بدأت قصة البطاطا المقلية في جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية، حيث زُرعت البطاطا لأول مرة قبل نحو 8000 عام. وصلت إلى أوروبا في القرن السادس عشر عبر المستكشفين الإسبان، لكن الناس رفضوها في البداية لأنهم اعتبروها طعام الفقراء. في فرنسا، روّج أنطوان أوغستين بارمنتييه لهذه الدرنة في القرن الثامن عشر، فانتشرت وأصبحت تُستخدم في أطباق فرنسية تقليدية.
يُرجّح أن البطاطا المقلية ظهرت في بلجيكا نهاية القرن السابع عشر، حين بدأ السكان الذين كانوا يقلون الأسماك الصغيرة يقومون بقلي شرائح البطاطا في الزيت عندما يحل الشتاء. مع مرور الوقت، انتقلت الطريقة إلى فرنسا، وشهرة المطبخ الفرنسي عالمياً جعلت الناس يربطون البطاطا المقلية بفرنسا، خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، حين أطلق الجنود الأمريكيون على الطبق الذي ذاقوه في بلجيكا اسم "French fries".
قراءة مقترحة
فن الطهي الفرنسي رسّخ مكانة البطاطا في ثقافة الطعام العالمية. من خلال أطباق مثل غراتان البطاطا والبطاطا المنتفخة، أظهر الفرنسيون قدرتهم على تحويل مكونات بسيطة إلى أطعمة راقية. اتقان تقنية القلي والدقة في الإعداد ميّز البطاطا المقلية وزاد الإقبال عليها في أنحاء العالم.
مع انتشار الوجبات السريعة خاصة في الولايات المتحدة، أصبحت البطاطا المقلية طبقاً جانبياً أساسياً. وقد ساعدت سلاسل مثل ماكدونالدز في نشرها حول العالم. اليوم تُقدَّم البطاطا المقلية بأشكال متعددة وبتوابل متنوعة بحسب التقاليد المحلية في دول مختلفة.
ورغم أن اسم "البطاطا المقلية الفرنسية" قد يكون ناتجاً عن التباس لغوي أو بسبب شهرة الطبخ الفرنسي، فإن فرنسا وبلجيكا ما تزالان تتنافسان على أصل هذا الطبق. في فرنسا تُعرف باسم "فريت" وفي بلجيكا تعتبر طبقاً وطنياً شهيراً.
أدخل المطبخ الفرنسي البطاطا ضمن تراثه العريق، مثبتاً مكانتها في أطباقه المرموقة. سمح هذا التأثير المستمر لفن الطهي الفرنسي بتحويل البطاطا، التي كانت تُحتقر يوماً، إلى عنصر أساسي عالمي، يحتفل به على موائد الشعوب والثقافات المختلفة.
