
نيكولاس كوبرنيكوس، عالم فلك بولندي من عصر النهضة، وُلد عام 1473 وتوفي عام 1543. اشتهر بفكرته الجديدة التي تقول إن الأرض والكواكب تدور حول الشمس، وهي الفكرة التي عُرفت لاحقًا بالنموذج الكوبرنيكي. نشأ في مدينة تورون، وبعد وفاة والده، تولى
عمه تربيته وتعليمه. درس في عدد من الجامعات الأوروبية، منها كراكوف وبولونيا وبادوا، وتخصص في الطب والقانون وعلم الفلك.
عاد كوبرنيكوس إلى بولندا عام 1503، وعمل طبيبًا ومستشارًا لعمه الأسقف في إقليم وارميا، بينما واصل دراسته وأبحاثه في الرياضيات وعلم الفلك. خلال تلك السنوات، كتب أيضًا آراء اقتصادية أثرت لاحقًا، منها نظرية كمية عن النقود وقانون جريشام، اللذين أثرا في فهم السياسات النقدية.
أبرز إنجازاته ظهرت في كتابه "حول حركة الأجرام السماوية"، الذي صدر عام 1543 قبل وفاته بوقت قصير، وكان سببًا في تغييرات كبيرة في علم الفلك، وفتح الطريق لعلماء مثل غاليليو. لكن خوف كوبرنيكوس من ردود الفعل السلبية أدى إلى تأخر نشر أفكاره.
بعد وفاته، دُفن في كاتدرائية فرومبورك، لكن موقع قبره ضاع مع الوقت، مما أدى إلى محاولات متكررة للعثور عليه. بين عامي 2005 و2006، قام علماء آثار بولنديون بالبحث مجددًا، استنادًا إلى فرضية أنه دُفن قرب مذبح الصليب المقدس، حيث كان يؤدي واجباته الدينية. عُثر هناك على هيكل عظمي لرجل يتراوح عمره بين الستين والسبعين، يُرجح أنه كوبرنيكوس.
أُجري تحليل جيني لتأكيد هوية الرفات، بعد العثور على شعر محفوظ بين صفحات كتاب فلكي كان يستخدمه كوبرنيكوس، والكتاب محفوظ الآن في متحف غوستافيانوم في السويد. أظهرت النتائج تطابق الحمض النووي المأخوذ من الشعر مع الحمض النووي الموجود في الجمجمة والأسنان.
أكدت الدراسة التي جمعت بين علم الآثار والتحليل الجيني أن الرفات تعود على الأرجح إلى كوبرنيكوس، مما يعزز فهم تاريخ علم الفلك ويُظهر مدى فعالية التقنيات الحديثة في الكشف عن الحقائق التاريخية.
باتريك رينولدز
·17/10/2025
مدينة جامعية حية، سكانها من خلفيات متعددة.
اختار مصطفى كمال أتاتورك أنقرة عاصمة عام 1923 بدل إسطنبول، لأن موقعها يوفر أمانًا ووصلًا جيدًا داخل البلاد. منذ ذلك اليوم، نمت لتضم الوزارات والسفارات، وفيها النصب الوطني أنıtkabir، رمز الجمهورية التركية. أسست فيها جامعات مرموقة، فتحولت إلى قطب تعليمي وثقافي وسياسي.
آثار أنقرة، مثل القلعة والمساجد العثمانية، تُظهر تراثًا يمتد لآلاف السنين، بينما الأسواق والمباني الحديثة تعكس الحياة اليومية. أبرز المواقع الثقافية متحف الحضارات الأناضولية، يعرض قطعًا نادرة من العصر الحجري حتى نهاية العهد العثماني. أسواق مثل «أولوس» تُظهر الحياة اليومية والحرف اليدوية.
رغم تاريخها الطويل، الحياة اليومية في أنقرة تتسم بالهدوء والنشاط معًا. شيّدت طرقًا ومتروًا حديثًا، وتستقبل آلاف الطلاب كل عام، فتبدو مدينة شابة. الحدائق العامة، المقاهي والمطاعم توفر أماكن للاسترخاء، مثل حديقة «جينجليك».
أنقرة ليست فقط مقر الحكم، بل تحمل ملامح تركيا المعاصرة. تضم طبقات تاريخية وهوية حالية في مكان واحد، فزيارتها تكشف الثقافة التركية بعيدًا عن صخب إسطنبول، وتلعب دورًا أساسيًا في سرد قصة تطور تركيا وتحديثها.
لورين كامبل
·15/10/2025
تعكس الأزياء التقليدية العربية عمق التاريخ والهوية الثقافية للشعوب، حيث تحمل في تفاصيلها قصصًا عن الجذور والانتماء. من فلسطين إلى اليمن، تمتزج الأناقة بالتقاليد، فتجسد كل قطعة فنية رموزًا اجتماعية ووطنية ورثتها الأجيال.
في فلسطين، يشكل الثوب الفلسطيني رمزًا للثقافة
والمقاومة، يتميز بتطريزات يدوية دقيقة تحمل دلالات عميقة، وتختلف باختلاف المناطق. يُخيط الثوب غالبًا من الكتان أو القطن، وتزينه أشكال مستوحاة من الطبيعة. من أبرز التصاميم ثوب رام الله وبيت لحم، وكل منهما يعكس جانبًا من التراث الفلسطيني.
في السعودية، يرتدي الرجال الثوب والشماغ والبشت، حيث يعكس اللون الأبيض تقاليد المناخ الصحراوي، ويُلبس البشت في المناسبات الرسمية كرمز للهيبة. ترتدي النساء العباءة السوداء بأنماط تتنوع بين البساطة والزخرفة، لتجسد مفاهيم الأناقة والاحتشام.
