تقع كابادوكيا في وسط تركيا، وتُعد من أبرز الأماكن السياحية بسبب جمال طبيعتها وتاريخها القديم. تشتهر بتشكيلات صخرية غريبة، أشهرها "مداخن الجنيات"، التي تكوّنت من الحمم البركانية وتأثير الرياح والمطر، فبدت كأنها من عالم آخر.
كلمة "كابادوكيا" تعني بالفارسية القديمة "أرض الخيول الجميلة". سكنها الإنسان منذ آلاف السنين، ومرّت عليها حضارات مثل الحثيين، الفريجيين، الرومان، والبيزنطيين. مدينة ديرينكويو تحت الأرض تُظهر ذكاء تلك الشعوب؛ بنيت على 18 مستوى، واستُخدمت كمكان للاختباء أثناء الهجمات.
أكثر التجارب شهرة هناك هي ركوب المنطاد فجرًا، حيث يُرى مداخن الجنيات والوديان من الأعلى، وتجذب هذه التجربة آلاف السياح كل عام.
قراءة مقترحة
في العهد الروماني، أصبحت كابادوكيا ملجأ للمسيحيين الفارين من الاضطهاد، فنحتوا مئات الكنائس في الصخور، ولا تزال كثير منها محفوظة حتى اليوم. لاحقًا، في العصرين السلجوقي والعثماني، بنيت مساجد ومدارس ومستشفيات، فاستقرت الحياة الثقافية.
المنطقة تضم حياة محلية صادقة تعكس طابع تركيا؛ الناس يُرحّبون بالزوار، والأكل يُحضَّر بطريقة تقليدية. من أشهر الأطباق "تستي كباب"، يُطهى في جرة فخارية، إلى جانب خبز ومخبوزات محلية.
الزائر يمشي في وادي إهلارا، يتسلق الصخور، يدخل كنائس صخرية تحتوي على رسوم جدارية عمرها قرون. يشاهد صناعة الفخار والنسيج، ويجرب العمل بيده في ورش تقليدية.
كابادوكيا تمثل وجه الأناضول الأصيل؛ طبيعة خلابة، تاريخ عميق، وثقافة تركية خالصة، تُمنح الزائر ذكرى لا تُمحى.
