أكبر 7 أخطاء تجارية في التاريخ

كل الأعمال التجارية تمر بفترات صعود وهبوط، ولكن في بعض الأحيان تتخذ الشركات قرارات تؤدي إلى عواقب وخيمة. ابتداءً من عمليات الاندماج المشؤومة التي كان متوقعاً منها تآزر الأطراف المعنية فإذا بها تؤدي إلى حدوث الاضطرابات، مروراً بإطلاق منتجات مع ترقّباتٍ عالية للغاية تلاشى وهجها لاحقاً في السوق الفعلية، وصولاً إلى ضياع فرص للاستحواذ جعل شركات عملاقة تخسر بشكلٍ كاملٍ أرباحاً كان من الممكن تحقيقها.

1. كوداك تحصل على براءة اختراع لأول كاميرا رقمية، ولا تستغل الفكرة لعقود من الزمن

الشركة المعنية: كوداك (Kodak)

تقدير إجمالي الخسائر: أكثر من 100 مليون دولار*

في مشهدٍ مذهل للفرص الضائعة، حصلت كوداك على براءة اختراع لأول كاميرا رقمية في عام 1975، لكنها فشلت في الاستفادة من اختراعها الرائد. فقد أتيحت لهذه الشركة المعروفة بهيمنتها على صناعة السينما والتصوير الفوتوغرافي فرصةٌ لإحداث ثورة في الأسواق، لكنها اختارت عدم وضع تلك الفكرة موضع التنفيذ.

كان هذا الخطأ الفادح قاتلًا لشركة كوداك، حيث أدى ظهور التصوير الرقمي في النهاية إلى انهيار الشركة. وبينما توفّرت لشركة كوداك الرؤية الاستشرافية كي تتخيل مستقبل التصوير الفوتوغرافي، فإنّ فشلها في التكيّف مع التكنولوجيا الرقمية وفي تبني هذه التكنولوجيا، أدّى في نهاية الأمر إلى جعل هذه الشركة عاجزة عن اللحاق بالركب.

2. الإمبراطورية تردّ الضربة

الشركات المعنية: لوكاس فيلم (LucasFilm)، ديزني (Disney)

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

تقدير إجمالي الخسائر: أكثر من 4.05 مليار دولار*

في واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ صناعات الترفيه، أبرمت لوكاس فيلم -الشركة المالكة لامتياز سلسلة ستار وورز (حرب النجوم Star Wars) الشهيرة- صفقةً مع ديزني في عام 2012. وبينما كان العديد من المعجبين متحمسين لمستقبل سلسلة ستار وورز (حرب النجوم) تحت إدارة ديزني، كان البعض الآخر متشككاً حول كيفية تأثير هذا الاندماج على هذه السلسلة المحبوبة.

في نهاية المطاف، قامت شركة ديزني بالفعل بجمع 1.5 مليار دولار من أفلامها الجديدة ضمن سلسلة ستار وورز (حرب النجوم)، وهذا الرقم لا يشمل حتى ما حصلت عليه من البضائع الحديثة والأرباح الواردة من منتزهها الترفيهي الذي أقيم استناداً إلى طابع ستار وورز (حرب النجوم)، أي ستارز وورز: جالاكسي إيدج (حرب النجوم: حافة المجرة Star Wars: Galaxy’s Edge).

3. دايملر بنز تعقد صفقة سيئة

الصورة عبر dubizzle

الشركات المعنية: دايملر بنز (Daimler-benz) وكرايسلر (Chrysler)

تقدير إجمالي الخسائر: 30 مليار دولار*

تمّ الترحيب باندماج دايملر-بنز وكرايسلر في وقتٍ من الأوقات باعتباره صفقة تاريخية من شأنها أن تخلق كياناً قوياً في مجال صناعة السيارات. ولكن سرعان ما انقلب هذا الأمر رأساً على عقب. فقد واجه الاندماج الذي تمّ في عام 1998 تحدياتٍ كبيرةً بسبب الاختلافات الثقافية والمنازعات الإدارية والفشل في إجراء عملية التكامل بين الشركتين بشكلٍ فعّال.

لم يبقَ ذلك الاندماج قائماً حتى لفترة عقدٍ واحدٍ من الزمن. ففي عام 2007 باعت شركةُ دايملر-بنز شركةَ كرايسلر مقابل 6 مليارات دولار فقط، ويعتبر هذا المبلغ جزءاً صغيراً للغاية من المبلغ الأصلي الذي دفعته من أجل شراء تلك الشركة الأمريكية قبل 9 سنوات من ذلك التاريخ، ومقداره 36 مليار دولار.

