك.

عندما تكون تحت شدّة معينة، فأنت غالبا ما تميل لتناول بعض الأطعمة المالحة الشائعة في هذه الحالة مثل رقائق البطاطا أو المعجنات. إذا كانت التوتّر هو السبب، فإن تناولَ شيء مالح لن يجعلك تشعر بالتحسن. من الأفضل حينئذٍ أن تستفيد من بعض تمارين التنفس أو المشي السريع أو جلسة يوغا.

الكربوهيدرات

الصورة عبر unsplash

تعتبر الكربوهيدرات كالمعكرونة والبسكويت والخبز مصادرَ سريعةً للطاقة، لكنها لن تُبقي إحساس الشبع طويلا. إذا كنت تشتهي الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات، أعِدِ النظر في جدول نومك. قد يطلب جسمُك الدهونَ والكربوهيدرات لأنها تتداخل بتركيب بعض الهرمونات التي تنظم نومك. إن النومَ ليلةً كاملة وإعادةَ الشحن لجسمِك يمكن أن يساعدَ في كبح بعض تلك الرغبات الشديدة غير الصحية.

اللحوم الحمراء

الصورة عبر unsplash

يوجد الكثير من الأطعمة في نظامنا الغذائي التي تعتبر مصادر جيدة للحديد والزنك. إذا كنت تشتهي اللحوم الحمراء، اسأل نفسك إذا كنت تحصل على ما يكفي من هذه المعادن.

وعلى الرغم من أن اللحوم الحمراء ليست طعامًا موصى به، إلا أنه يمكن إدراجها في نظام غذائي صحي. تُشير الدراسات إلى أن معظم الناس يمكنهم تناول كمية صغيرة من اللحوم الحمراء كل أسبوع مع الحفاظ على صحة جيدة. وقد أظهرت بعض الدراسات فوائدَ تناول كمية قليلة من اللحوم الحمراء. ولكنْ هناك تحذيرٌ بسيط يكمن في أن بعض الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان يجب عليهم تجنب اللحم الأحمر تمامًا.

ماذا تفعل إذا كنت تشتهي شيئًا ما؟

الصورة عبر unsplash

أولًا، توقف وفكر: "هل أحتاج إلى هذا؟" قد تحتاج إلى الملح، على سبيل المثال، إذا كنت قد انتهَيت للتوّ من تمرين شاق حيث فقدْتَ الكثير من العرق، أو أن تكون قد خرجت للتو من مشكلة سيئة حيث استنفدت مخازن الملح لديك. إذا كان الأمر كذلك، فإن جسمك يحتاج فقط إلى كمية قليلة جدًا من الملح بشكل عام.

ومع ذلك، إذا كانت لديك رغبة شديدة في تناول الطعام، فلا يجب أن تستسلم دائمًا لها. إذا كنت تعلم أن جسمَك يطلب شيئًا لا تحتاجه، فخصِّص خمس دقائق لتفعلَ شيئًا آخر. قم بالمشي سريعًا أو تحدث مع صديق، وسوف تشعر أن الرغبة تلاشت. قد يكون ما تحتاجه هو تخفيف التوتر أو إيجاد حلّ سريع للملل. إذا كنت لا تزال ترغب حقًا في الشيء نفسِه بعد استراحةٍ مدتُها خمس دقائق، فاستمر بتناول هذا الطعام، ولكن عادةً ما ستشعر بالتحسن بعد ممارسة الرياضة أو الابتعاد عن الاجتماعات البشريّة.

وإذا ظلت الرغبة الشديدة او أصبحت أسوأ بعد تناول الطعام المنشود، فهنا لا يكون الطعام ما تحتاجه، بل ربما تكون محتاجا لتخفيف التوتر أو الراحة أو الإماهة.

استمتع بالأطعمة المفضلة لديك

الصورة عبر unsplash

عندما نتّخذ قرارًا عقليًّا حول نوع واحد من الطعام ونتقيّد به تمامًا، فعادةً ما يأتي ذلك بنتائج عكسية.

يوجد بعض الناس ممّن يُمضون شهرًا بدون طعام يحبّونه تمامًا. وما يحدث هو أنهم يبدؤون في التفكير في هذا الطعام كثيرًا ويشتهونه بشكلٍ كبير، لذلك أقول لهم أن يتناولوا القليل منه. أنا شخصياً عاشق كبير للشوكولاتة، ولذلك أتناول القليلَ منها كلّ يوم، فأقوم بإدراجها في حصّتي اليومية من السعرات الحرارية و أستمتع بالتجربة حقًا. إن الحياة تدور حول التوازن.

المزيد من المقالات