في المغرب، تشتهر الأزياء المغربية بتنوعها؛ فالجلباب هو الزي اليومي للرجال، بينما يتميز القفطان النسائي بالفخامة والتطريز الذهبي المستوحى من التراث الأندلسي والبربري. يرتدي الرجال السلهام، وهو عباءة صوفية تقليدية تُستخدم في الأجواء الباردة وترمز للأصالة.
في سلطنة عمان، يلبس الرجال الدشداشة المعطرة بشرابة، وتكملها الكمة والمصر كرموز للكرامة والفخر. ترتدي النساء أثوابًا ملونة مزينة بتطريزات وحلي فضية تُبرز التراث العماني.
في الإمارات، يتمثل الزي الرجالي في الكندورة البيضاء الخفيفة مع الغترة والعقال، بينما تتألق النساء بالعباءة الإماراتية ذات التصاميم العصرية التي تحافظ على الطابع التراثي والتقاليد الاجتماعية.
في اليمن، يرتدي الرجال المعوز والجنبية، اللذان يعبران عن الشجاعة والهوية. تتميز النساء بأزيائهن الملونة المزينة بتطريزات تقليدية، ويكملنها بالحلي الفضية اليمنية التي تعكس الحرف اليدوية العريقة وتعبر عن الأصالة والجمال الطبيعي.
إليانور بينيت
·15/10/2025
مع ازدحام الحياة اليومية بالرّوتين، أصبح السفر وسيلة فعّالة للتجديد والاستجمام، وخصوصًا في فصل الشتاء، حيث تقدّم الوجهات السياحية الشتوية في المملكة العربية السعودية خيارات غنية ومتنوّعة لعشّاق الطبيعة والبرد.
يُعدّ جبل اللوز في تبوك من أبرز المعالم الطبيعية، إذ
يرتفع 2549 مترًا، ويتساقط عليه الثلج كل عام، فتتحول قمته إلى مكان مفضل لمحبي الشتاء.
أما صحراء الثمامة في الرياض، فجوها معتدل شتاءً، وتُستخدم أرضها الرملية للتخييم، وركوب الدراجات، وسباق السيارات، بينما تُطل على الزائر مناظر هادئة من رمال ونباتات.
في الجنوب، تبرد مدينة أبها وتنزل عليها الأمطار والثلوج، تحتفظ بقلعة شمسان وأبو خيال، وسوق الثلاثاء القديم، فتجمع بين الطقس البارد والتراث القديم.
بينما تُشكّل جزر أرخبيل فرسان في جازان ملاذًا طبيعيًا فريدًا، إذ تضم أكثر من 150 جزيرة، تُطل شواطئها البيضاء على شعاب مرجانية نادرة، فتجذب من يحب الغوص والسباحة بين الشعب.
غابة خيرة في الباحة تُحيط بها أشجار خضراء، وتسقط شلالاتها في بحيرة صغيرة، فتُتيح للزائر الجلوس تحت الظل والاستماع إلى صوت الماء.
وأخيرًا، مدينة ينبع تجمع بين البحر والمرافق الحديثة، جوها معتدل شتاءً، فيها منتجعات، متاحف بحرية، ومراسي يخوت، كما تُتيح جزيرة المحار والواجهة البحرية ممارسة الغوص، الصيد، والتزلج على الأمواج.
تتميز المملكة العربيّة السعوديّة بتنوّع طبيعيّ يجعلها وجهة مثالية في الشتاء لهواة السياحة والاستكشاف.
باتريك رينولدز
·14/10/2025
توسعة مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، البوابة الجوية الأولى للمملكة، من خلال توسيع صالات السفر وتحديث أنظمة التشغيل الذكية، ما يسمح باستيعاب 12 مليون مسافر إضافي سنويًا. يشمل أيضًا مطار منارة مراكش بإضافة ممرات هبوط جديدة وتحديث مرافقه لتتلاءم مع المعايير الدولية.
الدراسات الجارية تهدف إلى رفع كفاءة مطارات جهوية مثل طنجة وأكادير، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز الربط الجوي الداخلي والدولي، ما يعزز التكامل الإقليمي ويسهل حركة السياح والمستثمرين.
ستسهم التوسعات في جذب استثمارات أجنبية مباشرة، خصوصًا في مجالي السياحة والخدمات اللوجستية، ومن المتوقع أن تخلق أكثر من 50 ألف فرصة عمل جديدة خلال خمس سنوات، ما يدعم الاقتصاد الوطني ويؤكد جاذبية المغرب الاستثمارية.
من جهة أخرى، يعمل المغرب على عقد شراكات استراتيجية مع شركات طيران عالمية لتوسيع شبكة الرحلات، ما يعزز دوره كمركز ربط بين إفريقيا وأوروبا.
تركز الاستثمارات أيضًا على البنية التحتية الذكية عبر إدخال أنظمة فحص متقدمة وتطبيقات رقمية لتيسير تجربة السفر. تشير التوقعات إلى أن القدرة الاستيعابية الإجمالية للمطارات ستتجاوز 20 مليون مسافر سنويًا مع استكمال المشروع، مقارنة بـ10 ملايين مسافر في 2022.
تعكس الخطوات التزام المغرب بتحديث قطاع الطيران ومواكبة التحديات العالمية، مما يعزز ثقة المستثمرين ويؤكد قدرة المملكة على تحقيق التنمية المستدامة في مجال النقل الجوي والسياحة.
شارلوت ريد
·15/10/2025