4. شركة ياهو تضيع فرصة سانحة لشراء جوجل بسعرٍ منخفضٍ

الصورة عبر dri

الشركة المعنية: ياهو (Yahoo)

تقدير إجمالي الخسائر: 990 مليار دولار*

في ألعوبة من ألاعيب القدر، وجدت شركة ياهو نفسها عند مفترق طرق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما أتيحت لها فرصةٌ كان من الممكن أن تغيّر شكل مسارها العامّ بالكامل. ففي ذلك الوقت، كانت شركة جوجل الناشئة على شفير حدوث أمور مصيرية. ومع ذلك، اختارت شركة ياهو عدم اغتنام الفرصة، فأهدرت فرصةً ذهبيةً للاستحواذ على جوجل عندما كانت قيمتها لا تزال تحبو في تصاعدها.

هذه الخطوة الاستراتيجية الخاطئة وضعت شركة ياهو في موضع المراقب المتحسّر، وهي ترى شركة جوجل ترتفع بسرعة الصاروخ، لتصبح شركة عملاقة على الإنترنت. الأمر الذي يسلّط الضوء على أهمية تمييز الفرص الكامنة وتحمّل المخاطر المحسوبة في عالم الأعمال.

5. روسيا تبيع أمريكا "الحدود الأخيرة" بأقلّ من 10 ملايين دولار

الصورة عبر quora

الشركة المعنية: الحكومة الروسية

تقدير إجمالي الخسائر: 37 مليار دولار*

سنتناول هنا الملحمة الآسرة للألباب بخصوص الحركة غير المتوقعة التي قامت بها روسيا وهي: بيع ألاسكا لأميركا في عام 1867. فما بدا وكأنه صفقةٌ غير محتملة كانت له عواقب بعيدة المدى. وقرار روسيا بالتخلي عن تلك المساحة الشاسعة من الأرض أدّى بالنتيجة إلى انعطافٍ ملحوظٍ في مسار التاريخ. فهذه الصفقة، بما تعنيه من رموز من ناحية الديناميكيات الجيوسياسية، أعادت تشكيل الحدود وكانت لها تأثيرات باقية على الدوام.

لقد باعت روسيا أراضي ألاسكا لأمريكا بأقلّ من 10 ملايين دولار. وبالنظر إلى أنّ ألاسكا غنيةٌ جداً بالموارد، فلا يمكن وصف بيع تلك الأراضي عام 1867 إلّا بأنه فشلٌ كاملٌ للحكومة الروسية في رؤية ما هو أبعد من السطح المتجمد لـ "الحدود الأخيرة".

6. هاتف سامسونج المتفجر

الصورة عبر Pinterest

الشركة المعنية: سامسونج (Samsung)

تقدير إجمالي الخسائر: 5.3 مليار دولار*

في واحدةٍ من أكثر حالات فشل المنتج شهرةً في الذاكرة الحديثة، تحوَّل هاتف غالاكسي نوت 7 (Galaxy Note 7) لشركة سامسونج من كونه هاتفاً ذكياً ذا ترقّبات عالية للغاية إلى عبءٍ خطيرٍ على من يمتلكه. فبعد وقتٍ قصيرٍ من إصداره في عام 2016، بدأت التقارير تتوافد عن حالاتٍ لانفجار أجهزة غالاكسي نوت 7 أو اشتعال النيران فيها.

تبيّن لاحقاً وجود تصميمٍ خاطئٍ للبطارية على أنه سبب الخلل، ولكن مع حلول ذلك الوقت، كان الأوان قد فات على تصليح الأضرار. فبعد محاولة الشركة في البداية التقليل من أهمية المشكلة ومعالجتها من خلال استرجاع المنتج، قررت سامسونج في النهاية إيقاف إنتاج هذا الطراز بشكلٍ تامّ. وقد كلّف الحادث المذكور شركة سامسونج خسائر تقدّر بنحو 5 مليارات دولار، كما ألحق أضراراً جسيمةً بسمعة الشركة.

7. تايم وورنر وAOL يعقدان "صفقة القرن"

الصورة عبرmediavillage

الشركات المعنية: AOL، تايم وارنر (Time Warner)

تقدير إجمالي الخسائر: 98.7 مليار دولار*

في واحدةٍ من أكثر عمليات الاندماج التي تمّ الحديث عنها في تاريخ الأعمال، اندمجت في عام 2000 شركة AOL مع شركة تايم وورنر من خلال صفقةٍ قُدِّرت قيمتها بنحو 350 مليار دولار. وقد جمعت هذه الشراكة قوة الإنترنت مع عملاق الإعلام؛ فبدت وكأنها عملية تمَّت برعاية سماوية.

في ذلك الوقت، تمّ الترحيب بهذه الصفقة باعتبارها صفقة رائدة من شأنها أن تخلق تكتلاً قوياً في مجال الإعلام والتكنولوجيا. لكنّ الاندماج لم يرقَ إلى مستوى التوقّعات العالية منه، إذ لم يتمكَّن كبار المسؤولين في الشركتين من الاتفاق على كيفية إدارة الأمور ولا على الجوانب التي يجب التركيز عليها في العمل.

المزيد من المقالات